لسان الورى يشدو بحمد ومدحة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لسان الورى يشدو بحمد ومدحة لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة لسان الورى يشدو بحمد ومدحة لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

لسان الورى يشدو بحمدٍ ومدحةِ

لناهي النهى بالرأَي والحزم مِدحةِ

مَليكٌ يسود الناس مجداً وَسؤدَدا

تسامى بأخلاق سَمت كل خلقةِ

ملاك أتى في زيّ صورة آدم

ولكن سجاياهُ على غير صورةِ

وإن قيل إنسانٌ أجيب بانهُ

تصوَّر إنساناً إلى كل مقلةِ

محاسنهُ الغراء يبهر نورها

لدى الوصف مرآةَ العقول برؤيةِ

همام إذا ما الخطب صالَت جيوشهُ

تؤجج نيران الجحيم بصولةِ

وتهطل أمطاراً صواعق سحبها

وترجف أكواناً بتزآر وعدةِ

وتدهش أبصاراً وميضاً نصالها

تحاكي وميض البرق من جوف ظلمةِ

وَتزحف من فوق الوهاد كأَنَّها

جبال براكينٍ أُزيحت بخسفهِ

تهدَّد أمصاراً بهدم عمادها

فرائصها ترتاع رعباً برجفةِ

فيرمقها شزراً فيوني صفوفها

يبددها مثل الهباءِ بهبةِ

فأَنّى ولا يوني الصعاب وعندهُ

أسود من الآراءِ في جيش حكمةِ

ولو كانَ برهان التمانع مُنكراً

لاوهمني نقضٌ بخلف القضيةِ

لان فعال الفرد في كل ممكنٍ

تَسامت وقد فاقَت على حد مكنةِ

ولولا اتقاءُ الدين برهنتُ مثبتاً

لأمكانهِ الإجراء فوق الطبيعةِ

فأنى وبات المستحيل مُغَلَّلاً

لهُ في صفادٍ تحت طوع المشيئةِ

ومع ذاك تلقاهُ بكل تواضع

عليقاً بتقوى اللَه باري البَريَّةِ

وعن أمر ذات اللَه يصلح فاسداً

وَيدرأُ ما فيهِ فساد الخَليقةِ

يدبّر أكواناً بحزمٍ من النهى

وَيخمد عدواناً بعزمٍ وهمةِ

يحوم على سَمك السحاب محلِّقاً

لينظر ما في الكون في كل دقةِ

يجوب مفازاتٍ ويطوي سباسباً

قفاراً وأوعاراً بأرض جدوبةِ

شطاراً وأقطاراً بفيحاءِ شرقنا

دياراً وامصاراً بغربٍ وغربةِ

تنقبها النقّاب في عين يقظةٍ

نقابٌ حريّاً جاءَ في كل بغيةِ

وما ذاك إلا عن مقاصد حكمةٍ

أتاها سليم القلب صافي السَريرةِ

لاصلاح ما في الملك عدلاً ورحمةً

وما فيهِ من رغدٍ وامن الرعيةِ

ومن آب كان الأوبُ للملك مصلحاً

وأحكم فيهِ الصلح بعد الضغينةِ

وأنعش فيهِ الروح في نشوة النهى

وناغت به الأطيار في كل نغمةِ

لذا العاهل الكبّار ناداهُ معلناً

هلمَّ سنا ملكي ويا سيف دولتي

أيا واحد الأكوان يا مفخر الحجى

ومدحة حمدٍ زيَّنت كل لهجةِ

لك اللَه يا نور العقول وروحها

ويا راحة الأرواح من كل مهجةِ

لك اللَه يا من جئتَ للملك عاضداً

وَيا منعش الألباب من كل غصَّةِ

لك اللَه يا حفظ الوجود ودافعاً

خطوباً تزيق الكون شرّ المصيبةِ

أَأَنتَ نبيٌّ جاءَ بالوحي لاهجاً

ومبدٍ رموزاً ادهشت كل فكرةِ

أَأَنتَ رَسولٌ جاءَ للكون منذراً

وأوضح آياتٍ بما في الوصيَّةِ

فلا عجب أن ضُلَّ عن نصح ناصحٍ

فكم جحدوا قولاً بوحي النبوَّةِ

أَيا مدرك الأخطار قبل وقوعها

وَيا مدرئاً اسباب وقع البليةِ

أَجِبلتكم من غير طينة آدمٍ

أَراك سموت الناس في حسن فطرةِ

فَلَو كنت يا كنز العقول وبحرها

قَديماً بهذا الرشد قنس السجيةِ

وراموا مديحاً في سليمان شبهوا

سليمان فيكم يا رشاد البسيطةِ

فقبلك كم خاض السياسة سابحٌ

وأضحى غريقاً زُجَّ في لُجِّ لُجَّةِ

وكم حبطت أعمال والي سياسةٍ

لَقَد ساسَها وهماً بافساد سوسةِ

فما كل من ساس الأمور أَميرُها

ولا كل سلطانٍ يسود بسلطةِ

ولا كل من جاءَ الرهان بسابقٍ

ولا كل سارٍ فاز في نيل وصلةِ

فغيرُك ما أَبَّ المعالي ونالها

لعمري لك العليا بحقٍّ وحِلفةِ

أَأَنتَ وحيد الدهر أم أنتَ ربهُ

نعم لكمال الكون ذاتٌ تجلَّتِ

تقيم براهيناً بعقلٍ تضمنَّت

بجزءٍ من الجزءي أقسام حجَّةِ

تدير القضايا بالقياسات مثلما

تنير بلا الموضوع خافي النتيجةِ

مَبادٍ أتت خير المقاصد في الورى

فلا غرو مِمّا جاءَ في حكم قدرةِ

لك الرشد والمعقول والدَركُ والذكا

لك الفضل والآداب طرّاً بجملةِ

أَيا مانح الآداب بالبحث فخرها

ويا واهب الأفضالَ تاج الفضيلةِ

أَيا جامعاً كل العلوم بصدرهِ

لتُسقى حياةً من كواثر جنةِ

رياضيَّة روَّضت بعد نفارها

وقرَّت بترويضٍ بنفس رضيَّةِ

فصاحة نطقٍ صغت فيها بلاغةً

وهل جاءَ في هتين نطقٌ بلفظةِ

فقل ذاك علم اللَه يؤتيهِ من يشا

ويرزق أيا شاءَ من فيض نعمةِ

أَيا من لقد قرَّ الجحودُ بفضلهِ

كما اعترف الأعداء فيهِ وقرَّتِ

ويا مبدعاً بالجود جوداً من الجدا

ويا مغنماً يؤتي لكلّ غنيمة

ويا مَن تسمىّ بالفراسة مِدحةً

وكانت بإيمانٍ وحسن عقيدةِ

فإني أَرى شعري بمدحكَ قاصراً

وأَقَررتُ في عجزي بأمر الحقيقةِ

ولستُ بمغرورٍ يمدُّ بنانهُ

ليَلمِسَ ذاتَ النور عند الظهيرةِ

وَلكنَّني أدعو لكي ترتَقي العلا

وَتَعتزَّ في الدنيا بعينٍ قَريرةِ

وتبقى مدى الأدهار للكون راحةً

وحفظاً لهُ من شرّ ضُرّ المضرَّةِ

وأمناً إِلى اللاجين قهراً إلى العدى

يُقلّدك الجبّارُ هصّار نصرةِ

دعاءً إلى علياك أُسدي لأنني

رأَيتُ الدعا فرضي كذا المدح سُنَّتي

شرح ومعاني كلمات قصيدة لسان الورى يشدو بحمد ومدحة

قصيدة لسان الورى يشدو بحمد ومدحة لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي