لا غالب إلا الحب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا غالب إلا الحب لـ نزار قباني

1
رغم ما يثور في عيني من زوابع
ورغم ما ينام في عينيك من أحزانْ
برغم عصرٍ ,
يطلق النارَ على الجمال , حيث كانْ ..
والعدلِ , حيث كان ..
والرأي حيثُ كانْ
أقولُ : لا غالب إلا الحبّْ
أقولُ : لا غالب إلا الحب
للمرة المليونِ ..
لا غالبَ إلا الحب
فلا يغطينا من اليباس ِ,
إلا شجر الحنانْ .
2
برغم هذا الزمن الخرابْ
برغم عصر يقتل الكتابهْ..
ويقتل الكـُتابْ ..
ويطلق النار على الحمام .. والورود ..
والأعشاب ..
ويدفن القصائد العصماء ..
في مقبرة الكلابْ ..
أقولُ : لا غالب إلا الفكرْ
أقولُ : لا غالبَ إلا الفكرْ
للمرة المليون ,
لا غالب إلا الفِكرْ ..
ولن تموتَ الكلمة الجميله
بأي سيف كان ..
وأي سجن كان ..
وأي عصر كان ...
3
بالرغم ممن حاصروا عينيكِ ..
يا حبيبتي ..
وأحرقوا الخضرة والأشجار
بالرغم ممن حاصروا نوار
أقولُ : لا غالب إلا الوردُ ..
يا حبيبتي .
والماءُ , والأزهارُ.
برغم كل الجدب في أرواحنا
وندرة الغيوم والأمطارْ
ورغم كل الليل في أحداقنا
لا بدَّ أن ينتصر النهارْ ...
4
في زمن ٍ تحول القلبُ فيه
إلى إناءٍ من خشب ..
وأصبح الشِعرُ بهِ ,
قصيدة من الخشب
في زمن اللاعشق ِ .. واللاحلم ِ .. واللابحر ِ ..
واستقالة الأوراق, والأقلام , الكتبْ
أقولُ : لا غالب إلا النهد ..
أقول : لا غالب إلا النهد ..
للمرة المليون ,
لا غالبَ إلا النهدْ ..
فبعد عصر النفط , والمازوتْ
لابد أن ينتصر الذهبْ ...
5
برغم هذا الزمن الغارق في الشذوذ
والحشيش ..
والإدمان ..
برغم عصر يكره التمثالَ, واللوحة ,
والعطورَ ..
والألوان ..
برغم هذا الزمن الهاربِ ..
من عبادة اللهِ ..
إلى عبادة الشيطانْ ..
برغم من قد سرقوا أعمارنا
وانتشلوا من جيبنا الأوطانْ
برغم ألفِ مُخبر محترفٍ
صممه مهندس البيت مع الجُدرانْ
برغم آلاف التقارير التي
يكتبها الجرذان للجرذان
أقولُ : لا غالب إلا الشعبْ
أقولُ : لا غالب إلا الشعبْ
للمرة المليون ,
لا غالب إلا الشعب.
فهو الذي يُـقدِّرُ الأقدارْ
وهو العليمُ, الواحدُ, القهارْ ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي