لا عين يبقى من الدنيا ولا أثرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا عين يبقى من الدنيا ولا أثرا لـ الأعمى التطيلي

اقتباس من قصيدة لا عين يبقى من الدنيا ولا أثرا لـ الأعمى التطيلي

لا عينَ يَبْقى منَ الدنيا ولا أثرَا

فكيفَ تسمَعُ إن دُكَّتْ وكيف تَرَى

حسبُ الفتى نظرةً في كلِّ عاقبةٍ

لولا تمنُّعُهُ عَنّتْ له نَظَرا

ما أشبهَ الموتَ بالمحيا وأجدرَ مَن

لا يعرفُ الوِردَ أن لا يعرف الصَّدرا

أعدَّ زادَيْكَ من قولٍ ومنْ عَمَلٍ

إنَّ المُقامَ إذا طال اقتضى السَّفرا

وافرُغْ لشانيك من قولٍ ومن عملٍ

كلٌّ سيجري مَداهُ طالَ أو قَصُرا

وسلْ عن الناسِ هل صاروا مَصيرَهُمُ

فما أظنُّكَ ممنْ يجهلُ الخبرا

قضيتُ حاجة نفسي غيرَ مشكلة

في الموتِ لم أَقْضِ من علمٍ بها وطرا

أدنو إليها فتنأى لا تلوحُ سوى

لبسٍ من الظنِّ لا عُرْفاً ولا نُكُرا

وقد أصيحُ بمثل النفسِ من شَفَقٍ

ودونها ما يفوتُ السمَ والبصرا

هيهات أعياكَ ما أعيا الزمانَ فلا

تَرْتَبْ وإنْ تستطعْ فاقدرْ كما قدرا

يا منْ رأى البرقَ بات الليلُ يكلؤُهُ

كأنه من ضُلوعي مُشبِهٌ سَعَرا

نازعتُهُ السُّهدَ حتى كدتُ أَغلبُهُ

والليلُ عنديَ قد أَوْفَى بما نَذَرا

والنجمُ حيرانُ منْ أَيْنٍ ومن ضَجَرٍ

فلو هوى أو عَدا مجراه ما شَعَرا

والصبحُ يطلبُ في جُنْح الدجى خَلَلاً

يَلوحُ منه ولو أَلفاه ما جسرا

مُزْجَىً أحمُّ النواحي كلما عَرَضَتْ

له الرُّبى باتَ يُغْشِيهَا ربىً أُخَرا

من كلِّ وطفاءَ لم تكذِبْ مخيلتُها

لو أنها شيمةٌ للدهر ما غدرا

سَدَّتْ مهبَّ الصَّبا أعجازُ ريقها

عن سُدْفَةٍ دونها من هوله غررا

بحرٌ ولا شكَّ إلا لمعَ بارقةٍ

يكاد يَفْرَقُ منها كلما خَطَرا

قد طبَّقَ الأرضَ منها عارضٌ غَدِقٌ

ما غضَّ من طله أنْ لم يكنْ مَطرا

إذا انتحى بلداً أَبْصَرْتَ ساحتَه

كأنَّه وجهُ معروفٍ إذا شُكِرا

فذاك أسْقِي به قبراً بقرطبةٍ

شهدتُهُ فرأيتُ الفضلَ قد قُبرا

قبرٌ تضمَّنَ من آلِ الربيع سناً

شمسٍ توارتْ تروقُ الشمسَ والقمرا

قبرٌ تركنا به العليا مغمَّسَةً

ما بين قَسْوَةِ أحجارٍ ولين ثرَى

قبرٌ تركنا به روضَ المنى خَضِلاً

والشمسَ طالعةً والدمعَ منهمرا

فقلْ لطلاّبِها والسائلين لها

ولو حَثَوْنا عليها الأنجمَ الزُّهُرا

سحُّوا عليه سجالَ الدمع مُتْرَعَةً

فربما انشقَّ عما يفضحُ الزَّهَرا

وآبْكُوا به كعبةً أمسَتْ مناسكُها

ساكنةَ القبر لا حِجْراً ولا حَجَرا

ولا تخافُوا عليها أن تضيعَ به

فإنما هو جَفْنٌ وهي فيه كرى

بالنسك إذ كلُّ أرْضٍ روضةٌ أُنُفٌ

حُسْناً وكلُّ سماء حُلّةٌ سِيَرا

بالحِلْمِ حينَ نَطيشُ الهُضْبُ من نَزَقٍ

وَتَسْقُطُ الشهبُ من آفاقِها ضَجَرا

بالجودِ إذ لا تُوَاسي العينُ ناظرَهَا

ولو أتَى يَجْتَديها السمعُ والبصرا

يا حسرةً ملأتْ صدرَ الزمانِ أسىً

أَمْسَى وأصْبَحَ عنها ضيّقاً حَصِرا

زالتْ جبالُ سروري مِنْ مَواضِعِها

واستشعرَ الخوفَ منها كلُّ ليثِ شرى

وزالتِ الأرض أو زَلَّتْ بساكنها

هَبي فقد كاد يَمْضي الليلُ وابتدري

مداكِ منه فلو يَسْطيعُ لابتدرا

وكم أصاخَ المُصَلَّى لو شعرتِ به

إلى تلاوتِك الآياتِ والسُّوَرَا

وكم أتاهُ العَذارَى يلتقطْنَ به

من دَمْعِ أجفانِكِ المرجانَ والدُّرَرَا

وَفينَهُ كُنْهَهُ وانظمنها سُبَحاً

فربما ذُمَّ بعضُ الحَلْي أو حُظِرَا

وإن أبيتنَّ إلا عِقْدَ غانيةٍ

فامنحنهُ الحُوْرَ لا نَمْنَحْنَهُ البَشَرا

من كلِّ مكنونة كالدرّ آنسةٍ

تَضْحَى بَهَاءً وإنْ لم تَبْرَحِ الخُمُرا

لمن تركتِ اليتامى إذ تَرَكْتِهِمُ

شُعْثَ المفارقِ لا ماء ولا شجرا

حَوْلي ذَرَاكِ وكانوا يلبثونَ به

لا تَبْعَدِي أو فلا يَبْعَدْ ذراكِ ذرا

يا حاملي نعشها أنَّى لخَطْوِكُمُ

فقد حملتمْ به أُعجوبةً خَطَرا

ضَعُوه يحْمِلُهُ من ههنا نَفَسٌ

يُورِي الحنينَ ودمعٌ يُغْرِقُ الذكرا

قد أُزْلِفَتْ جنةُ الفردوسِ واطَّلَعَتْ

جاراتُكِ الحورُ يستهدينكِ الأثرا

وبتنَ منتظراتٍ والمدى أمَمٌ

وقلَّ ما باتَ مسروراً مَنِ انتظرا

هلِ الحياةُ وإنْ راقتْ بشاشَتُها

إلا الغمامُ تَسَرّى والخيالُ سرى

أما الحياءُ فشيءٌ أنتَ غايتُهُ

وإن تَغَاضَى جهولٌ أو إنِ ائْتَمَرا

استبقِ قلبكَ إنْ قلبُ الأريبِ هفا

وكفَّ دَمْعَكَ إنْ دَمْعُ اللبيبِ جرى

وعاودِ الصبرَ يوماً منك تحظَ به

فكم وَسَمْتَ به الآصالَ وَالبُكَرا

وكن كَعَهْديَ والألبابُ طائشةٌ

والبيضُ تَلْتهمُ الهاماتِ والقِصرا

وللرَّدى مأربٌ في كلِّ رابئةٍ

وقد دعا الجَفَلى داعبه والنَّقرى

لا تنسَ حظّكَ منْ حُسْنِ العزاء فما

أبديتَ في مثلها جُبْناً ولا خَورَا

لم آتِ قاصي ما أوْسعْتُها هممي

من السُّمودِ ولكن جئتُ معتذرا

عبدٌ أتى تالياً إذ لم يجدْ فَرَطاً

لعله حينَ لم يحججْ قد اعتمرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا عين يبقى من الدنيا ولا أثرا

قصيدة لا عين يبقى من الدنيا ولا أثرا لـ الأعمى التطيلي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن الأعمى التطيلي

أحمد بن عبد الله بن هريرة القبيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون في بني الأفطس.[١]

تعريف الأعمى التطيلي في ويكيبيديا

التُطَيْلِي الأعمى أو أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي الأعمى التطيلي، وله كنيتان هما «أبو جعفر» و«أبو العباس»، هو شاعر ووشاح أندلسي عاش في عصر المرابطين، عُرف بالأعمى وبالأُعَيمى لعاهته، وبالتُّطِيْليّ نسبة إلى مسقط رأسه تُطِيلة، كما لقبه بعض مؤرخي الأدب بمعري الأندلس.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الأعمى التطيلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي