لا يبلغ المرء منتهى أربه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا يبلغ المرء منتهى أربه لـ معروف الرصافي

اقتباس من قصيدة لا يبلغ المرء منتهى أربه لـ معروف الرصافي

لا يبلُغ المرء منتهى أرَبه

إلا بعلم يَجدّ في طلبه

فَأْوِ إلى ظلّه تعش رغَداً

عيشاً أميناً من سوء مُنقلبَه

واتعب له تسترح به أبداً

فراحة المرء من جَنى تعبه

ولذّة العلم من تَذَوَّقها

أضرب عن شهده وعن ضَربه

وأن للعلم في العلا فَلَكاً

كل المعالي تدور في قُطُبه

فاسعَ إليه بعزمِ ذي جَلَد

مُصمّم الرأي غير مضطربه

وأبذُل له ما ملكت من نَشَب

فالعلم أبقى للمرء من نشبه

لا تتّكل بعده على نَسَب

فالعلم يُغني النسيب عن نسبه

وأطّرح المجد غيرَ طارفه

وأجتنب الفخر غير مكتَسَبه

ما أبعد الخيرَ عن فتىً كَسِل

يسرح في لهوه وفي لَعِبه

كم رفع العلم بيت ذي ضَعَة

فقصّر الناس عن مدى حَسَبه

حتى تمنّى أعلى الكواكب لو

يحُلّ بيتاً يكون في صَقَبه

وودّت الشمس في أشعّتها

لو كنّ يُحْسَبْن من قوى طُنُبه

وأن يَسُد جاهل فسؤدده

بعد قليل يُفضي إلى عَطَبه

يرى امرؤ مجد جاهل عجباً

لو صحّ عقلاً لكفّ عن عجبه

كم كذب الدهر في فعائله

وسؤدد الجاهلين من كَذِبه

العلم فَيْض تحيا القلوب به

فأمتّح بسَجْل الحياة من قُلُبه

كل فَخار أسبابه انقطعت

إلا فخاراً يكون من سببه

للعلم وجه بالحسن مُنتقِب

وسافرٌ منه مثل منتقبه

ما حُسن وجه الفتى بمَفخَرة

أن لم يؤيَّد بالحسن من أدبه

ما أقدر العلمَ أنّ صَيْحته

يُمْعِن منها الخميس في هربه

من تَخِذ العلمَ عُدّة لوغىُ

أغناه عن دِرعه وعن يَلَبه

فأنتدِب العلم للخطوب فما

خاب لعمِري رجاء منتدِبه

العلم كالنور بل أفضله

ما أفقرَ النورَ أن يُشبَّه به

وإنما العلم للنُهى عَصَبٌ

والحسّ في الجسم جاء من عصبه

سَقياً ورعياً لروض معهده

وطالبيه وقارئي كتبه

ما الناس إلاّ رُوّاد نُجْعته

وناشروه وكاشفو حُجُبه

ومن غدا هاديا يعلّمه

وراح يشفي الجهول من وَصبَه

ومعهد أسِّست قواعده

في بلد شَفّني هوى عربه

شيّده للعلوم مدرسة

من كان نشر العلوم من دَأَبه

قد غَرَّد المجد في جوانبه

فاهتَزّ عِطف الفَخار من طربه

وأصبح العلم فيه مُزدهِراً

بكلّ ذاكي الذكاء ملتهبه

بمثله في البلاد قاطبةً

يُشفى عَقُور الزمان من كَلَبه

أضحت فلسطين منه مُمْرِعة

مذ جادها بالغزير من سُحُبه

تاهت به ايلياء فاخرة

على دمشق الشَآم أو حلبه

شكراً لبانيه ما أقام به

شُبّانه القاطنون في قُبَبه

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا يبلغ المرء منتهى أربه

قصيدة لا يبلغ المرء منتهى أربه لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن معروف الرصافي

معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا

معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. معروف الرصافي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي