لحظ عينيك للردى أنصار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لحظ عينيك للردى أنصار لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة لحظ عينيك للردى أنصار لـ السري الرفاء

لَحْظُ عَيْنَيْكَ للرَّدى أنصارُ

وسيوفٌ شِفارُها الأشفارُ

فتكَتْ بالمحبِّ من غيرِ ثأرٍ

فلها في فؤادِهِ آثارُ

وَقعةٌ باللِّوى استباحَتْ نُفوساً

قَمَرَتْها غَرَّاءَها الأقمارُ

ومهاً تَكتُمُ البَراقِعُ مِنْها

صُوَراً هُنَّ للعُيونِ صِوارُ

أعربَ البانُ بَينَهنَّ فمن أَثْ

مارِه الياسَمينُ والجُلَّنارُ

قد صرَفْنا الأبصارَ عنهنَّ خَوْفاً

إذ رَمَتْنا بِلَحْظِها الأبصارُ

هاتِها لم تُباشِرِ النَّارَ واعلَمْ

أنها في المَعادِ للشَّرْبِ نارُ

قَصُرَتْ ليلةُ الخَوَرْنَقِ حُسْناً

واللَّيالي الطِّوالُ فيه قِصارُ

بِكَرٌ تَرتَعي جَنَى اللَّهوِ غَضّاً

واللَّذاذاتُ بينَها أبكارُ

إذ وجوهُ الأيَّامِ فيه رِياضٌ

ومياهُ السُّرورِ فيه خِمارُ

وَجَناتٌ تَحَيَّرَ الوَردُ فيها

وثُغورٌ جَرَتْ عليها العُقارُ

كلَّما كرَّتِ الجِباهُ بصبُحٍ

عطفَتْ ليلَها عليه الطِّرارُ

فَضُحاه من الذَّوائبِ ليلٌ

ودُجاه من الخُدودِ نَهارُ

غَنَيتْ عن سَحائبِ المُزْنِ أرضٌ

هنَّ من راحةِ الأميرِ تمُارُ

ظِلُّها سَجْسَجٌ وزَهْرُ ربُاها

عَطِرٌ والحَيا بها مِدرارُ

حيثُ لا وِردُنا ثِمادٌ ولا الوَع

دُ غرورٌ ولا الهُجوعُ غِرارُ

يَتصدَّى لظاهرِ البِشْرِ طَلقُ ال

وَجْهِ فيه سكينةٌ ووَقارُ

لا يُصَدُّ الثَّناءُ عَنه ولا تَرْ

غَبُ عن وِرْدِهِ النُّفوسُ الحِرارُ

سائلِ الدَّيَلميَّ كيف رأى سِنْ

جارَ لما تَنمَّرَتْ سِنجارُ

إذ تلاقَى بأرضِها الحَطَبُ الجَزْ

لُ ونارٌ يَحُثُّها إعصارُ

مَعْشَرٌ أصبحوا وُجوداً وأمسَوا

عَدَماً والخُطوبُ فيها اعتبارُ

لم يَسِرْ حَينُهم إليهم ولكِنْ

زَجَروا نحوَه الجِيادَ وسَاروا

خطرَتْ بالقَنا الأُسودُ عليهِم

فارتوَى مِنهُمُ القَنا الخَطَّارُ

في بَرارٍ تكشَّفَ النَّقْعُ عنها

وهيَ من رَوْنَقِ الحديدِ بِحارُ

مَوْقِفٌ لو أطَلَّ كِسْرى عليه

لانْثَنّى كاسِفاً وفيه انْكِسارُ

جَبَرَ المُلْكَ فيه جَبَّارُ حَرْبٍ

رافعٌ من لِوائِهِ الجَبَّارُ

أَسَدٌ في الحديدِ تَستَوحِشُ الأُسْ

دُ لدَيهِ ويأنَسُ الزُّوَّارُ

قَبُحَ الضَّرْبُ في الوُجوهِ ولكن

حَسُنَتْ عن سيوفِكَ الأخبارُ

وتَحلَّتْ بك المدائحُ حتَّى

هي شَدْوُ القِيانِ والأسمارُ

واشرأبَّتْ لكَ الدِّيارُ فلو تس

تطيعُ سيراً سَرَتْ إليكَ الدِّيارُ

نِعَمٌ للسُّيوفِ لا يَنفَدُ الشُّكْ

رُ عليها أو تَنْفَدُ الأعمارُ

أَبْرَأَتْنا كما أَبارَتْ عِدانا

فَهْيَ فينا بُرْءٌ وفيهم بَوارُ

قد أَطاعَتْكَ في العدوِّ المَنايا

وجرَتْ بالمُنى لك الأقدارُ

لا تَقُدْ جَحفَلاً فأنتَ من النَّج

دَةِ والبأسِ جَحْفَلٌ جَرَّارُ

أيُّها اللاّئمي على صَوْنِ وَجهْي

إنَّ بذْلَ الوُجوهِ شَيْنٌ وعارُ

أمَلِي في المُلوكِ عُسْرٌ ولكنْ

أملي في أبي المرجَّى اليَسارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لحظ عينيك للردى أنصار

قصيدة لحظ عينيك للردى أنصار لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي