لعلك بالوادي المقدس شاطئ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لعلك بالوادي المقدس شاطئ لـ ابن الحداد الأندلسي

اقتباس من قصيدة لعلك بالوادي المقدس شاطئ لـ ابن الحداد الأندلسي

لعلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطئُ

فكا لعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ ما أنا واطئُ

وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيْحِهِمْ

فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشئُُ

ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ ومَنارِهِمْ

هُداةً حُداةٌ والنُّجُومُ طوافئُ

لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وحَمْحَمَتْ

عِرابِي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطئُ

فهل هاجَها ما هاجَني أو لعلَّها

إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجئُ

رُوَيْداً فذا وادي لُبَيْنَى وإنَّه

لَوِرْدُ لُبَاناتي وإنِّي لَظَامِئُ

ويا حَبَّذا من آلِ لُبْنَى مَواطِنٌ

ويا حَبَّذَا من أرض لُبْنَى مَوَاطِئُ

ميادينُ تَهْيامِي ومَسْرَحُ ناظِري

فَلِلشَّوْقِ غاياتٌ به ومبادئ

ولا تَحْسِبُوا غِيْداً حَمَتْها مقاصِرٌ

فتلك قلوبٌ ضُمِّنَتْها جآجئ

وفي الكِلَّة الزَّرْقَاءِ مَكْلُوْءُ عَزَّةَ

تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالئُ

مَحَا مِلَّة السُّلْوانِ مَبْعَثُ حُسْنِهِ

فكلٌّ إلى دِيْن الصَّبابةِ صابِئُ

تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ تَوالِعٌ

وتَهْوَى ضيِا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازئُ

وفي مَلْعب الصَّدْغَيْن أبيضُ ناصِعٌ

تخلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانئُ

أفاتكةَ الألحاظ ناسكةَ الهوى

وَرِعْتِ ولكنْ لَحْظُ عَيْنِكِ خاطئُ

وآلُ الهوى جَرْحَى ولكنْ دماءُهُم

دُمُوعٌ هَوامٍ والجُرُوْحُ مآقِئ

فكيف أُرَفِّي كَلْمَ طَرْفِكِ في الحَشَا

وليس لتمزيق المُهَنَّد رافئُ

ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى

وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارئُ

وما ليَ لا أسموا مُراداً وهِمَّةً

وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضئُ

وما أَخَّرَتْني عن تَناهٍ مبادئُ

ولا قَصَّرَتْ بِي عن تَباهٍ مَناشئُ

ولكنَّهُ الدّهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ

فذو الفضل مُنْحَطٌّ وذو النَّقْص نامِئُ

كأنَّ زمانِي إذ رآني جُذَيْلَهُ

قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِئُ

فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً

ولم يُغْنِني أنّي مُدارٍ مُدارئُ

فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ

فما أنا إلاَّ بالحقائقِ عابئُ

ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فَدامةٍ

فَلِي منطقٌ للسَّمْع والقلب مالئُ

ولولا عُلَى المَلْكِ ابنِ مَعْنٍ محمَّدٍ

لَمَا بَرِحَتْ أصدافَهُنُّ اللآلئُ

لآلئُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ

وعِلْمِيَ دأماءٌ ونُطْقِيَ شاطئُ

تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى

وأَعْشَى الحِجَى لألاؤُه المتلالئُ

فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ

وتنقلبُ الأبصارُ وهو خواسئُ

ولولاه كانت كالنسيء وخاطري

كفُقَيْمٍ للمُحَرَّمِ ناسئُ

هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إِلاَّ لمجدِهِ

ومِثْلِي لأَعْلاقِ النَّفَاسةِ خابِئُ

كأنَّ عُلاَهُ دولةٌ أمويَّةٌ

وما نابَ من خَطْبٍ عُمِيرٌ وضابئُ

وإنْ يَمْسَسِ العاصِيْنَ قَرْحُكَ آنفاً

فأيدي الوَغَى عمّا قليلٍ تَوَالِئُ

عَسُوا فعَصَوْا مُسْتَنْصِرِيْنَ بخاذلٍ

وأخذلَ أَخْذُ الحَيْنِ ما منه لاجئُ

وشُهْبُ القَنَا كالنُّقْبِ والنَّقْعُ ساطِعُ

هِناءً وأيدي المُقْرَباتِ هوانِئُ

يُعَوِّدُ تخضيْبَ النُّصُوْلِ وإنْ رَأَى

نُصُوْلَ خِضابٍ فالدِّماءُ برايئُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لعلك بالوادي المقدس شاطئ

قصيدة لعلك بالوادي المقدس شاطئ لـ ابن الحداد الأندلسي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن الحداد الأندلسي

محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله. شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم. أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه، ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده. وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية. له كتاب (المستنبط في العروض) .[١]

تعريف ابن الحداد الأندلسي في ويكيبيديا

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي، المعروف بابن الحداد ( ? - 480 هـ / ? - 1087م ) هو شاعر أندلسي. له ديوان شعر كبير مرتب على الاحرف الابجدية، وكتاب المستنبط في العروض . أصله من وادي آش سكن المرية وأصبح من شعراء بلاط المعتصم بن صمادح، فأكثر في مدحه، ثم حصلت بينه وبينهم جفوة اضطرته إلى الفرار لسرقسطة سنة 461 هـ فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن بن هود من بعده. وعاد إلى المعتصم، وتوفي بالمرية. حظي هذا الشاعر بفضل السبق في طرحه موضوع جديد على مسرح الشعر العربي، وفن التغزل تحديدا، حيث عني بالتغزل بالمرأة النصرانية، فأثر هذا في لغته الشعرية فجعله يوظف اللغة العقائدية فيكون دقيقا في اختيار ألفاظه من خلال ولوعه بالأجواء التي توحي بعقيدة هذه المرأة النصرانية، كما يعكس هذا الاتجاه في شعر «ابن الحداد» القيمة الإنسانية التي كانت تحظى بها المرأة النصرانية في المجتمع الأندلسي. هذه الفتاة النصرانيّة سمّاها في ديوانه «نويرة». وأوقعه حبّ نويرة في حبّ كلّ رموز النصّرانيّة ورجالها وأماكنها. واتّسع حبّ الشاعر نويرةَ لكلّ ما هو مسيحي : كعيسى والإنجيل، والقساوسة وصلبانهم، والرّهبان وكنائسهم، والنّصارى وأعيادهم إضافة إلى التّثليث ورموزه والطقوس وأناشيدها.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي