لعل لها مع النسرين سرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لعل لها مع النسرين سرا لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة لعل لها مع النسرين سرا لـ مهيار الديلمي

لعلَّ لها مع النَّسريْن سِرَّاً

فدعها طائراتٍ أن تَمُرَّا

ركائب واثقين من الأماني

وأظهُرِها بما قتلَتْه خُبْرا

تلوح خواطفاً فتظُنُّ أمراً

بها في السير وهي تُريد أمرا

سواءٌ عند أعينها سِراراً

قطعنَ الشهرَ أو سايرن بدرا

ولولا أن يخضن مع الدرارِي

سوادَ الليل لم يُخْلَقنَ حُمرا

يُحَطُّ المَيْسُ منها عن جُنوبٍ

محلَّقَةٍ وكنَّ رحَلنَ شُعْرَا

إذا أرسِلنَ في الحاجات خَطْباً

حَبَوْنَك ثيِّباً منها وبِكرا

يَكُنَّ إلى فَوارِكها شفيعاً

يُقرُّ نِفارَها ويكُنَّ مَهْرا

وراءَ العزّ نطلبُهُ فإما

وصلنا أو بلغنا فيه عُذرا

وماء تُحبَسُ الأنفاسُ منه

وتُستشرَى به اللَّهَوَاتُ حَرَّا

وردت مع القطا الكُدريِّ منه

أَجُوناً من بقايا الصَّيف كَدْرا

أسيغُ شرابهُ المكروهَ حلواً

إذا قايستُهُ بالذلِّ مُرَّا

وبيتِ قِرىً تشرَّف ساكنوه

يَفاعاً يَقسِرون العيشَ قَسْرا

نزلتُ به وفيه غِنىً لقوم

وسرتُ بجودهم وتركتُ فَقرا

وكالمُهَراتِ في فَتَياتِ حيٍّ

حَكيْنَ رماحَه فخطَرنَ سُمرا

يُردن الخيرَ إلا أنَّ قولاً

يُظِنُّ المستريبَ بهنَّ شَرَّا

خلوتُ بنومهنَّ فلم أوسِّدْ

يدِي جنباً ولا جنبيَّ نُكْرا

ورحتُ وقد ملاتُ الودَّ عيناً

بما أودعتُها وملأتُ صدرا

وقافيةٍ على الراوي لَجوجٍ

خدعتُ نِفارَها حتى استَقرَّا

تموتُ بموتِ قائلها القوافي

وتبقَى لي وللممدوحِ ذِكْرا

فصُحتُ ليعرُبٍ فيها كأنّي

عَجُمتُ ببابلٍ فنَفَثْتُ سِحْرا

طلبتُ لها من الفتيان فَذَّاً

يكون لِعقدها المنظومِ نَحرا

فلم يَعْدُ ابنَ أيّوبَ اختياري

وقد عمَّقتُ في ذا الناسِ سَبْرا

وما طوَّفت في الآفاق إلا

وجدتُك أنتَ أينَ طلبتُ حُرّا

جنَبتُ بك الهوى كهلاً كأني

جنبتُ يدِي الشبابَ المسبَكرَّا

وعلَّقتُ المودّةَ منك كفِّي

على زِلقٍ متينِ الفتلِ شَزْرا

دعوتُك والحوادثُ ذاهباتٌ

بسَرحِ تصوُّني طرداً وطَرَّا

وقد طَلَقَتْ بناتُ الصبرِ منّي

كأني لم أكن للصّبر صِهرا

فكنتَ أخي هوىً وأَبى حُنُوَّاً

ونفسي نُصرةً وبُنيَّ بِرَّا

حملتَ حمالةَ الأيّامِ عنّي

قُلُوصاً فكَّني منها وكَرَّا

مغارمُ أَشكَلَتْ أقضَيْتَ حقَّ ال

مودّةِ أم قضَيْتَ بهنَّ نَذْرا

أشرتُ إلى يديك فصُبتَ عفواً

وقد أتعبت أيدي المزن غَفْرا

ولما ثَلَّمت منّي الليالي

أريتُك خَلَّةً فسددتَ عَشْرا

مَكارمُ لم تُسابَقْ في مداها

وقد حَرصَتْ عليها الرِيحُ حَصْرا

وأخلاقٌ صفت من كلِّ غِشٍّ

سكرتُ بها وما عوطيت خمرا

ملكتَ حسابَها إرثاً حلالاً

فصرنَ لديك حقَّاً مستَقرَّا

أباً فأباً من الأعلام فيها

نعدّهُمُ إليك هلمَّ جرَّا

لَعَمْرُ الحاسديك وهل يُبَقِّي

لهم حَسَدُ الكمالِ عليك عَمْرا

لقد ليموا بما نقموا وإني

لأوسعُهم بما حسدوك عُذرا

أقِلْني العجزَ إن قَصَّرتُ وصفاً

لِما أوليتَ أو قَصَّرتُ شكرا

فإنَّ عليّ جَهْدَ الفكرِ قولاً

وليس عليَّ عند الغيثِ قَطْرا

على أنّ القوافي الغُرَّ عني

كوافلُ بالذي أَرضَى وسَرَّا

تروح عليك أو تغدو التهاني

بهنّ حوافلَ الأخلافِ غُزْرا

إذا مَطَرَتْ ترى الأحسابَ بيضاً

بما يُثنِينَ والأعراضَ خُضْرا

كأن لطيمةً منها أُنيختْ

ببابك فارتدعْ ما شئتَ عِطرا

تعدّ الدهرَ نيروزاً وعيداً

وصوماً راجعاً أبداً وفِطرا

فتصحَبُه بأنفذَ منه أمراً

على الدنيا وأطولَ فيه عُمرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لعل لها مع النسرين سرا

قصيدة لعل لها مع النسرين سرا لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي