لقد أبصرت عيني رجالا تبرقعوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقد أبصرت عيني رجالا تبرقعوا لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة لقد أبصرت عيني رجالا تبرقعوا لـ محي الدين بن عربي

لقد أبصرتْ عيني رجالاً تبرقعوا

ولوحسروا ضجَّتْ على أرضها السما

فمن سالكٍ نهجَ الطريقِ مسافر

إلى سَفَرٍ يسمو وفي الغيبِ ما سما

من واصلٍ سرَّ الحقيقةِ صامت

ولو نطق المسكين عجزه الورى

ومن قائمٍ بالحال في بيت مقدسٍ

فلا نفسه تظمأ ولا سرُّه ارتوى

ومن واقفٍ للخلق عند مقامه

ومنزله في الغيب منزلةُ الاسا

ومن ظاهرٍ وسط المكانِ مبرِّز

له حكمة تسمو على كلِّ مستمى

ومن شاطحٍ لم يلتفتْ لحقيقةٍ

قد أنزله دعواه منزلةَ الهبا

ومن نيِّراتٍ في القلوبِ طوالع

تدل على المعنى ومن يتصل يرى

ومن عاشقٍ سرَّ الذهاب متيمٍ

قد أنحله الشوقُ المبرِّحُ والجوى

وصاحبُ أنفاسٍ تراه مسلطاً

على نارِ أشواقٍ بها قلبه اكتوى

ومن كاتمٍ للسرّ يظهر ضدَّه

عليه لطلاَّبِ المشاهدِ بالتقى

ومن فاضلٍ والفضلُ حَقٌ وجودُه

ولكنَّ ما يرجوه في راحةِ الندى

ومن سيِّدٍ أمسى أديبَ زمانه

يقابلُ من يلقاه من حيثُ ما جرى

ومن ماهرٍ حاز الرياضةَ واعتلى

فصار ينادي بالأسنةِ واللهى

ومن محتمل بالصفات التي حدا

بأجسادها عادى المنية للبلى

ومن متحلٍّ طالب الأنس بالذي

تأزَّر بالجسمِ الترابيّ وارتدى

ومستيقظٍ بالانزعاجِ لعلة

أصابته مطروحاً على فرش العمى

فقامَ له سرُّ التجلِّي بقلبه

فلم يفنَ في الغير الدنيّ ولا الدنا

ومن شاهد للحق بالحقِّ قائم

له همته تفني الزوائد والفنا

ومن كاشفٍ وهم الأتم حقيقته

ولولا أبو العباسِ ما انصرفَ القضا

ومن حائرٍ قد حيّرته لوائحُ

تقولُ له قد أفلح اليومَ مَن رقى

ومن شاربٍ حتى القيامة ما ارتوى

ومن ذائقٍ لم يدرِ ما لذةُ الطَّوى

ومن عزمةِ والمكرُ فيها مضمن

ومن اصطلامٍ حلَّ في مُضمر الحشى

ومن واجدٍ قد قام من متواجد

فأبدى له الوجدُ الوجود وما زها

ومن ساترٍ علماً وهو إشارة

إلى عارفٍ فوقَ الأقاويلِ والحجى

ومن ناشر يوماً جناحَ يقينه

يطيرُ ويسري في الهواء بلا هوى

ومن باسطٍ كفَّيه وهي بخيلةٌ

ولولا وجودُ البخلِ ما مدح الندى

وصاحبِ أنسٍ لم يزل ذا مهابةٍ

وصاحبِ محوٍ عن نسيمٍ قد انبرى

وصاحبِ إثباتٍ عظيمٍ جلالُه

تتوَّجَ بالجوزاءِ وانتعلَ السُّهى

شرح ومعاني كلمات قصيدة لقد أبصرت عيني رجالا تبرقعوا

قصيدة لقد أبصرت عيني رجالا تبرقعوا لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي