لعل الريح إن بكرت هبوبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لعل الريح إن بكرت هبوبا لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة لعل الريح إن بكرت هبوبا لـ ابن هتيمل

لعلَّ الريحَ إن بكَرت هُبوباً

وإن عَبَرت شَمالاً أو جَنوبا

تَسوقُ إلى العَميمِ مِنَ الغَوادي

غَمائِمَ كَي تَشُقَّ بِها الجُبوبا

وتَحمِلُ مِن شَميمِ الرّيحِ نَشرا

يَكُونُ نَسيمُه للطّيب طيبا

فَقد تَلِفت بِحسرَتِها جُسومٌ

نَضِجنَ بُكاً وآسفَها قُلوبا

وَذُبنَ جَوامِدَ الأكبادِ حتى

خَشيتُ من الصَّبابَةِ أن أذوبا

طَبيبي مُمرِضيَّ فَهل رَأيتم

مَريضاً كان مُمرِضُه الطبيبا

ودائي دَوايَ فاختبِروا عِلاجي

بِه كَي تَخبرُوا عَجَباً عَجيبا

سَلوتُ عن السُّلُوِّ وكان عَهدا

عَلَيَّ وتَوبةً من أن أتُوبا

أحِنُّ إلى الكَثيبِ وما أراني

تَرَى عَينايَ ذيّاك الكثيباط

وأعتنَِقُ القَضيبَ الرَّطبَ لَمّا

حَكَى في بُردِ عاتِكة القضيبا

وما أنا بالصَّليب قُوىً وصَبرا

لِعشقِ جَوانِحي ذاكَ الصَّليبا

فَمَن لي مِن هَوى قَمَرٍ إذا ما

طَلَبت طُلُوعَهُ لبِس الغُروبا

ومَن لي أن يُديرَ عَلَيَّ كوبا

بِكَفيهِ ومِن شَفَتَيهِ كُوبا

إذا غَفَلَ الرَّقيبُ وقُلتُ أخلو

بِهِ كانَ العفافُ له رقيبا

نأى عن لِمَّتي البَيضا خَضيبا

وعَرَّضَ إذ رأى شَعري خَضيبا

وقالَ أَتجمعُ الأهواءَ فيما

عَمِلتَ بكونِه رَشأً وذيبا

وأفسدُ ما طَلَبَتَ له صَلاحا

هَوىً جَمعَ الشَّبيبةَ والمشيبا

وما يُغني التَوَدّدُ عن مُحِبٍّ

إذا حَسَناتُه كانت ذُنوبا

أقِم في ظِل شمس الدين تَنعم

فَقَد مَنَع النَّوائِبَ أن تنوبا

فحسبُك يوسفٌ حُبًّا إذا ما

طَلَبتَ السيدَ الملِكَ الحَسيبا

إذا زُرتَ المَظَفَّرَ في زَبيدٍ

فَضَلتَ أبا نَواس والخصيبا

فَتًى قَسَم السَّماحُ لِكلِّ حُرِّ

وَعبدٍ مِن مَواهِبه نصيبا

وأروعُ لَو طَلَبتَ لَه ضَريبا

وَكُفؤاً ما وجدتَ له ضَريبا

عَقيدُ الموتِ إِلاَّ في نُفوسٍ

تَخافُ بقَبضِها إثماً وحُوبا

يَظَلُّ حُسامُه في كلِّ حَرب

أكُولاً للمَنيَّة أو شَروبا

فلو صَدَم النُّجُومَ رَأيتَ منها

رميًّا أو طَعيناً أو ضَريبا

جُمِعنَ مَكارمُ الأخلاقِ فيه

فَلَيسَ بِفاقِدٍ إِلاَّ العُيوبا

تَحِنُّ يَدي إلى يُمنَى يَديه

إذا غَبَّت فَتَحسَبُها رَقوبا

يَثُوبُ الوَفدُ مِنهُ بأريَحي

ضَحُوكٍ مُكثرٍ لَهُمُ مُطيبا

إذا نَزَلَت به الضّيفانُ ثجَّت

نُحورُ البدنِ أو وَجَبَت جُنوبا

فلا يَفخر بحاتم طَيّ قَومٌ

وكَونُ هِباتِه جَمَلاً ونيبا

أواهِبَ شارفٍ من بَعدِ شاةٍ

كَمن يَهبُ الجَنيبَةَ والجَنيبا

خليفةُ دولَةٍ لَو كانَ كِسرى

مُعاصِره لَكان لها نَقيبا

وراعي أمَّةٍ لَولاه عانا

بِشرخِ شُعوبِها لاقَت شُعوبا

يوسُف يا ابنَ نورِ الدين إنّي

دعوتُكَ والوسيلةُ أن تُجيبا

بَلَغتَ لغايةٍ أعيت مَداها

بَني الثَّقلينِ شُبّاناً وشيبا

رأى الكرماءُ أقرَبَها بعيدا

وأنتَ رأيتَ أبعدَها قريبا

بَنَيتَ عَلى قُرى اليمنين دربا

بِحدِّ المشرَفيَّةِ لا دُروبا

فلا المختصُّ عَمَّ بِه زَبيداً

ولا الشَّعبيُّ خصَّ به شُعوبا

فأقسِمُ لاسَعت حيّاتُ حيٍّ

ولا دَبَّت عَقارِبُها دبيبا

فدونَك حُرَّة الإعراب تَحلُو

بِقلبِ حَليلِها بِكراً عَروبا

تَبَرَّجُ إن تَحجَّبَتِ القَوافي

ولم تَخَفِ الوليدَ ولا حَبيبا

فإن قَدُما مَديحاً أو نسيبا

فما سَبقا مَديحاً أو نَسيبا

وخذ مِن وشيها بُرداً قَشيبا

يُردِّد حُسنُه البردَ القَشيبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لعل الريح إن بكرت هبوبا

قصيدة لعل الريح إن بكرت هبوبا لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي