لا ماء عندي لها ولا عشبا
أبيات قصيدة لا ماء عندي لها ولا عشبا لـ ابن نباتة السعدي
لا ماء عندي لَها ولا عُشُبَا
انْ لم تَدعْ كل مَارِنٍ ذَنَبَا
دَأبُ المَهارى ودأبُنا أَبداً
أَو يَتَقَطَّعْنَ خلفها عُصَبَا
اِنَّ عَدِيّاً عَدوا عليكَ وسا
موكَ قَبولَ الهَوانِ فالهَربَا
غَرُّوكَ فاستَبدِ لي بهم بَدَلاً
يَعرِفُ عِرنينُ وجهِهِ الغصَبَا
خُطَّةُ ضيمٍ قد سُدَّ مطلعُها
اذا أتاها غيرُ الجموحِ كبَا
يا نَفرةً خالطتكَ لا يَملِكُ ال
جاذبُ طُغيانَها اذا جَذَبَا
عجبتُ لما عَصيتِ أَمرهُمُ
كيفَ أَطَعْتِ الزمامِ والقَتَبَا
أَيَّ فتىً تحملينَ لا يعلمُ النْ
اسُ ولا تعلمينَ ما طلبَا
قاسٍ على نبوةِ الخُطوبِ فما
يَرحَمُ الا من خَافَ أو رَغِبَا
مِنْ أَبصرِ الناسِ بالمطامعِ لو
كانَ الى الرزقِ يَبتغي سَببَا
هل هي الا العروضُ زَاهية
تَفنى وتُبقي الأعراضَ والحَسبَا
ما لي اذا ما تركتُ منزلةً
غردَ فيها الحَمَامُ أَو طَربَا
وما على شَجوهِ وحُرقتهِ
عاتبتُ يوماً فقلتُ قد عَتَبَا
أَستغفرُ اللهَ لا أَلومُ فَتَىً
عَذَّبَ في الحبِ قلبَه وَصَبَا
انْ عَذُبَتْ عندَهُ مَرارتُهُ
فانما يُستَلَذُّ ما عَذُبَا
ليتَ الذي لا يزالُ يُنكِرُني
يَسأَلُ عني من لانَ أَو صَعُبَا
من غيرِ ضَعفٍ وغيرِ مَنْقصَة
أُعطي ولا آخذُ الذي وَجَبَا
وما ثَنائي الاَّ لمحتجبٍ
يرفع بَيني وبينَه الحُجبَا
فالدهرُ من غيرِ أَنْ أُغاضبه
يَزْعُمُ أَني مَلأتُهُ غَضَبَا
لا يَتعاطى سَعى العَلاءِ أَبي
سعدٍ نجيبٌ الاَّ كَبا وَنَبَا
يا راحةً في الرهانِ يُحرِزُهَا
عفواً اذا الربوُ أَحرزَ التَّعبَا
يَلُذُّ فيها الحسودُ زفرتَه
كما يلذ المُمَاعِكُ الجَرَبَا
جَزلُ العَطَايا لولا بَدائِعه
في الجودِ كنا لا نعرِفُ العَجَبا
نلقُطُ حبَّ الجُمانِ من فيهِ انْ
قالَ ومِنْ راحتيهِ انْ كَتَبَا
لحظٌ كوقعِ السهامِ يستعملُ الرْ
رُعْبَ ولفظٌ يستوعبُ الخُطَبَا
لا يَستَعيرُ السُّرورُ بَهْجَتَهُ
ولا تَراهُ للرزءِ مكتَئِبَا
مختلطٌ بالصِّحَابِ ممتزجٌ
اذا تحاميتَ جِدَّهُ لَعِبَا
لا يمنعُ البِشرُ من مهابتِهِ
كالسيفِ يُخفي فِرِنْدُهُ العَطَبا
عَرّضْ لنا مازِحاً بمبسَمِهِ
انَّ لنا في ابتسامهِ أَربَا
كالغَيْثِ لا يصدُقُ المخيلَةَ أَو
يَختلِبُ البرقُ ماءَهُ خَلَبَا
أَبلغ اذا جئتَ فارساً وبني ال
أَصفرِ عنّي وأَبلِغِ العَرَبَا
من قَرُبَتْ دَارُهُ ورؤيتُهُ
وَمَنْ نأَى في البلادِ واغتربَا
أَنّي تَخيَّرتُ للاباءِ فَتىً
تَخَيَّرَ المكرُمَاتِ والرُّتَبَا
كالليثِ لا يقصف الوعيدَ لمن
عادى وانْ هم بالرَّدى وثبا
للهِ مَولى طَلَبتُ نائِلَهُ
فَراحَ يهتزُّ للندَى طَرَبَا
لا تاركٌ حَظَّ يومِهِ لِغَدٍ
ولا على العيشِ يأمنُ النوبَا
يَعلم أَنَّ الفَتى يكون لَهُ
ما نالَ من مالهِ وما وهبَا
لا تَغبِطَنْ جَامِعاً لِثَروتِهِ
ولا لَئِيْماً بعِرضِهِ كَسَبَا
يَعَافُ كأسَ الردى ويشربها
لو أنه عائفٌ لما شَرِبَا
وفَى لعَمري وحاطَ ذمتَه
ماضٍ اذا سَلَّ سيفَه ضَرَبَا
نالَ بأدنى فِعَالِهِ قُحَم ال
مجدِ فما سعيهُ لمنْ دَأَبَا
متى أَراهُ يقودُ أَرعنَ كال
طود برَيْطِ العَجَاجِ منتقبَا
تَخَالُ من فضَّةٍ أَسنَّتَهُ
يوماً ويوماً تَخَالُها ذَهَبَا
مُلتهباتُ الوميضِ قد خَلَعَتْ
على العَوالي من مائِها عَذَبَا
انّي لعتب الخَليلِ مُحْتَملُ
أَصدُقُ في حُبِّهِ وانْ كَذَبَا
لا أَحقِر النَّظرةَ السَّليمةَ في ال
وُدِّ ولا استقلُّها عجبَا
ولا أَرى طالباً لزلَّتهِ
خُلِقْتُ أقلي السؤالَ والطَّلبَا
أَحسُدُ قوماً عليكَ قد غلَبوا
وكلُّ مَنْ بَادَرَ المدى غلبَا
دنوا ولم ندنُ منكَ فاعتَقَدُوا
أمُاً رَؤُوماً عليهم وأَبَا
وكنتَ كالكَرْمِ من تكَرُّمِهِ
تَلْتَفُّ أوراقُهُ بما قَرُبَا
شرح ومعاني كلمات قصيدة لا ماء عندي لها ولا عشبا
قصيدة لا ماء عندي لها ولا عشبا لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها خمسون.
عن ابن نباتة السعدي
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]
تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا
ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا