لا يأمن الناس من قلت تجاربه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا يأمن الناس من قلت تجاربه لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة لا يأمن الناس من قلت تجاربه لـ فؤاد بليبل

لا يَأمن الناسَ مَن قَلَّت تَجارِبُهُ

فَاِبعُد عَنِ الناسِ وَاِحذَر مَن تُصاحِبُهُ

وَلا يَغُرَّكَ ثَغرٌ رَقَّ مَبسمُهُ

فَأَعطَبُ البيضِ ما رَقَّت مَضارِبُهُ

كُن مِن مَناقِبِ مَن آخاكَ مُحتَرِساً

فَرُبَّما اِنقَلَبَت شَرّاً مَناقِبُهُ

لا يَخدَعَنَّكَ صافٍ مِن مَوَدَّتِهِ

فَقَد يَغصُّ بِصافي الماءِ شارِبُهُ

وَهيَ المَظاهِرُ كَم غَرَّت أَخا رَشَدٍ

فَضَلَّ وَهوَ سَديدُ الرَأيِ صائِبُهُ

ما كُلُّ ما ذابَ لُطفاً راقَ مُختَبِراً

وَساغَ طَعماً فَشَرُّ السُمِّ ذائِبُهُ

كَم أَومَضَ البَرقُ فَاِفتَرَّت مَباسِمُهُ

حَتّى إِذا ما اِنقَضى اِربَدَّت سَحائِبُهُ

لا يَجذِبَنَّكَ حُسنٌ قَبلَ تَجرِبَةٍ

أَو لا فَلا غَروَ إِن أَرداكَ جاذِبُهُ

فَرُبَّ غِمدٍ بَديعِ الشَكلِ ضُمَّ عَلى

فُلولِ سَيفٍ كَسيرٍ فُلَّ غارِبُهُ

دَعِ المَظاهِرَ لا تُؤخَذ بِرَونَقِها

فَلا يُقاسُ بِحُسنِ الثَوبِ صاحِبُهُ

فَقَد يَكونُ عَدُوّاً مَن وَثِقتَ بِهِ

وَقَد يَكونُ صَديقاً مَن تُجانِبُهُ

وَلا دَوامَ لِحالٍ لا تَحولُ فَمَن

يَرجُ الدَوامَ فَقَد خابَت رَغائِبُهُ

إِذا رَأَيتَ اِبتِسامَ الفَجرِ مُؤتَلِقاً

فَثِق بِأَنَّ عُبوسَ اللَيلِ عاقِبُهُ

فَما اِنجَلى الأُفقُ وَاِبيَضَّت صَحائِفُهُ

حَتّى تَجَهَّمَ وَاِسوَدَّت جَوانِبُهُ

وَما خَليلُكَ مَن يُرضيكَ حاضِرُهُ

إِنَّ الخَليلَ الَّذي يُرضيكَ غائِبُهُ

وَلا تُحارِب أَليفَ البُخلِ إِنَّ لَهُ

مِن بُخلِهِ كُلَّ يَومٍ ما يُحارِبُهُ

فَهوَ الدَفينُ وَإِن سارَت بِهِ قَدَمٌ

وَهوَ الذَليلُ وَإِن عَزَّت مَناصِبُهُ

وَهوَ الفَقيرُ وَإِن لَم تُحصَ ثَروَتُهُ

وَهوَ الضَعيفُ وَإِن طالَت مَخالِبُهُ

وَلا يَغُرَّنكَ ما يَحويهِ مِن وَرِقٍ

وَمِن نُضارٍ فَإِنَّ اللَهَ سالِبُهُ

تَشابَهَ الخَلقُ طُرّاً في خَلائِقُهُم

فَكُلُّهُم زائِفُ الإِخلاصِ كاذِبُهُ

وَأَشكَلَ الأَمرُ حَتّى حِرتُ في زَمَنٍ

أَثارَ سُخطي وَنابَتني نَوائِبُهُ

فَلا أَقامَت عَلى عَدلٍ قَواعِدُهُ

وَلا اِستَقَرَّت عَلى ظُلمٍ مَذاهِبُهُ

تَنَكَّرَت بِجُلودِ الأُسدِ أَكلُبُهُ

وَأَظهَرَت غَيرَ ما تَخفى عَقارِبُهُ

وَما نَواعِبُهُ إِلّا صَوادِحُهُ

وَما صَوادِحُهُ إِلّا نَواعِبُهُ

قَدِ اِستَوى فيهِ عاديهِ وَعادِلُهُ

حَتّى كَأَنَّ بَغاياهُ رَواهِبُهُ

فَبِتُّ أَسأَلُ إِمّا حازَ بي نَفَرٌ

أَهم ضَياغِمُهُ أَم هُم ثَعالِبُهُ

وَزادَ شَكّي بِذي القُربى وَعِفَّتِهِ

أَضعافَ ما زادَ فيمَن لا أُقارِبُهُ

وَكَم مَرَرتُ بِذِئبٍ خِلتُهُ حَمَلاً

حيناً مِنَ الدَهرِ حَتّى بانَ جانِبُهُ

أَغراهُ مِنِّيَ أني لا أُفاتِحُهُ

بِما عَلِمتُ وَأَنّي لا أُعاتِبُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ مَن أَرعى مَوَدَّتَهُ

تَنالُ مِنّي عَلى نَأيٍ مَثالِبُهُ

حَتّى تَبَيَّنَ لي أَنّي عَلى خَطَأٍ

وَأَنَّ رائِدَ مَن يَهوى مَآرِبُهُ

وَحُبُّ كُلٍّ عَلى مِقدارِ حاجَتِهِ

يَزدادُ حُبّاً إِذا اِزدادَت مَطالِبُهُ

فَإِن رَأَيت نَزيهاً في مَوَدَّتِهِ

فَقل هُوَ الدَهرُ قَد جَلَّت عَجائِبُهُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا يأمن الناس من قلت تجاربه

قصيدة لا يأمن الناس من قلت تجاربه لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي