لا يخدعنك صحة ويسار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا يخدعنك صحة ويسار لـ ابن عنين

اقتباس من قصيدة لا يخدعنك صحة ويسار لـ ابن عنين

لا يَخدَعَنَّكَ صِحَّةٌ وَيَسارُ

ما لا يَدومُ عَلَيكَ فَهوَ مُعارُ

يَغشى الفَتى حُبَّ الحَياةِ وَزينَةَ ال

دُنيا وَيَنسى ما إِلَيهِ يُصارُ

وَإِذا البَصائِرُ عَن طَرائِق رُشدِها

عَمِيَت فَماذا تَنفَعُ الأَبصارُ

لا تَغتَرر بِالدَهرِ إِن وافاكَ في

حالٍ يَسُرُّكَ إِنَّهُ غَرّارُ

انظُر إِلى مَن كانَ قَبلكَ وَاعتَبر

سَتَصيرُ عَن كَثَبٍ إِلى ما صاروا

فَيَزولُ عَنكَ جَميعُ ما أوتيتَ في ال

دُنيا وَلَو زُوِيَت لَكَ الأَمصارُ

تُرزا الكِرامُ ولا كَرزءِ عَشيرَةٍ

فُجِعَت بِمَن مِنهُم إِلَيهِ يُشارُ

اللَهُ جارُكَ يا ابنَ يوسُفَ ثاوِياً

وَسَقى ضَريحَكَ وابِلٌ مدرارُ

حَتّى تُرى جَنَباتُ قَبرِكَ رَوضَةً

مُخضَرَّةً وَيَحُفُّهُ النوّارُ

أَبكي عَلَيكَ وَلَو وَفَت لَكَ أَدمُعي

لَتَعجَّبَت مِن مَدِّها الأَنهارُ

يا بَدرُ كُنتَ لَنا اليَمينَ وَما عَسى

تُغني إِذا مَضَت اليَمينُ يَسارُ

كُنتَ المُعينَ عَلى الزَمانِ لَنا إِذا

غاضَ المَعينُ وَعَزَّت الأَمطارُ

يا بَدرُ ضاقَ بِكَ الضَريحُ وَطالَما

ضاقَت عَلى عَزَماتِكَ الأَقطارُ

أَعزز عَلَيَّ بِأَن يَضيقَ بِكَ الثَرى

وَيَميلَ عَن عَرَصاتِكَ الزُوّارُ

قَد كُنتَ ذُخراً لِلمُلوكِ وَعُمدَةً

فَبِرَأيِكَ الإيرادُ وَالإِصدارُ

وَلَكم بِرَأيِكَ مِن وَرائِكَ قَد سَرى

نَحوَ الأَعادي جَحفَلٌ جَرّارُ

وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ بَدراً كامِلاً

يَعتادُهُ عِندَ التَمامِ سِرارُ

كانَ الجَوادَ بِما حَوى وَقَد استَوى

في مالِهِ الإِقلالُ وَالإِكثارُ

صافي أَديمِ العَرضِ لا يَنأى النَدى

عَنهُ وَلا يَدنو إِلَيهِ العارُ

مِن أُسرَةٍ عَرَبِيَّةٍ جاءَت بِهِ

عَرَبِيَّةٌ آباؤُها أَحرارُ

لَم يُغذَ مِن لَبَنِ الإِماءِ وَلَم تُحِل

أَخلاقَهُ عَن طَبعِها الأَظآرُ

قَد كانَ إِن خَفَّت حَلومُ ذَوي النُهى

لِلهَولِ فيهِ رَزانَةٌ وَوَقارُ

يا بَدرُ لَو أَبصَرتَ بَعدَكَ حالَنا

لَشَجاكَ ما جاءَت بِهِ الأَقدارُ

سُرَّت أَعادينا وَأَدرَكَ حاسِدٌ

فينا مُناهُ وَقَلَّتِ الأَنصارُ

كُنّا نَخافُ وَيَرتجي إِحسانَنا

أَعداؤُنا وَيَعِزُّ فينا الجارُ

ما العَيشُ بَعدكَ بالهَنيءِ وَلَو صَفَت

فيهِ الحَياةُ وَلا الدِيارُ دِيارُ

هَيهاتَ أَن يَلتَذَّ جَفني بِالكَرى

مِن بَعدِ فَقدِكَ أَو يَقَرَّ قَرارُ

أَو أَرتَجي خِلّاً سِواكَ أَبُثُّهُ

الشَكوى وَتُحفَظُ عِندَهُ الأَسرارُ

غَدَرَ الزَمانُ بِنا فَفَرَّقَ بَينَنا

إِنَّ الزَمانَ بِأَهلِهِ غَدّارُ

لَو أَنَّ قَلبَ المَوتِ رَقَّ لِهالِكٍ

لَشَجاهُ أَطفالٌ وَراكَ صِغارُ

لَم يَكفِ صَرفَ الدَهرِ دَفنُكَ في الثَرى

حَتّى نَأَت بِكَ عَن دِمَشقَ الدارُ

ما أَنصَفَ الدَهرُ المُفَرِّقُ بَينَنا

أَفَبَعدَ مَوتٍ نُقلَةٌ وَسِفارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا يخدعنك صحة ويسار

قصيدة لا يخدعنك صحة ويسار لـ ابن عنين وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن عنين

محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين أبو المحاسن شرف الدين الزرعي الحوراني الدمشقي الأنصاري. أعظم شعراء عصره، مولده ووفاته بدمشق، كان يقول أن أصله من الكوفة، من الأنصار. كان هجاءً، قل من سلم من شره في دمشق، حتى السلطان صلاح الدين، ذهب إلى العراق والجزيرة وأذربيجان وخراسان، واليمن ومصر. وعاد إلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين فمدح الملك العادل وتقرب منه، وكان وافر الحرية عند الملوك. وتولى الكتابة والوزارة للملك المعظم، بدمشق في آخر دولته، ومدة الملك الناصر، وانفصل عنها في أيام الملك الأشرف فلزم بيته إلى أن مات.[١]

تعريف ابن عنين في ويكيبيديا

ابن عنين (549 -630 هـ / 1154-1232) شاعر في زمن صلاح الدين الأيوبي ولد في دمشق، ومات سنة ثلاثين وستمائة عن إحدى وثمانين سنة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن عنين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي