لقد جرحوا سعدا وفي شخصه الشعبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقد جرحوا سعدا وفي شخصه الشعبا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لقد جرحوا سعدا وفي شخصه الشعبا لـ جميل صدقي الزهاوي

لَقَد جرحوا سعداً وفي شخصه الشعبا

على غرة منه فما أَكبر الذنبا

أَيطعن مصراً في صميم فؤادها

أناس إلى مصر يمتّون بالقربى

ورب شباب كان سعد يميزها

فكان لها سلماً وكانت له حربا

أَصابَت يد سوداء سعداً بطلقة

فسحقاً لها سحقاً وتباً لها تبا

أَسعداً وسعدٌ قلب مصر جميعها

لَقَد جرحوا من مصر في جرحه القلبا

أصابت على الأشهاد في رائع الضحى

ذراعاً بها سعد عن الحق قد ذبا

فأفظع بما قد أوقعت من جريمة

لها الشعب مستاء ومصر لها غضبى

وطار يقل البرق أنباء شره

فَما طارَ حتى أقلق الشرقَ والغربا

فَلِلَّه والأوطان والحق والهدى

دم سال من جرحيه يخضبه خضبا

أَلا ثكلت وغد الجريمة أمُّه

فأية نار في قلوب المنى شبا

كذلك يلقي الطيش في الغاب جذوة

وَلَيسَ يبالى يابساً كان أم رطبا

لَقَد خرقت منه الرصاصة ساعداً

لسعد طويلاً ثم صدراً له رحبا

أصاب بها ثدياً له بعد ساعد

يريد لروح منه قد كبرت سلبا

ولكن سلام اللَه حاط حياته

فَلَم يقض سعد نحبه لا قضى نحبا

وَقَد كان بعد الجرح والجرح فائر

يُقابل جلداً بابتساماته الصحبا

فقد حس رعباً مَن جنى إذ أصابه

وَما حس سعد من إصابته رعبا

فأعزز بروح جأشه ظل رابطاً

وأعزز بزاكي ذلك الدم منصبا

لَقَد جاء أمراً منكراً باعتدائه

كأَنْ لَم يكن في صدره قلبه قلبا

كأن الفَتى لا بارك اللَه في الفَتى

قد اعتاض عن قلب له حجراً صلبا

وَلَو شاء سعد مزق الشعب لحمه

ولكنَّ سعداً قلبه راحمٌ يأبى

وإنك يا عبد اللطيف لشقوة

ركبت بما قد جئته مركباً صعبا

أَلما شكت مصر جراحاً أَتيتها

بجرح جديد زاد كربتها كربا

وإنك يا عبد اللطيف تزيدها

على ما تعاني من خطوب لها خطبا

أَردت اغتيالا لِلَّذي لم تكن رأت

له مصر إلا أَن يرى فوزها إربا

خسرت بما قد جئت داريك فاسقاً

فَليسَ لك الدنيا وليس لك العُقبى

لمصر بسعد كل يوم صبابة

كَما كانَ سعد كل يوم بها صبا

فَما ساس سعد مصر حتى تقدمت

وحتى مشت نحو الرقيِّ به وثبا

وَقَد أَعجبت مصراً وزارة سعدها

بما جعلت أمر الدفاع لها دأبا

وقد فرح الأحزاب من صحة به

فهنَّأ حزب بالسلام له حزبا

تجمع حشد من بني مصر ثائر

وقد ملأ الحشد الميادين والدربا

فمرَّ بمستشفى أَخي الطب رامزٍ

يقبِّل جدرانَ المحلةِ والتُربا

وأنحى على الأقدار يكثر عتبه

ولكنما الأقدار لا تسمع العتبا

إلى أَن أَتى سعداً شفاء وإنني

لأحمد من قَلبي الجراحة والطبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لقد جرحوا سعدا وفي شخصه الشعبا

قصيدة لقد جرحوا سعدا وفي شخصه الشعبا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي