لا يعرف العدل وهو معتدل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لا يعرف العدل وهو معتدل لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة لا يعرف العدل وهو معتدل لـ السري الرفاء

لا يَعرِفُ العَدْلَ وهو مُعتَدِلُ

فمِثلُهُ في فِعالِه مَثَلُ

أسكَرَني سُكْرُ مُقلَتَيْهِ فما

دامَ ثُمالي فإنني ثَمِلُ

مَهْلاً فَحُبِّيهِ ضِلَّةٌ عَرَضَتْ

يَضَلُّ فيه المَلامُ والعَذَلُ

لم يَنشُرِ الهجرُ لي هَواجِرَه

حتّى انطوى من وِصالِهِ الأُصُلُ

وَدَّعَني باكياً وقد ضَحِكَتْ

للبَيْنِ عنه السُّجوفُ والكِلَلُ

واشتَعَلَتْ نارُ خَدِّه خَجَلاً

فَخِلتُها في القُلوبِ تَشتَعِلُ

ثم انثَنى للعِناقِ فامتزَجَت

سَحائبُ الدَّمْعِ وَهْيَ تَنْهَملُ

أَذُمُّ فيها النَّوى وأحمَدُها

لِوَقْفَةٍ تَلتقي بها المُقَلُ

وقَبلُ ما قَبَّلَتْ محاسِنُه

وَجْهي وَوَجْهُ السُّرورِ مُقتبِلُ

واللَّيلُ داجٍ كأنَّ نُقبَتَهُ

سِترٌ على الخافِقَيْنِ مُنْسَدِلُ

حتَّى بدا الفَجرُ في مُوَرَّدَةٍ

كأنَّه من جَمالِهِ خَجِلُ

سِرْنا فلم يَثْنِ عَزمَنا مَلَلٌ

عَنِ السُّرى إذ حَدا بنا الأَمَلُ

وضَمَّنا مَعْقَلُ النَّدى فَثَوَتْ

ركابُنا والرَّجا لها عُقُلُ

حلَّتْ فِناءَ الأميرِ فاشتملَتْ

ظِلاً من العُرفِ ليسَ يَنتَقِلُ

أجارَها نائلُ الغَضَنْفَرِ مِنْ

جَورِ زَمانٍ سِهامُهُ شُعَلُ

أغرُّ ما في أناتِه عَجَلٌ

يُخشَى ولا في عِداتِه مَهَلُ

صاعِقَةٌ رَعدُ بأسِها قَصِفٌ

وعَارِضٌ صَوْبُ مُزْنِه هَطِلُ

وَفْرُ الأعادي لسيفِه نَفَلٌ

وهو لطُلاَّبِ رِفْدِهِ نَفَلُ

يَكتَنُّ في حِلمِه سَطاهُ كما

يَكتَنُّ في الغِمْدِ مُرْهَفٌ قَصِلُ

أقولٌ إذ جرَّدَ الحُسامَ لمَنْ

ناواه أَقْصِرْ لأُمِّكَ الهَبَلُ

أما رَأَيْتَ الحَياةَ تُقطَعُ في

هَزَّتِهِ والحِمامُ يَتَّصِلُ

له بتَشييدِ مَجْدِهِ شُغُلٌ

وللقَوافي بذكْرِهِ شُغُلُ

فَهْوَ لَها واصِلٌ إذا قَطَعُوا

وهو بها عارِفٌ إذا جَهِلوا

أحيَتْ أياديهِ مَجدَ تَغلِبِه

حتَّى لَعادَتْ أيَّامُهُ الأُوَلُ

هُناكَ إنَّ السُّرورَ مُقتَبِلٌ

بالفِطْرِ والهَمَّ عنكَ مُرتَحِلُ

فاشرَبْ على الوَرْدِ قبلَ فُرقَتِه

فالوردُ من شأنِ سَيْرِهِ العَجَلُ

حاليةً كالحَبابِ تَحمِلُها

حاليةٌ من جَمالِها عُطُلُ

فالعَيْشُ غَضٌّ نَسيمُه أرِجٌ

والدَّهْرُ غِرٌّ رداؤُهُ جَذِلُ

والرَّوْضُ قد راضَه الغَمامُ فقد

فَتَّحَ نُوَّارَه النَّدى الخَضِلُ

جاءَتك مثلَ العَروسِ سافرَةً

ذِكرُكَ فيها الحُلِيُّ والحُلَلُ

يَغُضُّ عنها العَذولُ ناظِرَه

وحَشْوُ أحشائِهِ بِها غُلَلُ

غَرائبٌ تُطْربُ اللَّبيبَ كما

تُطرِبُهُ المُسمِعاتُ والغَزَلُ

تَبذُلُ من دُرِّها وبَهْجَتِها

ما ليسَ إلا لَدَيْكَ يُبتَذَلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لا يعرف العدل وهو معتدل

قصيدة لا يعرف العدل وهو معتدل لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي