لبيك من آمر يا خير من عزما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لبيك من آمر يا خير من عزما لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لبيك من آمر يا خير من عزما لـ جميل صدقي الزهاوي

لبيك من آمر يا خير من عزما

وبث في كل ارض للهدى علما

الحق ابلج وضاح تليح به

والسيف احمر بتار يمجّ دما

دعوت قومك للتوحيد ترشدهم

فآمنوا بعد حرب حرها احتدما

واخلصوا بعد ايمان عبادتهم

وكان كل فريق عابدا صنما

اما الفصاحة فالآيات باهرة

قد اعجزت كل من قد قال اورقما

اكبر بما انت قد احرزت من خلق

قد اسند الله في نعت له العظما

نعم السجايا خصال فيك بارزة

تهدى بانوارها الفياضة الامما

وفي النبوة اسرار قد استترت

وفي الاشعة ما في العين عنه عمى

ان انكرت فئة ما فيك من شيم

فما بذى شيمة من يكر الشيما

قاسيت في البدء آلاما مبرحة

لكن لسانك منها ما شكا الما

كانت تخيف بليل الباطل الظلم

حتى تبلج صبح الحق يبتسم

وكنت في محقها باللَه معتصما

والله يعصم من باللَه يعتصم

اما قريش فكانت في عداوتها

كأنها بخشام طال تصطدم

نار بها اضطرمت تلتاع انفسهم

وليس فوق اضطرام النفس مضطرم

ان الألى لك قد ابدوا خصومتهم

لم يظلموك ولكن نفسهم ظلموا

حاربت السلم حبا في صيانته

حتى تألفت الاقوام والامم

وبان للدين نور لا انطفاء له

فما بدا النور حتى زالت الظلم

آياته بينات يستضاء بها

كما تضمّ الانجم السدم

وكان مولدك الميمون مسعدة

عنها تمخض في آزالة القدم

حاولت وصف خصال فيك راجحة

فاعجزتني عن تصويرها الكلم

من بعد ليل طويل للضلال دجا

اطلعت صبحا جميلا للهدى انبلجا

وان دينا رسول اللَه مبلغه

ينير حيث بدا الالباب والمهجا

قد خاب من حاد يوما عن محجته

اما الذي هو عنه لم يحد فنجا

نعم السراج كتاب اللَه انزله

فحيثما التفت ابصر له وهجا

الدين في كل عصر للحياة مضى

قد كان خير صراط للذي نهجا

يريك اوله اعقاب آخره

فما تلاقى به امتا ولا عوجا

وقلت هاكم كتاب اللَه والتمسوا

في آية الحق كل الحق منبلجا

قالوا أفيه على تأييده حجج

فقلت ان له من نفسه حججا

وليس يعلم ما في البحر قاصده

الا اذا خاض من يعبو به اللججا

ما احسن الدين قد ادلى بحجته

والعقل والنقل في رأس قد امتزجا

نهضت بعد جهاد نهض مقتدر

بالدين بالعلم بالاقوام بالبشر

ابقيت في كل ارض للهجى اثرا

فجل ما انت قد ابقيت من اثر

نبت من خير آباء واكرمهم

فانت زهرة ذاك المنبت العطر

وقمت بالعبء عبء الدين تحمله

فما هنالك من نكص ومن خور

ورحت تدعو اليه القوم منفردا

فلم يكن لك غير اللَه من وزر

حتى حباك باصحاب ذوي جلد

مناصرين وحتى فزت بالظفر

لا دين اكمل من دين دعوت له

في طلعة الشمس ما يغني عن القمر

حاججتهم بكتاب اللَه تفحمهم

فكان امضى من الصمصامة الذكر

وفي كتاب عليك اللَه انزله

من روحه متعة الاسماع والبصر

فكان ابقى لهم من كل ما وضعوا

والنقش في الماء غير النقش في الحجر

بعد الشتات تلاقى الشمل مجتمعا

واصبح الملك بعد الفتح متسعا

والمؤمنون بواء في اخوتهم

والامر شوى يراه المؤمنون معا

والحق بان مضيئا لا خفاء به

والغي كان عجاجا زال وانقشعا

واحمد كان قد ادى رسالته

وحبه كان في الارواح منطبعا

اما الشعوب فتحت الراية اتحدت

وقبل ذلك كانت امة شيعا

في الجاهلية صرعى لا انتباه لهم

كأنهم شربوا من مرقد جرعا

فصاح داعي الهدى فيهم ينبههم

من رقدة بات فيها العقل منقطعا

يا ايها القوم هبوا من مراقدكم

فانما الصبح كل الصبح قد طلعا

دعا الى وحدة فيها سلامتهم

وقد اجاب من اختار الهدى ووعى

اقبح بدنيا بلا دين تعف به

ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعا

يا ايها الدين انت الحول والشرف

ما بال اهلك في الاقطار قد ضعفوا

انا على ما اصيب المسلمون به

لآسفون وان لم ينفع الاسف

طال الجدال على اشياء تافهة

واعرضوا عن صميم الدين واختلفوا

وولوا الحق الا البعض اظهرهم

وانكروه وقد كانوا به اعترفوا

الدين سمح فما ان فيه من عقد

والدين ما كان يستهدى به السلف

الدين اسوة من ضيموا ومن حزنوا

والدين سلوة من في عيشهم شظف

الحق دين ولكن قل ناصره

والدين حق ولكن اهله جنفوا

العيب في امة اخلاقها فسدت

لا عيب في الدين عنه اهله انحرفوا

ان الألى قد صفت منهم سرائرهم

ما ان لهم عن كتاب الله منصرف

وان احمد بحر في معارفه

فليغترف منه من قد كان يغترف

اكبر بفيصل ملكا طاهر النسب

يرى بلوغ العلى في وحدة العرب

نجل الرسول الذي كانت قد انقلبت

به العروبة قبلا خير منقلب

له عيون بنور الله ناظرة

الى الامام ولا ترنو الى العقب

يبني فيرفع ما يبني بحكمته

ويأخذ الشيء بعد الشيء عن كثب

اقرأه واقرأ سجايا اوليه تجد

ما شئت من نسب حمد ومن حسب

نرجو من الله في ايامه رشدا

في الدين في العلم في الاخلاق في الادب

وان تكون خطى غازي موفقة

فهو الامير الذي نرجوه في الكرب

وسوف تحمل اشبال العراق ظبيً

تحمى الثغور بها في عسكر لجب

لا يحفظ الثغر الا الجند محتشدا

فالملك كالعين والاجناد كالهدب

والعلم افضل لو زيدت وسائله

مما هنالك من مال ومن نشب

شرح ومعاني كلمات قصيدة لبيك من آمر يا خير من عزما

قصيدة لبيك من آمر يا خير من عزما لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها سبعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي