لا يدرك الحب قلب غير مفتون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا يدرك الحب قلب غير مفتون لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة لا يدرك الحب قلب غير مفتون لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

لا يدرك الحُبَّ قلبٌ غير مفتونِ

ولا يخوض الوغا جُبنٌ وذو هونِ

ولا الظبيُّ الذي يثوى الكاس كما

ظبيٍ ثوى خدره في صرح ريفونِ

ما كل هندٍ لها تعزى السيوف على

صدقٍ كهندٍ سمت أسمى عجلتونِ

أين العيون التي كلَّت مراودها

من منبع الحسن حور العين والعينِ

سهامها مرهفاتٌ والقسيُّ لها

حواجبٌ زُجِّجَت في مُرسل النون

تصمي ومن جفنها الاسهام ما برحت

فاعجب لجفنٍ فلا اجفو ويجفوني

ما للجآذر والآرام من حورٍ

قالت بهِ العينُ حور الإنس تسبيني

أين الرماحُ التي تُخشى أسنتها

أمست لدى القدّ تخشى صولة اللين

يبدي طعاناً ولا مسٌّ فذا عجبٌ

يلقي الورى بين مرشوقٍ ومطعونِ

إن هزَّ كشحاً يصيح الغصن واخجلي

أو قد تثنّى ينادي لا تلوموني

ما كل صبح يزيل الليل ذو عجبٍ

يقول كلٌّ فأُنئيهِ وينئيني

لكنما العجبُ السامي وليس لنا

وصلٌ لإدراك معناهُ بتمعينِ

هجومُ صبحٍ بأنوارٍ موقَّدةٍ

ثباتُ ليلٍ مكينٌ أي تمكينِ

فذا عجابٌ ولا عقلٌ يجوزهُ

كيف النقيضان موجودان في حينِ

ظلامُ جعدٍ يُغشّي النور حالكهُ

وصبح فرقٍ ضياء الشمس ينسيني

يضيءُ مرآة صدغٍ ضمَّ ناعسةً

حيّا محيّاً بزاهي النور يُحييني

فلاح وردٌ على عرش الخدود بدا

وفاح ندٌّ بمسكيٍّ ونرديني

فطاش طرفي وعقلي حار مندهشاً

وهام قلبي بجوريٍّ ونسرين

والنور قد حار أيا جاءَ ملجأهُ

في الثغر في الخدّ قال الفرق من دوني

والجيد قد جاد نوراً من محاسنهِ

يأبى الحلى في غنىً عن كل تحسينِ

يا شاكياً وحشةً من بعد فرقتنا

هذا لساني وذا نوحي وتلحينِ

تاللَه لما حدى حادي النوى سحراً

وصاح حيَّهلاً حيّوا بتأمينِ

وسرتُ ملتفتاً شطر الديار وقد

طاشت عيوني ولا صبري يسلّيني

وكاد يلعج قلبي بالنوى لغباً

لولا مجاري عيون الدمع تسقيني

سالت دموعي ولا السلوى تخادعني

كيف التسلي ونار البعد تسليني

وبتُّ في لوعة التوديع في لهفٍ

أشكو فراقاً ولا خدنٌ يناجيني

أردّد الفكر في أنس الربوع وذا

يجدّدُ الوجد في بعدي ويضنيني

أدير راحاً ولا روحٌ تروحها

من راحتي راح ريحان الرياحين

قد غاب عقلي وجسمي كالخيال غدا

ومات صبري أما خلٌّ يعزّيني

ما لي خليطٌ سوى الرقاء في شجنٍ

بتنا حيارى فأبكيها وتبكيني

لا غرو أن هامت العشّاق عن ولهٍ

محبة الغيد توني بالسلاطين

والناس أجمع في حبّ الحسان ولا

يأباهُ إلّا عفيفٌ راهنُ الدينِ

مع كل من رام في نيل العلا شرفاً

يبغي التصدُّر في صدر الدواوينِ

والعشق داءٌ به إذلال صاحبهِ

وليس يرضاهُ إلّا كل مغبونِ

فلا المحاسن تجدي المرءَ مرتبةً

ولو تجلَّت بأزهار البساتينِ

لو كان للحسن ما للعقل من رُتبِ

لفاخر الناس أطيار الحساسينِ

ما كل حسنٍ بدا في المرءِ كمَّلهُ

لأننا كم نراه في المجانينِ

بل إنما المرء من كان الجمال بهِ

خلقاً وخلقاً سما عن كل تزيينِ

كما تجمَّلَ في ذا نوفلٌ وغدا

فرداً وقد جاءَ في بدغٍ بتكوينِ

شهمٌ لألطافه قال النهى علناً

إني رقيقٌ وذا حسبي ويكفيني

علماً وفضلاً حوى نقّابُ معضلةِ

بالنثر والنظم سبّاق الميادين

لهُ ذكاءٌ وفي فخر اللغات بدا

فِنّاً يلاعب أفنان الأفانين

كم قد شهدنا له بالشعر نافلة

قد ضمَّنت ذكر من نهوى بدرعونِ

أهدى لنا من معاني كنزه درراً

تزهو اقتباساً وتضميناً بتضمينِ

عذراءُ بكرٌ بها راق النظام لنا

كما تروَّقُ راووقٌ لمحزونِ

لا غرو أن بزغت كالشمس لابسةً

أنوار فضلٍ بلا صبغٍ وتلوينِ

لا زال يهدي لنا من نظمهِ غرراً

ونحن نهديهِ شكراً بالملايينِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا يدرك الحب قلب غير مفتون

قصيدة لا يدرك الحب قلب غير مفتون لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي