لذا اليوم أعملت القلاص العباهلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لذا اليوم أعملت القلاص العباهلا لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة لذا اليوم أعملت القلاص العباهلا لـ ابن المقرب العيوني

لِذا اليَومِ أَعمَلتُ القِلاصَ العَباهِلا

وَأَبقَيتُها تَحكي الحَنايا نَواحِلا

لِذا اليَومِ كَم نَفَّرتُ عَن زُغبِها القَطا

وَنَبَّهتُ ذُؤبانَ الفَلاةِ العَواسِلا

لِذا اليَومِ كَم مِن حُوتِ بَحرٍ ذَعَرتُهُ

وَكَم رُعتُ لَيثاً أَعصَلَ النابِ باسِلا

لِذا اليَومِ كَم جاثٍ بِغابٍ أَثَرتُهُ

وَغادَرتُ هَيقاً يَمسَحُ الأَرضَ جافِلا

لِذا اليَومِ نَكَّبتُ الجَزيرَةَ راجِعاً

وَإِربِلَ لَم أَعطِف عَلَيها وَبابِلا

لِذا اليَومِ فارَقتُ اِختيارَاً أَحِبَّتي

وَأَهلَ وِدادي وَالمُلوكَ الأَفاضِلا

فَكَم خُضتُ رَجوى اليَومِ مِن لُجِّ مُزبِدٍ

يُظنُّ اِصطِفاقُ المَوجِ فيهِ مَشاعِلا

وَكَم جُبتُ مِن مَوماةِ أَرضٍ تَرى بِها

مَعَ الآلِ حَقَّ العَينِ وَالأُذنِ باطِلا

تَخالُ بِها الحِرباءَ في رَأسِ جذلَةٍ

شَبيحاً مِنَ البدوانِ لِلعرضِ ماثِلاً

وَتَحسبُ فيها الثُعلُبانَ مُجَدَّلاً

مِنَ الخَيلِ إِذ تَعلُو كَثيباً مُقابِلا

وَإِن عَرَضَت فيها الرِئالُ حَسِبتَها

بخاتِيَّ تَحمِلنَ الرَوايا قَوافِلا

وَحَيِّ عِدىً قَد طالَ ما نَذَروا دَمي

فَلَو ظَفَروا بِي عَمَّمُوني المَناصِلا

تَخَطَّيتُهُم هُدءاً مِن اللَيلِ بَعدَما

تَنَكَّبَ حادي النَجمِ لِلغَربِ مائِلا

وَلَو لَم أُمَنِّ النَفسَ في كُلِّ ساعَةٍ

بِذا اليَومِ لَم تَعدَم مِنَ الهَمِّ قاتِلا

إِذا ما اِنقَضَت أَيّامُ عادٍ تَرَكتُها

وَقُلتُ نُرَجّي ذَلِكَ اليَومَ قابِلا

فَيا سَعدَهُ يَوماً بِلُقيايَ سَيِّداً

أَبَرَّ عَلى الساداتِ حَزماً وَنائِلا

بِلُقيايَ مَلكاً زَيَّنَ المُلكَ مُذ رَقَى

ذُراهُ وَحَلّى مِنهُ ما كانَ عاطِلا

هُماماً أَبَت هِمّاتُهُ أَن تَرى لَهُ

عَلى الأَرضِ في بَأسٍ وَجُودٍ مُماثِلا

جَميلَ الثَنا عَذبَ السَجايا مُهَذَّباً

أَشَمَّ طَويلَ الباعِ قَرماً حُلاحِلا

رَزينَ حَصاةِ الحِلمِ أَلوى مُمَاحِكاً

لِأَعدائِهِ طَلّابَ وَترٍ مُماطِلا

سَريعاً إِلى الجُلّى بَطيئاً عَنِ الخَنا

قَؤُولا لِما يُعيي الرِجالَ المَقاوِلا

مِنَ الصارِمِ الهِنديّ أَمضى عَزائِماً

وَأَصدَقَ مِن نَوءِ الثُرَيّا مَخائِلا

يُخافُ وَيُرجى حالَةَ السُخطِ وَالرِضا

وَما قالَ إِلّا كانَ لِلقَولِ فاعِلا

سَما لِلعُلى طِفلاً وَحالَ اِثِّغارِهِ

سَقى مِن نُحورِ الدارِعينَ العَوامِلا

وَدانَت كُماةُ الحَربِ غَصباً لِبأسِهِ

وَلَمّا تَجُز في السِنِّ عَشراً كَوامِلا

فَيا سائِلاً عَنهُ وَما مِن جَهالَةٍ

تُسائِلُ بَل تُبدي لِأَمرٍ تَجاهُلا

سَلِ الخَيلَ عَنهُ يَومَ تَكسُو حُماتَها

طَيالِسَةً مِن نَسجِها وَغَلائِلا

أَلَم يَكُ أَمضاها جَناناً وَصارِماً

وَأَطوَلَها إِذ ذاكَ باعاً وَذابِلا

أَلَم يَأتِ مِن أَرضِ الشَواجِنِ يَختَطي

حَرابِيَّ أَجوَازِ الفَلا وَالخمائِلا

كَسَهمِ عَلاءٍ أَو كَما اِنقَضَّ كَوكَبٌ

يُعارِضُ عِفرِيتاً مِنَ الجَوِّ نازِلا

فَما حَلَّ عَقدَ السَيفِ حَتّى أَناخَها

ضُحىً بِعِذارِ الخَطِّ حَدباءَ ناحِلا

وَقَبلَ أَذانِ العَصرِ نُودي بِمُلكِهِ

نِداءاً أَرانا الدَهرَ يَفتَرُّ جاذِلا

وَلَم يَرزَ مَنصُوراً فَتيلاً لِمُلكِهِ

عَلَيهِ وَلا أَولاهُ إِلّا فَواضِلا

وَذُو المَجدِ لا يَرضى عُقوقاً وَلا أَذىً

لِذِي رَحِمٍ لَو لَم يَكُن قَبلُ واصِلا

وَلَو لَم يَخَف أَن يَذهَبَ المُلكُ لَم يَرُح

عَلى اِبنِ أَخيهِ مُدَّةَ الدَهرِ صائِلا

وَلَم يَبغِ فيهِ مُسعِداً غَيرَ نَفسِهِ

وَمِثلُ عِمادِ الدِينِ يَكفي قَبائِلا

سِوى أَنَّ مِن نَسلِ المُفَدّى عِصابَةً

أَبَوا أَن يُطِيعُوا في هَواهُ العَواذِلا

وَما ذاكَ إِلّا أَن رَأَوا مِثلَ ما رَأى

وَقَد يَحفَظ الدُولاتِ مَن كانَ عاقِلا

لَعَمري لَنِعمَ المُستَغاثُ مُحَمَّدٌ

إِذا البيضُ نُوزِعنَ البُرى وَالمَجاوِلا

وَنِعمَ مُناخُ الطارِقينَ رَمَت بِهِم

شَآمِيَّةٌ تُزجي سَحاباً حَوافِلا

وَنِعمَ المُراعى لِلنَزيلِ وَطالَما

أَحَلَّت رِجالٌ بِالنَزيلِ النَوَازِلا

وَنِعمَ لِسانُ القَومِ في يَوم لا تَرى

لِكِلمَةِ فَصلٍ تَرفَعُ الشَكَّ قائِلا

أَعَزُّ وَأَوفى مِن عُمَيرٍ وَحارِثٍ

وَأَكرمُ مِن كَعبٍ وَأَوسٍ شَمائِلا

وَأَصدَقُ بَأساً مِن كُلَيبٍ إِذا غَدا

يَجُرُّ إِلى حَربِ المُلوكِ الجَحافِلا

وَأَحَلَمُ مِن قَيسٍ إِذا الحِلمُ لَم يَرُح

يُطَوِّقُ عاراً أَو يُمَوِّقُ جاهِلا

وَأَمنَعُ جاراً مِن يَزيدٍ وَهانِئٍ

وَجَسّاسٍ الساقي حَسا المَوت وائِلا

إِذا ما رَأَيناهُ ذَكَرنا مُحَمَّداً

أَباهُ فَبَشَّرنا مَضيماً وَآمِلا

وَقُلنا لِأَبناءِ المُلوكِ تَوَقَّعُوا

لَهُ فَرَجاً يَأتي بِهِ اللَهُ عاجِلا

وَأَيُّ فَتى مَجدٍ وَمُجدي رَغائِبٍ

وَمِحضَأ حَربٍ يَترُكُ الشَيخَ ذاهِلا

وَشَلّالُ مَغشاةٍ وَحَلّالُ تَلعَةٍ

حَمى الخَوفُ خُبراواتِها وَالمَسائِلا

فَيا باعَلِيٍّ يا اِبنَ مَن فاقَ مَجدُهُ

أَواخِرَ أَربابِ العُلا وَالأَوائِلا

مَلَكتَ فَسِر فِيمَن مَلَكتَ بِسِيرَةٍ

تَسُرُّ مُقيماً في ذُراكُم وَراحِلا

وَكُن مِثلَ ما قَد كانَ والِدُكَ الَّذي

تَلَقَّيتَهُ وَاِعمَل بِما كانَ عامِلا

وَأَدرِك رَعايا ضَيَّعَتها رُعاتُها

وَراحَت لِضُبعانٍ وَذِئبٍ أَكايِلا

فَأَنت لَعَمري بَينَ خالٍ وَوالِدٍ

يُعيدانِ لِلعَليا سَناماً وَكاهِلا

أَبُوكَ الَّذي لَم تَحمِلِ الخَيلُ مِثلَهُ

إِذا أَجهَضَ الرَوعُ النِساءَ الحَوامِلا

مَضى لَم يُدَنِّس عِرضَهُ بِرَذِيلَةٍ

وَلا راحَ لِلمَولى وَلا الجارِ خاذِلا

وَمَن يَدَّعي خالاً كَخالِكَ يَدَّعي

مُحالاً وَإِفكاً مُستَحيلاً وَباطِلا

وَمَن كَحُسَينٍ إِن أَلَمَّت مُلِمَّة

تُريكَ البَليغَ النَدبَ فِدماً مُوائِلا

مَتى تَدعُهُ تَدعُ اِمرَءاً لا مُضَيِّعاً

صَديقاً وَلا عَن صارِخٍ مُتَثاقِلا

حَمُولا لَما حَمَّلتَهُ ذا فَظاظَةٍ

عَلى مَن يُعادي أَلمَعِيّاً مُناضِلا

وَما بَرِحُوا آلَ المُفَدّى لِجارِهِم

وَلِاِبنِ أَخيهِم حِيثُ كانُوا مَعاقِلا

وَغَزوانَ فَاِحفَظ وُدَّهُ وَاِحتَفِظ بِهِ

تَجِد سَيفَ عَزمٍ في مَراضِيكَ فاصِلا

وَقابِل بِهِ كَيدَ العَدُوِّ وَصِل بِهِ

جَناحَكَ واِجعَلهُ لِعَلياكَ حائِلا

فَما فيهِ تَضييعٌ عَلَيكَ وَلا تَرى

لَهُ في مَراضي مَن تُصافي مُشاكِلا

وَأَيُّ رَئيسٍ لا يُرى دُونَ مالِهِ

صَديقٌ وَلا عافٍ يُرَجِّيهِ حائِلا

وَجُندُكَ رُشهُم ما اِستَطَعتَ وَلا تَكُن

وَإِن غَفِلُوا عَن رَبِّهِم مُتَغافِلا

فَما الجُندُ إِلّا جُنَّةٌ تَتَّقي بِها

غَوائِلَ مَولىً أَو عَدُوّاً مُصاوِلا

وَلا تُهمِلَن وُدّي لَكُم وَقَرابَتي

وَأَشعارِيَ اللّاتي مَلَأنَ المَحافِلا

فَكَم لِيَ في عَلَياكُمُ مِن غَريبَةٍ

يَظَلُّ مُسامِيكُم لَها مُتَضائِلا

نَتائِجُ فِكرٍ غادَرَت كُلَّ فِكرَةٍ

نَتُوجٍ لِما يَحلُو مِنَ الشِعرِ حائِلا

وَكَم غُصَصٍ جُرِّعتُها في هَواكُمُ

وَلَم أُصغِ سَمعاً لِلَّذي جاءَ عاذِلا

وَفارَقتُ أَهلي غَيرَ قالٍ وَأُسرَتي

وَولدِيَ خِلّانَ الصِبا وَالمَنازِلا

وَإِنَّ مَديحي غَيرَكُم غَيرُ رائِقٍ

وَلَو أَنَّني بُلِّغتُ فيهِ الوَسائِلا

بَقيتَ لَنا يابا عَلِيٍّ لِنَقتَضي

بِكَ الثارَ مِن أَيّامِنا وَالطَوائِلا

وِعاشَ اِمرُؤٌ يَشناكَ ما عاشَ خائِفاً

قَليلاً ذَليلاً خاشِعَ الطَرفِ خامِلا

وَيهنيكَ ذا المُلكُ الَّذي عَمَّ يُمنُهُ

عُقَيلاً وَأَحيا عَبدَ قَيسٍ وَوائِلا

وَدُونَكَ مِن تَيّارِ بَحرٍ إِذا طَمى

أَراكَ بِحارَ الأَرضِ جَمعاً صَلاصِلا

وَأَنفَذتُها في حِكمَةٍ وَبَلاغَةٍ

كَسَت حُلَّةً مِن بَعدِ عَهدِكَ عاقِلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لذا اليوم أعملت القلاص العباهلا

قصيدة لذا اليوم أعملت القلاص العباهلا لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها تسعة و سبعون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي