لعمرك ما يثني الركاب تربص

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لعمرك ما يثني الركاب تربص لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة لعمرك ما يثني الركاب تربص لـ ابن فركون

لَعمركَ ما يَثْني الرِّكابَ ترَبُّصُ

وشمسُ سُراها من دُجى البيدِ تخلُصُ

سرَتْ وبُدورُ الأوجُهِ الغُرّ فوقَها

لها من سِرارِ البُعْدِ للقُرْبِ مَخْلَصُ

تقولُ وقد رابَ الشّحوبُ وجوهَها

هلِ الذّهبُ الإبريزُ إلا المخلَّصُ

رحَلْنا بها طوْعَ النّوَى نقطَعُ الفَلا

وشرْعَتُها طوْعَ المُقامِ تُرَخّصُ

وجاءَتْ لمعْنَى الجمْعِ أحْرُفُ سيْرها

وليسَ ذُنوبٌ عندَها فتُمَحَّصُ

وقد ظنّتِ البيداءَ روضاً مُفوَّفاً

يُغنّي الصّدَى من جانبَيْها فترقُصُ

فَيا طالِباً في الرّكْبِ أيسَرَ لحظةٍ

عُموماً ومعنَى القصْدِ فيها مُخَصَّصُ

ألمْ يانِ للشّخصِ الذي خفِيَ اسمُهُ

عنِ الوهْمِ أن يرْعاكَ والركْبُ يشخصُ

سَل القومَ عنهُ والهَوى حيثُ أصبحتْ

جِيادُ أمانيهِ تَخُبُّ وتَقْلُصُ

تَؤمُّ سُراها والصّبابةُ خلْفَها

فتَسْري بجسْمٍ قلْبُهُ متربِّصُ

إن استيْأسوا من وُدّهِ طوعَ بُعْدِهِ

فقدْ خلَصوا منهُ نجيّاً وأخلَصوا

فللهِ كمْ وجْناءَ خفّتْ بمُثْقَلٍ

عَلا متْنَها طاوِي الحشا منهُ أخمَصُ

عزيزٌ علَيْها أن تَرى أربُعَ الهَوى

وأطْلالُها للوحْشِ والطّيْرِ مَفْحَصُ

وآثارُها تُخْفي مواقعَ أدمُعٍ

تُهينُ مَصونَ الدّرِّ منها وتُرْخِصُ

كأنّ الذي مالتْ بهِ سِنَةُ الكَرى

لدى أخرَياتِ الليْلِ في الرّحْلِ أوْقَصُ

كأنّ نجومَ الأفْقِ أزْهارُ دوحةٍ

على قَطْفِها باتَتْ يدُ الفجْرِ تحْرصُ

كأنّ ظلامَ الليلِ فيه غدائِرٌ

تُلاثُ على هامِ النّجومِ وتُعْقَصُ

كأنّ الضُحى إذ طالَ ليْلي مُغْرَمٌ

كمثلي يُرَجّي القُرْبَ والقرْبُ مُعْوِصُ

كأنّ السُّرى للمُلتَقَى ظِلُّ داجِرٍ

إذا طلعَتْ شمْسُ الضّحَى يتقلّصُ

كأنّ توانيها نسيبٌ وحثُّها

لمَدْحِ الإمامِ اليوسُفيّ تخَلُّصُ

فإنّ سَحابَ الأفْقِ والغيثُ مُسْبَلٌ

لمجموع جودٍ من نَداهُ ملَخَّصُ

تؤمّلُهُ الأمْلاكُ مَثْنَىً ومَوْحَداً

وقد محَضوا فضْلَ الوِدادِ وأخْلَصوا

فتوسِعُهُمْ طَوْلاً خِلافَتُك التي

لها الفضْلُ أجْلى والمودةُ أخْلَصُ

لقد لاذَ مَن آوَى لخدمةِ يوسُفٍ

بجانبِ عزٍّ لم يرُعْهُ تنَقُّصُ

وهذي بلادُ الغرْبِ مادَتْ بأهْلِها

فباسِطُ أمْنٍ عندَها ومُقلِّصُ

أترجو أماناً منْ سواكَ وإنّهُ

لأبعَدُ من نيْلِ النّجومِ وأعْوَصُ

ومَن أمّل العُقْبَى لديكَ فضدّهُ

يُرَدُّ على الأعقابِ منهُ ويُنْكَصُ

وظنّ الذي ناواكَ لا درَّ درُّهُ

بأنّ لذيذَ العيشِ لا يتنغّصُ

فلا أفْقَ إلا جَوّهُ متغيّمٌ

ولا دوْحَ إلا ظلُّهُ متقَلّصُ

لأقدَمَ حتّى ما لَهُ عنك مهْرَبٌ

وأحْجَمَ حتّى ما لهُ منكَ مخْلَصُ

ومنزِلِ عزٍّ جئتَهُ فخِلالُهُ

مجالٌ لأفْراسِ الجهادِ ومقْنَصُ

فكمْ قَنَصٍ مدّ الخُطا مُترامياً

إذا ما رَمى لمْ يُخْطِه المُتقنّصُ

وكم جارحٍ يستقْبِلُ الطّيرَ جارحاً

إذا وثبَتْ في جوّها يتغمّصُ

لهُ عوْدَةٌ بعْدَ النّزوعِ فإنّه

أبيٌّ وفيٌّ للمودّةِ مُخلصُ

يمُدّ جناحَيْ عزْمِهِ وهْوَ مُعْجَبٌ

بعِطْفَيْه شَتْنُ الكفِّ أفتَخُ أقبَصُ

لعيْنيهِ في جوّ السّماءِ تقلُّبٌ

بهِ لظِلالِ الأمْنِ عنْها تقلُّصُ

وتنْحَطّ أحياناً إلى الأرضِ يرْتَجي

نجاةً فيَثْنيها الجَوادُ المُقلِّصُ

وذو أرْبَعٍ لا تخْتَفي عنه كلّما

يفتّشُ عنها في الرّوابي ويفْحَصُ

وطِرْفٌ يفوقُ الطَّرْفَ سبْقاً إذا ارتَمى

ترَى عينَهُ قبْلاء في الرّوعِ تشْخَصُ

أغَرُّ بعيدُ الخطْوِ يُنْمَى للاحِقٍ

لهُ في المَدى جِدٌّ وجيدٌ مُنَصَّصُ

يُجيلُ الإمامُ المرْتَضى منهُ سابقاً

له مُطرِبٌ من ذِكْرِ عُلْياهُ مُرْقِصُ

فمَن مثلُهُ والأنجُمُ الزُهْرُ دونَه

إذا ما عَلا أفْق العُلى منه أخمَصُ

وإن عُدّ آل المُلْكِ صيتاً ورفْعةً

وجُوداً يعمُّ المجْتَدي ويُخصّصُ

فإنّ وليّ العهْدِ أرفَعُ مظْهَراً

فليسَ على نيْلِ العُلى منهُ أحْرَصُ

هِلالٌ بأفْقِ المُلْكِ راقَ فَنُورُه

يَزيدُ كَمالاً والأهلةُ تنقُصُ

أتى فتلقّتْهُ الوُفودُ وفوقَها

ظِلال من الآلاءِ لا تتقلّصُ

وسُرّوا فما صفْوُ الحياةِ مكدَّرٌ

لدَيهِمْ ولا العيشُ الهنيُّ منغّصُ

فهُنّئْتَ أن وافَيتَ حضرتَكَ التي

لدين الهُدَى فيها البِناءُ المرصّصُ

وهُنِّئَتِ الدنيا قُدوماً غدَتْ لهُ

تحرّكُ عِطفَيْها سُروراً وتُرْعِصُ

ودونَ إمامِ الهَدْي منْها قلادةً

يَروقُك منْها الجوهَرُ المتخلِّصُ

أتَتْكَ على قُرْبِ المَدى عربيّةً

لَبيدٌ بَليدٌ عنْ حُلاها وأحْوَصُ

فأعْلَيْتَ منها القدْرَ وهْو مخفَّضٌ

وأغْلَيْتَ منها السّوْمَ وهْو مُرَخَّصُ

فلا زالتِ الدّنيا تُخلّدُ ذِكْرَ ما

تُجيرُ به منْ خَطْبِها وتُخَلِّصُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لعمرك ما يثني الركاب تربص

قصيدة لعمرك ما يثني الركاب تربص لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي