لعمري وما عمري على بهين
أبيات قصيدة لعمري وما عمري على بهين لـ السلطان الخطاب

لَعْمري وما عمري علىَّ بهَيِّنٍ
لقد صَدَّقَتني في المواعيد هاشِمُ
ولَبًّتْ نِدائي شَيْبُها وشَبابُها
وَفاءً بما كانت عليه اللوازِمُ
ولم تُولِني السَّمْعَ الأَصَمَّ تَناوما
كما يفعل المُسْتَوْسِنُ المُتَناومُ
ولكنَّها سارَتْ بأَرْعَن حَشْوُهُ
جِيادٌ وأَرْماحٌ وبيضٌ صوارِمُ
وصِيدٌ من الشُّمِّ الأَنوف ضَراغِمٌ
تَواضَعُ من خَوْفٍ لهنَّ الضراغِمُ
فمن مُبْلِغٌ منِّي مقالةَ ناصِحٍ
من الله لم يُشْرَجْ عليهِ الحيازِمُ
وذلك أَنَّ الشُّمَّ من آل هاشِمٍ
أَتَتْك ببَحْرٍ مَوجُهُ مُتَلاطِمُ
أَغَرَّك إِغضاءُ ابْنِ يحيى على القَذَى
مِراراً ولم يفتح لك الطَّرْفَ غانِمُ
وخَلفَ سليمان الغَطارِيف بينها
وكلٌّ لكلٍّ بالمَلاحَةِ قائِمُ
فسُمْتُهُمُ سَوْمَ الذليل وإنَّهم
اُسُودُ شَريً عند اللِّقاءِ ضراغِمُ
فلمّا رَأَتْ ما أَنت فيه تَأَلَّيَتْ
وزالتْ حُقودٌ بينها وسخائِمُ
وأَلْقَتْ مَقاليِدَ الأُمور بأَسْرِها
إلى مَلِكٍ منها له السَّعْدُ خادِمُ
فسَارَ بها ماضي العزيمة ماجِدٌ
تَساوَي المَواضي عنده والعزائِمُ
على كلّ يَعْبُوبٍ من الخَيْلٍ شازبٍ
كِرامٍ عليهنًّ الأُباةُ الأَكارمُ
أَثَرْتَ حَماياها عليك وقد مَضَتْ
زمانٌ وكلٌّ للحميّة كاتِمُ
وكُنْتَ كذات الظِّلفِ تَبْعَثُ حَتْفَها
من التُّرْبِ حتَّى حَدَّها منه صارِمُ
فدُونَك ما أَضْرَمْتَ فَاصْطَلِ حَرَّهُ
فها هو وَقَّادٌ من الحرب جاحِمُ
أَمن بعد ما أَلْوَتْ بغانِم قَوْمُهُ
كما يلبس الخمس البنان قوائِمُ
تُحاولُ منه اليومَ منه ومنهمُ
نجاةً وما منهم لك اليومَ عاصِمُ
أَتاك أَبو الغارات يَدْلِفُ غاضِباً
لأَصْهاره والصِّهْرُ للصِّهْرِ لازِمُ
فَتَكت ببعضٍ ثمّ شَرَّدْتَ بعضَهم
وبعضٌ سجينٌ جَلفَ دارك ساحِمُ
وخُنتَهُمُ في أَمْرهم وَاغَتصَبْتَهم
وأَنت لهم في كلّ ذلك ظالِمُ
فجاءَ مُفيدا آل فاتِك نُصْرَةً
سَقَتْ قَبْرَهُ في جَنْبِ حلّ الغمائِمُ
يَفُكُّهُمُ من ضِيقِ أَسْرك ناقِماً
بثأْرهمُ والحُرُّ للثأْرِ ناقِمُ
ويُلبِسُهم من مُلْكِهم ما لَبِسْتَهُ
على الكلّ منهم فَهْوَ عُرْيان واجِمُ
تظلُّ قرير العين فيه مُنَعَّماً
وأَبناؤهم تَدْمَي لهنَّ الأَباهِمُ
ولم تَرْضَ حتَّى سُمْتَ مُفلِحَ خِطَّةً
وأَحمدَ ليست ترتضيها البهائِمُ
فعافا لِباسَ الذُّلِّ واسْتَقبَحا الذي
فَعَلتَ وكلٌّ منهما لك لائِمُ
سَمَتْ بهما عن مَرْتَعِ العار أَنفُسٌ
دَنَتْ عن معاليها النجومُ العواتِمُ
وقد أَجْمَعَتْ من شامِها ويَمانِها
عليك جميعاً عُرْبُها والأَعاجِمُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة لعمري وما عمري على بهين
قصيدة لعمري وما عمري على بهين لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها ثلاثون.
عن السلطان الخطاب
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب