لشعر العصر في الأفلاك برج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لشعر العصر في الأفلاك برج لـ سليم عنحوري

اقتباس من قصيدة لشعر العصر في الأفلاك برج لـ سليم عنحوري

لشعر العصرِ في الأَفلاك برجٌ

لقد حرَستُ معاقلَهُ النجومُ

حَمت أَكنافَهُ من كل غِرٍّ

غبيٍّ لم تثقّفهُ العلومُ

فَمن يلمم بهِ دون اضطلاعِ

بروح العصر تسحقهُ الرجومُ

وكل قريحةٍ لم تلقَ هَدياً

بمشكاة المعارف لا تُريمُ

فَشِعرَ زماننا مَلَكٌ كريمٌ

وشعر الجهل شيطانٌ رَجِيمُ

لقد وَضعَ الخليلُ لهُ قديماً

أساساً ثم شيَّدهُ سليم

فأَبدأَ وهو مُحتِلمٌ غريرٌ

واكملَ وهو مكتهلٌ حكيمُ

ونمنمَ روضَهُ وكسا ثراهُ

بدَوحٍ تحتُهُ ظلٌّ مقيمُ

فعن حُورِ الجنان إِذن تجلَّى

لذلكَ قد صفا فيهِ النعيمُ

وبعدئذٍ أَتى الحدَّاد يبغي

بهِ صَوناً ومبدأُهُ قوِيمُ

فمنَّع بالحديدِ لهُ رتاجاً

حباهُ النُورَ شوقيٌ كليم

على طُورِ المعاني قد تجلَّى

فقالت مِصرُ عاوَدَني الكليم

لهُ في أرض تيبت معجزاتٌ

يميد لَهولها الهَرَمُ العظيم

عجائِبُ ذاكَ كانت مخزياتٍ

وفي هدي لهُ الفخر العميمُ

لئن أَلقى العصا ليموتَ قَومٌ

هنا قلمٌ ليبعثَهُم يقوم

بكليوباتر قد هامت ملوكٌ

فإن نُشرَت بهِ أبداً تهيم

ففي نفَثَاتهِ بالشعر سحرٌ

ينمُّ عليهِ مطلعُهُ الوسيم

وقد طُبَعت على عشقِ المعاني

قلوبُ الغيد مذ وُجدَ السديم

وما المعنى الرقيق سوى نسيمٍ

وهل تحيى بلا النَسَم الجسومُ

تخلَّقَ ذا النسيمُ بجسمِ دُرٍّ

وهذا الدرُّ منطقكَ الرخيمُ

ومن عَجَبٍ لهذا الدرّ تبقى

أَباً حيّاً لهُ وهو اليتيمُ

فلو سيزوستريس افاق يوماً

لحار وناله الحسدُ الذميمُ

فما في تاجهِ الوهَّاج حُسنٌ

كُحسنٍ حازهُ الدرُّ النظيمُ

قريضُكَ يا سميرَ الشوق أَحيي

قلوباً غالها الجهل الوخيمُ

فكان الباعثَ المحيي وحاشا

يصيبُ علاءَهُ الحتفُ اللئيمُ

فَشعرُكَ مثل ذِكركَ مثل مَدحي

على رغم العدى ابداً يدومُ

إذن غادِر مُدامكَ ثمَّ بادِر

فنظمُ يراعكَ الراحُ القديمُ

لقد عوَّدت هاماتِ المعالي

به سكراً فهات أَيا نديمُ

ودَع عنك المطال فقد مللنا

أدَلا كان بخلكَ يا كريمُ

وما في الدلّ بعد البذلِ فضلٌ

ورب البخل مشجوبٌ ملَوم

وَعدتَ بنبذةٍ في كل عامٍ

يَحُوكُ طِرازَها الطبعُ السليمُ

فراح الوعد أَضيع من أَماني

فتًى يهوى الغنى وهو العديمُ

وشوقيَّاتكَ الزهراءُ تشكو

لنا ظُلماً وما أنت الظلومُ

تطالبُكَ الوفاءَ بوعدِ حرّ

وانَّى لا يفي الحرُّ الحكيمُ

صبَت نحو التوائم وهي فَذٌّ

ويأبى الجفوة الخُلق الرحيم

فكن بَرًّا ببكرِكَ يا أَباها

الكثير العطف حتَّامُ الوجوم

وضمَّ بها شقيقاتٍ عذارى

جمال الكون مرآها القسيم

فها البرجُ الذي شادَت يدانا

غدا يشكو وانت لهُ خصيمُ

هجرت قصورَهُ الشَّماءَ ظلماً

أَترضى أن يلمَّ بهِ زنيمُ

واني شاعرُ الفيحاءِ وحدي

أُنيخ بهِ فتزعجني الغمومُ

ويَرمُضني المقامَ ولا جليسٌ

ويمرضني السكوتُ ولا كليمُ

ويُؤنسني الرفيقُ ولا رفيقٌ

واطربُ ان تريم ولا تريمُ

شكوت اليك يا مدَّاح حلمي

دلالك فاحتكم انت الحليمُ

وقل لخليلك المطران هيَّا

فَبَارِك سعيناتُنفَ الهمومُ

ففي بركاتِ أورادٍ تصلّي

بها سَحَراً لنا اجرٌ عظيم

ومن نفحات قدسك بالمعاني

ينال الخُلدَ نُسَّاك تصومُ

نشأتَ على السجود بارض منفٍ

فثابَ الى الهدى الغاوي الاثيمُ

ومن يغشى الهياكل وهو طفلٌ

رضيعٌ لا يغادرها فطيمُ

فكم أسمعتَ آبيس المفدَّى

تراتيلاً تتيهُ بها الحلوم

فما أصوات ممنونٍ يغني

شروقَ الشمس اذ رتع الظليم

بأَعجب من رقىً سحرَت عقولاً

هذَذت بها فأدركنا الوُجومُ

وآمونُ القريض يراك أهلاً

وأنت الكاهنُ الحبرُ العليمُ

فجدِّد عزمةً للنظم فلَّت

فما في الصارِمِ الماضي ثلومُ

وان قعدت بخُورِينا القوافي

ففي مِطرانِنا أبداً تقومُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لشعر العصر في الأفلاك برج

قصيدة لشعر العصر في الأفلاك برج لـ سليم عنحوري وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن سليم عنحوري

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه. وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره. له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و (آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط) ، و (سحر هاروت-ط) ، و (بدائع ماروت-ط) ، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط) ، و (حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.[١]

تعريف سليم عنحوري في ويكيبيديا

سليم عَنْحُوري (1272 - 1352 هـ / 1856 - 1933 م) هو أديب سوري. هو سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. ولد في دمشق، وطوّف بين جهات من بلاد الشام، ومصر، والأناضول، والآستانة، وتوفي في دمشق.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليم عنحوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي