لعل خيال العامرية زائر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لعل خيال العامرية زائر لـ أبو فراس الحمداني

اقتباس من قصيدة لعل خيال العامرية زائر لـ أبو فراس الحمداني

لَعَلَّ خَيالَ العامِرِيَّةِ زائِرُ

فَيُسعَدَ مَهجورٌ وَيُسعَدَ هاجِرُ

وَقَد كُنتُ لا أَرضى مِنَ الوَصلِ بِالرِضا

لَيالِيَ ما بَيني وَبَينَكَ عامِرُ

وَإِنّي عَلى طولِ الشِماسِ عَنِ الصِبا

أَحِنُّ وَتُصبيني إِلَيكِ الجَآذِرُ

وَإِنّي إِذا لَم أَرجُ يَقظانَ وَصلَها

لَيُقنِعُني مِنها الخَيالُ المُزاوِرُ

وَفي كِلَّتَي ذاكَ الخِباءِ خَريدَةٌ

لَها مِن طِعانِ الدارِعينَ سَتائِرُ

تَقولُ إِذا ماجِئتُها مُتَدَرِّعاً

أَزائِرُ شَوقٍ أَنتَ أَم أَنتَ ثائِرُ

فَقُلتُ لَها كَلّا وَلَكِن زِيارَةٌ

تُخاضُ الحُتوفُ دونَها وَالمَحاذِرُ

تَثَنَّت فَغُصنٌ ناعِمٌ أَم شَمائِلٌ

وَوَلَّت فَلَيلٌ فاحِمٌ أَم غَدائِرُ

فَأَمّا وَقَد طالَ الصُدودُ فَإِنَّهُ

يَقَرُّ بِعَينَيَّ الخَيالُ المُزاوِرُ

تَنامُ فَتاةُ الحَيِّ عَنّي خَلِيَّةً

وَقَد كَثُرَت حَولي البَواكي السَواهِرُ

وَتُسعِدُني غُبرُ البَوادي لِأَجلِها

وَإِن رَغِمَت بَينَ البُيوتِ الحَواضِرُ

وَما هِيَ إِلّا نَظرَةٌ ما اِحتَسَبتُها

بِعَدّانَ صارَت بي إِلَيها المَصايِرُ

طَلَعتُ بِها وَالرَكبُ وَالحَيُّ كُلَّهُ

حَيارى إِلى وَجهٍ بِهِ الحُسنُ حائِرُ

وَما سَفَرَت عَن رَيِّقِ الحُسنِ إِنَّما

نَمَمنَ عَلى ما تَحتَهُنَّ المَعاجِرُ

فَيا نَفسُ مالاقَيتِ مِن لاعِجِ الهَوى

وَياقَلبُ ماجَرَّت عَلَيكَ النَواظِرُ

وَيا عِفَّتي مالي وَما لَكَ كُلَّما

هَمَمتُ بِأَمرٍ هَمَّ لي مِنكَ زاجِرُ

كَأَنَّ الحِجا وَالصَونُ وَالعَقلُ وَالتُقى

لَدَيَّ لِرَبّاتِ الخُدورِ ضَرائِرُ

وَهُنَّ وَإِن جانَبتُ ما يَشتَهينَهُ

حَبائِبُ عِندي مُنذُ كُنَّ أَثائِرُ

وَكَم لَيلَةٍ خُضتُ الأَسِنَّةَ نَحوَها

وَما هَدَأَت عَينٌ وَلا نامَ سامِرُ

فَلَمّا خَلَونا يَعلَمُ اللَهُ وَحدَهُ

لَقَد كَرُمَت نَجوى وَعَفَّت سَرائِرُ

وَبِتُّ يَظُنُّ الناسُ فِيَّ ظُنونَهُم

وَثَوبِيَ مِمّا يَرجُمُ الناسُ طاهِرُ

وَكَم لَيلَةٍ ماشَيتُ بَدرَ تَمامِها

إِلى الصُبحِ لَم يَشعُر بِأَمرِيَ شاعِرُ

وَلا رَيبَةٌ إِلّا الحَديثُ كَأَنَّهُ

جُمانٌ وَهى أَو لُؤلُؤٌ مُتَناثِرُ

أَقولُ وَقَد ضَجَّ الحُلِيُّ وَأَشرَفَت

وَلَم أُروَ مِنها لِلصَباحِ بَشائِرُ

أَيا رَبِّ حَتّى الحَليُ مِمّا نَخافُهُ

وَحَتّى بَياضُ الصُبحِ مِمّا نُحاذِرِ

وَلي فيكِ مِن فَرطِ الصَبابَةِ آمِرٌ

وَدونَكِ مِن حُسنِ الصَيانَةِ زاجِرُ

عَفافُكَ غَيٌّ إِنَّما عِفَّةُ الفَتى

إِذا عَفَّ عَن لَذّاتِهِ وَهوَ قادِرُ

نَفى الهَمَّ عَنّي هِمَّةٌ عَدَوِيَّةٌ

وَقَلبٌ عَلى ماشِئتُ مِنهُ مُظاهِرُ

وَأَسمَرُ مِمّا يُنبِتُ الخَطُّ ذابِلٌ

وَأَبيَضُ مِمّا تَطبَعُ الهِندُ باتِرُ

وَنَفسٌ لَها في كُلِّ أَرضٍ لُبانَةً

وَفي كُلِّ حَيٍّ أُسرَةٌ وَمَعاشِرُ

وَقَلبٌ يُقِرُّ الحَربَ وَهوَ مُحارِبٌ

وَعَزمٌ يُقيمُ الجِسمَ وَهوَ مُسافِرُ

إِذا لَم أَجِد في كُلِّ فَجٍّ عَشيرَةً

فَإِنَّ الكِرامَ لِلكِرامِن عَشائِرُ

وَلاحِقَةِ الإِطلَينِ مِن نَسلِ لاحِقٍ

أَمينَةَ ما نِطَت إِلَيهِ الحَوافِرُ

مِنَ اللاءِ تَأبى أَن تُعانِدَ رَبَّها

إِذا حُسِرَت عِندَ المُغارِ المَآزِرُ

وَخَرقاءُ وَرقاءُ بَطيءٌ كَلالُها

تَكَلَّفُ بي ما لا تُطيقُ الأَباعِرُ

غُرَيرِيَّةٌ صافَت شَقائِقَ دابِقٍ

مَدى قَيظَها حَتّى تَصَرَّمَ ناجِرُ

وَحَمَّضَها الراعي بِمَيثاءِ بُرهَةً

تَناوَلَ مِن خِذرافِهِ وَتُغادِرُ

أَقامَت بِها شَيبانَ ثُمَّ تَضَمَّنَت

بَقِيَّةَ صَفوانٍ قِراها المَناظِرُ

وَخَوَّضَها بَطنَ السَلَوطَحِ رَيثَما

أُديرَت بِمِلحانَ الشُهورُ الدَوائِرُ

فَجاءَ بِكَوماءٍ إِذا هِيَ أَقبَلَت

حَسِبتَ عَلَيها رَحلَها وَهيَ حاسِرُ

فَيا بُعدَ نابَينَ الكَلالِ وَبَينَها

وَياقُربَ مايَرجو عَلَيها المُسافِرُ

دَعِ الوَطَنَ المَألوفَ رابَكَ أَهلُهُ

وَعُدَّ عَنِ الأَهلِ الَّذينَ تَكاثَروا

فَأَهلُكَ مَن أَصفى وَوُدُّكَ ماصَفا

وَإِن نَزَحَت دارٌ وَقَلَّت عَشائِرُ

تَبَوَّأتُ مِن قَرمَي مَعَدٍّ كِلَيهِما

مَكاناً أَراني كَيفَ تُبنى المَفاخِرُ

لَئِن كانَ أَصلي مِن سَعيدٍ نِجارُهُ

فَفَرعي لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ ناصِرُ

وَما كانَ لَولاهُ لِيَنفَعَ أَوَّلٌ

إِذا لَم يُزَيِّن أَوَّلَ المَجدِ آخِرُ

لَعَمرُكَ ما الأَبصارُ تَنفَعُ أَهلَها

إِذا لَم يَكُن لِلمُبصِرينَ بَصائِرُ

وَهَل يَنفَعُ الخَطِّيُّ غَيرَ مُثَقَّفٍ

وَتَظهَرُ إِلّا بِالصَقالِ الجَواهِرُ

أُناضِلُ عَن أَحسابِ قَومي بِفَضلِهِ

وَأَفخَرُ حَتّى لا أَرى مَن يُفاخِرُ

وَأَسعى لِأَمرٍ عُدَّتي لِمَنالِهِ

أَواخَيَّ مِن آرائِهِ وَأَواصِرُ

أَيا راكِباً تُحدى بِأَعوادِ رَحلِهِ

عُذافِرَةٌ عَيرانَةٌ وَعُذافِرُ

أَلِكني إِلى أَفناءِ بَكرٍ رِسالَةً

عَلى نَأيِها وَهيَ القَوافي السَوائِرُ

لَئِن باعَدَتكُم نِيَّةٌ طالَ شَحطُها

لَقَد قَرَّبَتكُم نِيَّةٌ وَضَمائِرُ

وَنَشرُ ثَناءٍ لايَغِبُّ كَأَنَّما

بِهِ نَشَرَ العَصبَ اليَمانِيَّ ناشِرُ

وَيَجمَعُنا في وائِلٍ عَشَرِيَّةٌ

وَوِدٌّ وَأَرحامٌ هُناكَ شَواجِرُ

فَقُل لِبَني وَرقاءَ إِن شَطَّ مَنزِلٌ

فَلا العَهدُ مَنسِيٌّ وَلا الوِدُّ داثِرُ

وَكَيفَ يَرِثُّ الحَبلُ أَو تَضعُفُ القِوى

وَقَد قَرُبَت قُربى وَشُدَّت أَواصِرُ

أَبا أَحمَدٍ مَهلاً إِذا الفَرعُ لَم يَطِب

فَلا طِبنَ يَومَ الإِفتِخارِ العَناصِرُ

أَتَسمو بِما شادَت أَوائِلُ وائِلٍ

وَقَد غَمَرَت تِلكَ الأَوالي الأَواخِرُ

أَيَشغَلُكُم وَصفُ القَديمِ وَدونَهُ

مَفاخِرُ فيها شاغِلٌ وَمَآثِرُ

لَنا أَوَّلٌ في المَكرُماتِ وَآخِرٌ

وَباطِنُ مَجدٍ تَغلَبِيٍّ وَظاهِرُ

وَهَل يُطلَبُ العِزُّ الَّذي هُوَ غائِبٌ

وَيُترَكُ ذا العِزُّ الَّذي هُوَ حاضِرُ

عَلَيَّ لِأَبكارِ الكَلامِ وَعَونِهِ

مَفاخِرُ تُفنيهِ وَتَبقى مَفاخِرُ

أَنا الحارِثُ المُختارُ مِن نَسلِ حارِثٍ

إِذا لَم يَسُد في القَومِ إِلّا الأَخايِرُ

فَجَدّي الَّذي لَمَّ العَشيرَةَ جودُهُ

وَقَد طارَ فيها بِالتَفَرُّقِ طائِرُ

تَحَمَّلَ قَتلاها وَساقَ دِياتِها

حَمولٌ لِما جَرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَدى ماءَةً لَولاهُ جَرَّت دِمائُهُم

مَوارِدَ مَوتٍ مالَهُنَّ مَصادِرُ

وَمِنّا الَّذي ضافَ الإِمامَ وَجَيشِهِ

وَلا جودَ إِلّا أَن تَضيفَ العَساكِرُ

وَجَدّي الَّذي اِنتاشَ الدِيارَ وَأَهلَها

وَلِلدَهرِ نابٌ فيهِمُ وَأَظافِرُ

ثَلاثَةُ أَعوامٍ يُكابِدُ مَحلَها

أَشَمُّ طَويلُ الساعِدَينِ عُراعِرُ

فَآبوا بِجَدواهُ وَآبَ بِشُكرِهِم

وَما مِنهُمُ في صَفقَةِ المَجدِ خاسِرُ

وَكَيفَ يُنالُ المَجدُ وَالجِسمُ وادِعٌ

وَكَيفَ يُحازُ الحَمدُ وَالوَفرُ وافِرُ

أَساداءَ ثَغرٍ كانَ أَعيا دَوائُهُ

وَفي قَلبِ مَلكِ الرومِ داءٌ مُخامِرُ

بَنى ثَغرَها الباقي عَلى الدَهرِ ذِكرُهُ

نَتائِجُ فيها السابِقاتُ الضَوامِرُ

وَسَوفَ عَلى رَغمِ العَدُوِّ يُعيدُها

مُعَوَّدُ رَدِّ الثَغرِ وَالثَغرُ دائِرُ

وَلَمّا أَلَمَّت بِالدِيارَينِ أَزمَةٌ

جَلاها وَنابَ المَوتِ بِالمَوتِ كاشِرُ

كَفَت غَدَواتِ الغَيثِ دِرّاتُ كَفِّهِ

فَأَمرَعَ بادٍ وَاِجتَنى العَيشَ حاضِرُ

أَناخوا بِوَهّابِ النَفائيسِ ماجِدٍ

يُقاسِمُهُم أَموالَهُ وَيُشاطِرُ

وَعَمّي الَّذي أَردى الوَزيرَ وَفاتِكاً

وَما الفارِسُ الفَتّاكُ إِلّا المُجاهِرُ

أَذاقَهُما كَأسَ الحِمامِ مُشَيَّعٌ

مُثَوِرُ غاراتِ الزَمانِ مُساوِرُ

يُطيعُهُمُ ما أَصبَحَ العَدلُ فيهِمُ

وَلا طاعَةٌ لِلمَرءِ وَالمَرءُ جائِرُ

لَنا في خِلافِ الناسِ عُثمانَ أُسوَةٌ

وَقَد جَرَّتِ البَلوى عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَسارَ إِلى دارِ الخِلافَةِ عَنوَةً

فَحَرَّقَها وَالجَيشُ بِالدارِ دائِرُ

أَذَلَّ تَميماً بَعدَ عِزٍّ وَطالَما

أُذِلَّ بِنا الباغي وَعَزَّ المُجاوِرُ

وَصَدَّقَ في بَكرٍ مَواعيدَ ضَيفِهِ

وَثَوَّرَ بِاِبنِ الغَمرِ وَالنَقعُ ثائِرُ

وَأَقبَلَ بِالشاري يُقادُ أَمامَهُ

وَلِلقَيدِ في كِلتا يَدَيهِ ضَفائِرُ

وَشَنَّ عَلى ذي الخالِ خَيلاً تَناهَبَت

سَماوَةُ كَلبٍ بَينَها وَعُراعِرُ

أَضَقنَ عَلَيهِ البيدَ وَهيَ فَضافِضٌ

وَأَضلَلنَهُ عَن سُبلِهِ وَهوَ خابِرُ

أَماطَ عَنِ الأَعرابِ ذُلُّ إِتاوَةٍ

تَساوى البَوادي عِندَها وَالحَواضِرُ

وَأَجلَت لَهُ عَن فَتحِ مِصرَ سَحائِبٌ

مِنَ الطَعنِ سُقياها المَنايا الحَواضِرُ

تَخالَطَ فيها الجَحفَلانِ كِلاهُما

فَغِبنَ القَنا عَنّا وَنُبنَ البَواتِرُ

وَقادَ إِلى أَرضِ السَبَكرِيِّ جَحفَلاً

يُسافِرُ فيهِ الطَرفُ حينَ يُسافِرُ

تَناسى بِهِ القَتّالُ في القَدِّ قَتلَهُ

وَدارَت بِرَبِّ الجَيشِ فيهِ الدَوائِرُ

وَعَمّي الَّذي سُلَّت بِنَجدٍ سُيوفُهُ

فَرَوَّعَ بِالغَورَينِ مَن هُوَ غائيرُ

تَناصَرَتِ الأَحياءُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَلَيسَ لَهُ إِلّا مِنَ اللَهِ ناصِرُ

فَلَم وِبقِ غَمراً طَعنُهُ الغَمرُ فيهِمُ

وَلَم يُبقِ وِتراً ضَربُهُ المُتَواتِرُ

وَساقَ إِلى اِبنِ الدَيدَواذِ كَتيبَةً

لَها لَجَبٌ مِن دونِها وَزَماجِرُ

جَلاها وَقَد ضاقَ الخِناقُ بِضَربَةٍ

لَها مِن يَدَيهِ في المُلوكِ نَظائِرُ

بِحَيثُ الحُسامُ الهِندُوانِيُّ خاطِبٌ

بَليغٌ وَهاماتُ المُلوكِ مَنابِرُ

وَعَمّي الَّذي سَمَّتهُ قَيسٌ مُزَرنَفاً

وَقَد شَجَرَت فيهِ الرِماحُ الشَواجِرُ

وَرَدَّ اِبنَ مَزروعٍ يَنوءُ بِصَدرِهِ

وَفي صَدرِهِ مالاتَنالُ المَسابِرُ

وَعَمّي الَّذي أَفنى الشُراةَ بِوَقعَةٍ

شَهيدانِ فيها الرائِبانِ وَجازِرُ

أَصَبنَ وَراءَ السِنِّ صالِحَ وَاِبنَهُ

وَمِنهُنَّ نَوءٌ بِالبَوازيجِ ماطِرُ

كَفاهُ أَخي وَالخَيلُ فَوضى كَأَنَّها

وَقَد غَصَّتِ الحَربُ النِعامُ النَوافِرُ

غَداةَ وَأَحزابُ الشُراةِ بِمَنزِلٍ

يُعاشِرُ فيهِ المَرءُ مَن لايُعاشِرُ

وَعَمّي الَّذي ذَلَّت حَبيبٌ لِسَيفِهِ

وَكانَت وَمَرعاها مِنَ العِزِّ ناضِرُ

وَعَمّي الحَرونُ عِندَ كُلِّ كَتيبَةٍ

تَخِفُّ جِبالٌ وَهوَ لِلمَوتِ صابِرُ

أولَئِكَ أَعمامي وَوالِدِيَ الَّذي

حَمى جَنَباتِ المُلكِ وَالمُلكُ شاغِرُ

بِحَيثُ نِساءُ الغادِرينَ طَوالِقٌ

وَحَيثُ إِماءُ الناكِثينَ حَرائِرُ

لَهُ بِسُلَيمٍ وَقعَةٌ جاهِلِيَّةٌ

تُقِرُّ بِها فَيدٌ وَتَشهَدُ حاجِرُ

وَأَذكَت مَذاكيهِ بِسَرحٍ وَأَرضِها

مِنَ الضَربِ ناراً جَمرُها مُتَطايِرُ

شَفَت مِن عُقَيلٍ أَنفُساً شَفَّها السُرى

فَهَوَّمَ عَجلانٌ وَنَوَّمَ ساهِرُ

وَأَوَّلُ مَن شَدَّ المَجيدُ بِعَينِهِ

وَأَوَّلُ مَن قَدَّ الكَمِيُّ المُظاهِرُ

غَزا الرومَ لَم يَقصِد جَوانِبَ غِرَّةٍ

وَلا سَبَقَتهُ بِالمُرادِ النَذائِرُ

فَلَم تَرَ إِلّا فالِقاً هامَ فَيلَقٍ

وَبَحراً لَهُ تَحتَ العَجاجَةِ ماخِرُ

وَمُستَردَفاتٍ مِن نِساءٍ وَصِبيَةٍ

تَثَنّى عَلى أَكتافِهِنَّ الضَفائِرُ

بُنَيّاتُ أَملاكٍ أُتينَ فُجاءَةً

قُهِرنَ وَفي أَعناقِهِنَّ الجَواهِرُ

فَإِن تَمضِ أَشياخي فَلَم يَمضِ مَجدَها

وَلا دَثَرَت تِلكَ العُلى وَالمَآثِرُ

نَشيدُ كَما شادوا وَنَبني كَما بَنَوا

لَنا شَرَفٌ ماضٍ وَآخَرُ حاضِرُ

فَفينا لِدينِ اللَهِ عِزٌّ وَمَنعَةٌ

وَفينا لِدينِ اللَهِ سَيفٌ وَناصِرُ

فَآبَ بِأَسراها تُغَنّي كُبولَها

وَتِلكَ غَوانٍ مالَهُنَّ مَزاهِرُ

وَأَطلَقَها فَوضى عَلى مَرجِ قِلِّزٍ

حَوادِرَ في أَشباحِهِنَّ المَحاذِرُ

وَصَبَّ عَلى الأَتراكِ نِقمَةَ مُنعِمٍ

رَماهُ بِكُفرانِ الصَنيعَةِ غادِرُ

وَإِنَّ مَعاليهِ لَكُثرٌ غَوالِبٌ

وَإِنَّ أَياديهِ لَغُرٌّ غَرائِرُ

وَلَكِنَّ قَولي لَيسَ يَفضُلُ عَنفَتىً

عَلى كُلِّ قَولٍ مِن مَعاليهِ خاطِرُ

أَلا قُل لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ إِنَّني

عَلى كُلِّ شَيءٍ غَيرِ وَصفِكَ قادِرُ

فَلا تُلزَمَنّي خِطَّةً لا أُطيقُها

فَمَجدُكَ غَلّابٌ وَفَضلُكَ باهِرُ

وَلَو لَم يَكُن فَخري وَفَخرُكَ واحِداً

لَما سارَ عَنّي بِالمَدائِحِ سائِرُ

هُما وَأَميرُ المُؤمِنينَ مُشَرَّدٌ

أَجاراهُ لَمّا لَم يَجِد مَن يُجاوِرُ

وَرَدّاهُ حَتّى مَلَّكاهُ سَريرَهُ

بِعِشرينَ أَلفاً بَينَها المَوتُ سافِرُ

وَساسا أُمورَ المُسلِمينَ سِياسَةً

لَها اللَهُ وَالإِسلامُ وَالدينُ شاكِرُ

وَلَمّا طَغى عِلجُ العِراقِ اِبنُ رائِقٍ

شَفى مِنهُ لاطاغٍ وَلا مُتَكاثِرُ

إِذِ العَرَبُ العَرباءُ تَبني عِمادَهُ

وَمِنّا لَهُ طاوٍ عَلى الثَأرِ ذاكِرُ

أَذاقَ العَلاءَ التَغلِبِيَّ وَرَهطَهُ

عَواقِبَ ماجَرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَأَوطَأَ حِصنَي وَرتَنيسَ خُيولُهُ

وَقَبلَهُما لَم يَقرَعِ النَجمَ حافِرُ

وَلَكِنَّني لا أُغفِلُ القَولَ عَن فَتىً

أُساهِمُ في عَليائِهِ وَأُشاطِرُ

وَعَن ذِكرِ أَيّامٍ مَضَت وَمَواقِفٍ

مَكانِيَ مِنها بَيِّنُ الفَضلِ ظاهِرُ

مَساعٍ يَضِلُّ القَولُ فيهِنَّ جَهدُهُ

وَتُهلِكُ في أَوصافِهِنَّ الخَواطِرُ

بَناهُنَّ باني الثَغرِ وَالثَغرُ دارِسٌ

وَعامِرُ دينِ اللَهِ وَالدينُ داثِرُ

وَنازَلَ مِنهُ الدَيلَمِيَّ بِأَرزَنٍ

لَجوجٌ إِذا ناوى مَطولٌ مُصابِرُ

وَذَلَّت لَهُ بِالسَيفِ بَعدَ إِبائِها

مُلوكُ بَني الجَحّافِ تِلكَ المَساعِرُ

وَشَقَّ إِلى نَفسِ الدُمُستُقِ جَيشُهُ

بِأَرضِ سُلامٍ وَالقَنا مُتَشاجِرُ

سَقى أَسَناساً مِثلَهُ مِن دِمائِهِم

عَشِيَّةَ غَصَّت بِالقُلوبِ الحَناجِرُ

وَباتَ يُديرُ الرَأيَ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَذو الحَزمِ ناهيهِ وَذو العَزمِ آمِرُ

وَأَورَدَها أَعلى قَلونِيَّةَ اِمرُؤٌ

بَعيدُ مُغارِ الجَيشِ أَلوى مُخاطِرُ

وَساقَ نُمَيراً أَعنَفَ السَوقِ بِالقَنا

فَلَم يُمسِ شامِيٌّ وَلَم يُضحِ حادِرُ

وَناهَضَ أَهلَ الشامِ مِنهُ مُشَيَّعٌ

يُسايِرُهُ الإِقبالُ فيمَن يُسايِرُ

لَهُ وَعَلَيهِ وَقعَةٌ بَعدَ وَقعَةٍ

وَلودٌ بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ عاقِرُ

فَلا هُوَ فيما سَرَّهُ مُتَطاوِلٌ

وَلا هُوَ فيما سائَهُ مُتَقاصِرُ

فَلَمّا رَأى الإِخشيدُ ماقَد أَظَلَّهُ

تَلافاهُ يَثني غَربَهُ وَيُكاشِرُ

رَأى الصِهرَ وَالرُسلَ الَّذي هُوَ عاقِدٌ

يُنالُ بِهِ ما لاتَنالُ العَساكِرُ

وَأَوقَعَ في جُلباطَ بِالرومِ وَقعَةً

بِها العَمقُ وَاللُكّامُ وَالبُرجُ فاخِرُ

وَأَوطَأَها بَطنَ اللُقانِ وَظَهرَهُ

يَطَأنَ بِهِ القَتلى خِفافٌ خَوادِرُ

أَخَذنَ بِأَنفاسِ الدُمُستُقِ وَاِبنِهِ

وَعَبَّرنَ بِالتيجانِ مَن هُوَ عابِرُ

وَجُبنَ بِلادَ الرومِ سِتّينَ لَيلَةً

تُغاوِرُ مَلكَ الرومِ فيمَن تُغاوِرُ

تَخِرَّ لَنا تِلكَ المَعاقِلُ سُجَّداً

وَتَرمي لَنا بِالأَهلِ تِلكَ المَطامِرُ

وَما زالَ مِنّا جارَ شَرشَنَةَ اِمرُؤٌ

يُراوِحُها في غارَةٍ وَيُباكِرُ

وَلَمّا وَرَدنا الدَربَ وَالرومُ فَوقَهُ

وَقَدَّرَ قُسطَنطينُ أَن لَيسَ صادِرُ

ضَرَبنا بِها عُرضَ الفُراتِ كَأَنَّما

تَسيرُ بِنا تَحتَ السُروجِ جَزائِرُ

إِلى أَن وَرَدنا أَرقَنينَ نَسوقُها

وَقَد نَكَلَت أَعقابُها وَالمَحاضِرُ

وَمالَ بِها ذاتَ اليَمينِ لِمَرعَشٍ

مَجاهيدُ يَتلو الصابِرَ المُتَصابِرُ

فَلَمّا رَأَت جَيشَ الدُمُستُقِ راجَعَت

عَزائِمَها وَاِستَنهَضَتها البَصائِرُ

وَما زِلنَ يَحمِلنَ النُفوسَ عَلى الوَجى

إِلى أَن خُضِبنَ بِالدِماءِ الأَشاعِرُ

وَأُبنَ بِقُسطَنطينَ وَهوَ مُكَبَّلٌ

تَحُفُّ بَطاريقٌ بِهِ وَزَراوِرُ

وَوَلّى عَلى الرَسمِ الدُمُستُقُ هارِباً

وَفي وَجهِهِ عُذرٌ مِنَ السَيفِ عاذِرُ

فَدى نَفسَهُ بِاِبنٍ عَلَيهِ كَنَفسِهِ

وَلِلشِدَّةِ الصَمّاءِ تُقنى الذَخائِرُ

وَقَد يُقطَعُ العُضوُ النَفيسُ لِغَيرِهِ

وَتُدفَعُ بِالأَمرِ الكَبيرِ الكَبائِرُ

وَحَسبي بِها يَومَ الأَحَيدِبِ وَقعَةً

عَلى مِثلِها في العِزِّ تُثنى الخَناصِرُ

عَدَلنا بِها في قِسمَةِ المَوتِ بَينَهُم

وَلِلسَيفِ حُكمٌ في الكَتيبَةِ جائِرُ

إِذِ الشَيخُ لا يَلوي وَنَقفورُ مُجحِرٌ

وَفي القَيدِ أَلفٌ كَاللُيوثِ قَساوِرُ

وَلَم يَبقَ إِلّا صِهرُهُ وَاِبنُ بِنتِهِ

وَثَوَّرَ بِالباقينَ مَن هُوَ ثائِرُ

وَأَجلى إِلى الجَولانِ كَلباً وَطَيِّئً

وَأَقفَرَ عَجبٌ مِنهُمُ وَأَشاعِرُ

وَباتَت نِزارٌ يُقسِمُ الشامَ بَينَها

كَريمُ المُحَيّا لَوذَعِيُّ مُغاوِرُ

عَلاءَةُ كَلبٍ لِلضَبابِ عَلاءَةٌ

وَحاضِرُ طَيءٍ لِلجَعافِرِ حاضِرُ

وَأَنقَذَ مِن مَسِّ الحَديدِ وَثِقلِهِ

أَبا وائِلٍ وَالدَهرُ أَجدَعُ صاغِرُ

وَآبَ وَرَأسُ القَرمَطِيُّ أَمامَهُ

لَهُ جَسَدٌ مِن أَكعُبِ الرِمحِ ضامِرُ

وَقَد يَكبُرُ الخَطبُ اليَسيرُ وَتَجتَني

أَكابِرُ قَومٍ ماجَناهُ الأَصاغِرُ

كَما أَهلَكَت كَلباً غُواةُ جُناتِها

وَعَمَّ كِلاباً ما جَنَتهُ الجَعافِرُ

شَرَينا وَبِعنا بِالسُيوفِ نُفوسَهُم

وَنَحنُ أُناسٌ بِالسُيوفِ نُتاجِرُ

وَصُنّا نِساءً نَحنَ أَولى بِصَونِها

رَجَعنَ وَلَم تُكشَف لَهُنَّ سَتائِرُ

يُنادينَهُ وَالعيسُ تُزجى كَأَنَّها

عَلى شُرُفاتِ الرومِ نَخلٌ مُواقِرُ

أَلا إِنَّ مَن أَبقَيتَ ياخَيرَ مُنعِمٍ

عَبيدُكَ ماناحَ الحَمامُ السَواجِرُ

فَنَرجوكَ إِحساناً وَنَخشاكَ صَولَةً

لِأَنَّكَ جَبّارٌ وَأَنَّكَ جابِرُ

وَجَشَّمَها بَطنَ السَماوَةِ قائِظاً

وَقَد أوقِدَت نارَ السُمومِ الهَواجِرُ

فَيَطرُدُ كَعباً حَيثُ لاماءَ يُرتَجى

لِتَعلَمَ كَعبٌ أَيُّ قَرمٍ تُصابِرُ

وَيَطلُبُ كَعباً حَيثُ لا الإِثرُ يُقتَفى

لِتَعلَمَ كَعبٌ أَيَّ عودٍ تُكاسِرُ

فَجَعنا بِنِصفِ الجَيشِ جَونَةَ كُلَّها

وَأَرهَقَ جَرّاحٌ وَوَلّى مُغاوِرُ

أَبو الفَيضِ مارى الناسَ حَولاً مُجَرَّماً

وَكانَ لَهُ جَدٌّ مِنَ القَومِ مائِرُ

فَإِنّا وَإِيّاكُم ذُراها وَهامُها

إِذِ الناسُ أَعناقٌ لَها وَكَراكِرُ

فَإِنّا وَإِيّاكُم ذُراها وَهامُها

إِذِ الناسُ أَعناقٌ لَها وَكَراكِرُ

تَرى أَيَّنا لاقَيتَهُ مِن بَني أَبي

لَهُ حالِبٌ لايَستَفيقُ وَجازِرُ

وَكانَ أَخي إِن رامَ أَمراً بِنَفسِهِ

فَلا الخَوفُ مَوجودٌ وَلا العَجزُ حاضِرُ

وَكانَ أَخي إِن يَسعَ ساعٍ بِمَجدِهِ

فَلا المَوتُ مَحذورٌ وَلا السُمُّ ضائِرُ

فَإِن جَدَّ أَو لَفَّ الأُمورَ بِعَزمِهِ

فَقُل هُوَ مَوتورُ الحَشى وَهوَ واتِرُ

أَزالَ العِدى عَن أَردَبيلَ بِوَقعَةٍ

صَريعانِ فيها عاذِلٌ وَمُساوِرُ

وَجازَ أَراضي أَذرَبَيجانَ بِالقَنا

لِوادٍ إِلَيهِ المَرزُبانَ مُسافِرُ

وَناهَضَ مِنهُ الرَقَّتَينِ مُشَيَّعٌ

بَعيدُ المَدى عَبلُ الذِراعَينِ قاهِرُ

فَلَمّا اِستَقَرَّت بِالجَزيرَةِ خَيلُهُ

تَضَعضَعَ بادٍ بِالشَآمِ وَحاضِرُ

مَمالِكُها لِلبيضِ بيضِ سُيوفِنا

سَبايا وَهُنَّ لِلمُلوكِ مَهابِرُ

وَحَلَّ بِبالِيّا عُرى الجَيشِ كُلَّهُ

وَحُكَّمَ حَرّانَ وَمولاهُ داغِرُ

لَهُ يَومَ عَدلٍ مَوقِفٌ بَل مَواقِفٌ

رَدَدنا إِلَينا العِزَّ وَالعِزُّ نافِرُ

غَداةَ يُصَبُّ الجَيشَ مِن كُلِّ جانِبٍ

بَصيرٌ بِضَربِ الخَيلِ وَالجَيشِ ماهِرُ

بِكُلِّ حُسامٍ بَينَ حَدَّيهِ شُعلَةٌ

بِكَفِّ غُلامٍ حَشوُ دِرعَيهِ خادِرُ

عَلى كُلِّ طَيّارِ الضُلوعِ كَأَنَّهُ

إِذا اِنقَضَّ مِن عَلياءَ فَتخاءُ كاسِرُ

إِذا ذُكِرَت يَوماً غَطاريفُ وائِلٍ

فَنَحنُ أَعاليها وَنَحنُ الجَماهِرُ

وَمِنّا الفَتى يَحيى وَمِنّا اِبنُ عَمِّهِ

هُما ماهُما لِلعِزِّ سَمعٌ وَناظِرُ

لَهُ بِالهُمامِ اِبنِ المُعَمَّرِ فَتكَةٌ

وَفي السَيفُ فيها وَالرِماحُ غَوادِرُ

وَمِنّا أَبو اليَقظانِ مُنتاشَ خالِدٍ

وَمِنّا أَخوهُ الأُفعُوانُ المُساوِرُ

شَفى النَفسَ يَومَ الخالِدِيَّةِ بَعدَما

حَلَلنَ بِإِحدى جانِبَيهِ البَواتِرُ

وَمِنّا اِبنُ قَنّاصِ الفَوارِسِ أَحمَدٌ

غُلامٌ كَمِثلِ السَيفِ أَبلَجُ زاهِرُ

فَتىً حازَ أَسبابَ المَكارِمِ كُلَّها

وَما شَعِرَت مِنهُ الخُدودُ النَواضِرُ

وَمِنّا أَبو عَدنانَ سَيِّدُ قَومِهِ

وَمِنّا قَريعا العِزِّ جَبرٌ وَجابِرُ

فَهَذا الَّذي التاجَ المُعَصَّبَ قاتِلٌ

وَهَذا الَّذي البَيتَ المُمَنَّعَ آسِرُ

وَمِنّا الأَغَرَّ اِبنُ الأَغَرَّ مُهَلهَلٌ

خَليلِيَ إِن ذُمَّ الخَليلُ المُعاشِرُ

فَإِن أَدعُ في اللَأواءِ فَهوَ مُحارِبٌ

وَإِن أَسعَ لِلعَلياءِ فَهوَ مُظاهِرُ

وَلَمّا أَظَلَّ الخَوفُ دارَ رَبيعَةٍ

وَلَم يَبقَ إِلّا ماحَوَتهُ الحَفائِرُ

شَفى دائَها يَومَ الشُراةِ بِوَقعَةٍ

جُدودُ بَني شَيبانَ فيها العَواثِرُ

وَمِنّا عَلَيَّ فارِسُ الخَيلِ صِنوُهُ

عَلَيَّ اِبنُ نَصرٍ خَيرُ مَن زارَ زائِرُ

وَمِنّا الحُسَينُ القَرمُ مُشبِهُ جَدِّهِ

حَمى نَفسَهُ وَالجَيشُ لِلجَيشِ غامِرُ

لَنا في بَني عَمّي وَأَحياءِ إِخوَتي

عُلىً حَيثُ سارَ النَيِّرانِ سَوائِرُ

إِنَّهُمُ الساداتُ وَالغُرَرُ الَّتي

أَطولُ عَلى خَصمي بِها وَأُكاثِرُ

وَلَولا اِجتِنابي العَتبَ مِن غَيرِ مُنصِفٍ

لَما عَزَّني قَولٌ وَلا خانَ خاطِرُ

وَلا أَنا فيما قَد تَقَدَّمَ طالِبٌ

جَزاءَ وَلا فيما تَأَخَّرَ وازِرُ

يُسَرُّ صَديقي أَنَّ أَكثَرَ واصِفي

عَدُوّي وَإِن ساءَتهُ تِلكَ المَفاخِرُ

نَطَقتُ بِفَضلي وَاِمتَدَحتُ عَشيرَتي

وَما أَنا مَدّاحٌ وَلا أَنا شاعِرُ

وَهَل تَجحَدُ الشَمسُ المُنيرَةُ ضَوءُها

وَيُستَرُ نورُ البَدرِ وَالبَدرُ زاهِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لعل خيال العامرية زائر

قصيدة لعل خيال العامرية زائر لـ أبو فراس الحمداني وعدد أبياتها مئتان و ستة و عشرون.

عن أبو فراس الحمداني

أبو فِراس الحَمْداني، الحارثُ بن سعيد بن حمْدان التَّغلِبي الرَّبْعي، أميرٌ شاعرٌ فارِسٌ، وهو ابنُ عَمِّ سيفِ الدولة. كان الصاحبُ ابنُ عبَّادٍ يقولُ: «بُدئَ الشِّعرُ بمَلِكٍ وخُتِمَ بمَلِكٍ.» يعني: امرأَ القيسِ وأبا فِراسٍ. وله وقائعُ كثيرةٌ قاتلَ بها بين يدَي سيفِ الدَّولة. وكان سيفُ الدَّولةِ يحبُّه ويُجلُّه ويَستصحبُه في غزَواته، ويُقدِّمه على سائرِ قَومه. كان يَسكُن مَنْبِجَ (بين حلَبٍ والفُرات)، ويتنقَّلُ في بلاد الشَّام. وأسَرَتْه الرُّومُ في بعضِ وَقائعِها بمَنْبِجَ (سنة ٣٥١ه) وكان مُتقلِّدًا لها، فامتازَ شعرُه في الأسرِ برُوميَّاتِه، وماتَ قَتيلًا في صَدَد (على مقرَبة من حِمص)، قتلَه أحدُ أتباعِ أبي المعالي بنِ سيف الدَّولة، وكان أبو فراس خالَ أبي المعالي وبينَهُما تنافسٌ.

مولِدُه سنة عشرين وثلاثمائة – ووفاتُه سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة هجرية.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي