لست أدري كخابط في ظلام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لست أدري كخابط في ظلام لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لست أدري كخابط في ظلام لـ جميل صدقي الزهاوي

لست أَدري كخابط في ظَلامِ

أَوَرائي سَعادَتي أَم أَمامي

حيرة في الحياة قد صدفتني

عَن بُلوغي من الحَياة مَرامي

وَقضت أنني أَطيل وقوفاً

في ممر الشكوك والأوهام

ضجرت نَفسي من توالي الليالي

واستملّت تعاقب الأيام

وَيك نَفسي إن السعادة خودٌ

لا تَزور العشاق غير لمام

كل جرح له التئام مع الده

ر وجرحى باق بغير التئام

إنما المرءُ في صباه سعيد

غير أن الصبا بغير دوام

ذهبت تلكم السَعادة عني

فاِذهَبي يا سَعادَتي بسلام

قل لشيخ قد أتعبته الليالي

لك أن تستريح تحت الرغام

أيها الشيخ لا تذمَّ المنايا

فالمنايا نهاية الآلام

أنا في مثل يقظة من حياتي

فهل الموت بعدها كالمنام

هو نوم نعم نعم هو نوم

هو نوم لكن بلا أحلام

بعد حين يقال عني فلان

غاله الموت غبّ داء عقام

لست أدري وإن تحقق موتي

بعد شهر أموت أم بعد عام

طيران الحمام مهما تعالى

ليس ينجيه من دنوّ الحِمام

المنايا مصيبةٌ كلّ حيّ

والبِلى غاية الوجوه الوسام

إن أمت خائباً فكم حسرات

بقيت في نفوس ناس عظامِ

نحن في غفلة نيام وعنا

نائبات الزمان غير نيامِ

نحن في دولة تداركها اللَ

هُ تبيح المحظور للحكام

وعدها بالإصلاح جم ولكن

لا يجوز الإصلاح حد الكلام

كم وكم في رجالها من جَهولٍ

صدره ساطع بأَبهى وسام

نحن قوم قضت إرادة شخص

واحد أن نعيش كالأنعام

قد لجأنا إلى الكرام بكاةً

وإذا بالكرام غير كرام

أيها الظالم اغتصبت حقوقاً

قد حباها الأنام ربُّ الأنام

وتهضمتني وآلمت قلبي

بتجرِّيك أيما إيلامِ

تبتغي بالذي فعلت صَغارى

ومقام الصغار غير مقامي

فسأشكوك ما حييت وإن م

ت تشكتك في ضريحي عظامي

رب قوم من العدالة محرو

مين فازوا بها بحد الحسام

بزغت والنفوس ترنو إليها

بعيون مملوءة من غرام

وتجلَّت لهم كما يتجلَّى

من وراء السحاب بدر التمام

جعل اللَه كل قوم تحاشوا

أَن يثوروا في آخر الأقوام

أيّ قوم نالوا نجاة من الأس

ر بغير اقتحام أمر جسام

طلبت نَفسي أن أَكون مطيعاً

لِهَواها فقلت هاك زِمامي

إنني إن عصيت نَفسي هواها

خاصمتني نَفسي أَشد الخصام

ثُمَّ لما اتَّبعتُ رغبة نَفسي

حملتني نَفسي عَلى الآثام

ورطتني وبعد ما ورطتني

أَخذت في مذمتي وَملامي

وَلَقَد كانَت الملاوم منها

كَسِهام يصبن إِثر سهام

قَد تحملتها فَلِلَّه صبري

وَبأعباء النائبات قيامي

صالحيني يا نفس فالصلح لو فك

رت في الأمر سيّد الأحكام

أفلا تنظرين أني رهين

بالعنا في حكومة الظلام

لهلاكي يبرى العدو سهاماً

يرتميني وأنني غير رام

ويريني الزمان وجهاً عبوساً

فأدارى عبوسهُ بابتسامي

إن للكائنات ربا كبيراً

منح الكائنات أرقى نظام

وحبا الإنكليز بحراً عليه

تسبح المنشآت كالأعلام

دولة بالعدالة استمسكت وال

عدل في الملك سُلَّم للتسامي

أمم الغرب عمَّموا العلم حتى

وفَّروا قوة مع الأيام

أترى المسلمين يأتون نهضا

أم ترى الذل لازم الإسلام

هل نفوس إلى الدنايا عطاش

كنفوس إلى المَعالي ظوامي

إنما العدل والعذوبة ترجى

منهل حوضه كثير الزحام

أيها المنهل احبني منك قربا

فلعلي أبلُّ منك أُوامي

شرح ومعاني كلمات قصيدة لست أدري كخابط في ظلام

قصيدة لست أدري كخابط في ظلام لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي