لقد سافرت في الأرض هذي الجوائب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقد سافرت في الأرض هذي الجوائب لـ أحمد فارس الشدياق

اقتباس من قصيدة لقد سافرت في الأرض هذي الجوائب لـ أحمد فارس الشدياق

لقد سافرت في الأرض هذي الجوائب

وجابت بلادا لم تجبها الركائب

وحيت جميع الناس بالبشر واحتفت

بهم فتلقاها حسود وعائب

وشانوا لبعد الغور منها نظامها

وليس لبعد ما تشان الكواكب

وقد كشفت عن كل معنى نقابه

فلم تلف من عن معدن الحسن ناقب

ولو ابصر الرآى مبادئ قصدها

لبانت له فيما يروى العواقب

يريدون منها الهزل والجدد أبها

واصعب شيء ان تحول النقائب

ولم يرضهم منها رزانة طبعها

على خفة في جرمها ومناقب

فما منهم الا لهم اليوم ناصب

عداوة ذي حقد ولاح مشاغب

عجبت لنور اطفأته مشارق

على أنه قد ازهرته المغارب

ايعرض عنها العرب وهي تؤمهم

وفيها فريق العجم اجمع راغب

وقد كنت ارجو ان في الشرق نورها

لمن شاقه علم العوالم ثاقب

وان يعجب النقاد منها رغائب

نفائس في كل الفنون غرائب

واني متى افرغ لها الجهد تمتلئ

لدى عياب حقبة وحقائب

فآلت مناي اليوم آلا لطامع

وعز على الظمآن منها مشارب

وصارت حروفي فوق سؤلي براقعا

ومن بعضها في جلب لومي عقارب

فما كان لي في السعي الا متارب

وكم راتب تسعى اليه المراتب

ورب امرء انضى الركاب لمطلب

فآل الى شر الحفا وهو خائب

كذا هي ايامي كما قال قائل

عجائب حتى ليس فيها عجائب

لقد شئت امرا فيه برزت شائيا

فعيب لدى شائي المعيب يؤارب

وليس عجيبا ان تعاب مشيئة

ولكن عجيب ان تشاء المعايب

رضيت باني اسهر الليل كله

ومالي انيس فيه الا الغياهب

على ان يقول الناس اذ تسفر الضحى

لنعم بشير الخير فينا الجوائب

الا ان بعض القول يشفى من الجوى

ومن بعضه تذكو حروب حوارب

وليس بلاحي الذي هو حاضر

ولكن لاحى الذي هو غائب

ولو انني خاطبته دون ساعة

لاسكته دهرا ولي منه تائب

اذا كان رب البيت ادرى بما به

فاني ادرى بالذي انا كاتب

ومن فاته التعريب لم يدر ما العنا

ولم يصل نار الحرب الا المحارب

ارى الف معنى ما له من مجانس

لدينا والفا ما له ما يناسب

والفا من الالفاظ دون مرادف

وفصلا مكان الوصل والوصل واجب

واسلوب ايجاز اذ الحال تقتضي

اساليب اطناب لتوعي المطالب

وعكس الذي قد مر أكثر فاتئد

الا ايهاذا اللائمي والمعاتب

فيا ليت قومي يعلمون بانني

على نكد التعريب جدى ذاهب

واني مع جهد البلاء مثابر

على خدمة يرضونها ومواظب

اذا لاراحوني من العذل سبة

فاوقن ان الفوز سعيي يصاحب

والا فمالي في الجوائب بغية

وما انا ممن تطيبه المتاعب

شرح ومعاني كلمات قصيدة لقد سافرت في الأرض هذي الجوائب

قصيدة لقد سافرت في الأرض هذي الجوائب لـ أحمد فارس الشدياق وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن أحمد فارس الشدياق

أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و (سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و (الواسطة فى أحوال مالطة- ط) ، و (كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط) ، و (الجاسوس على القاموس) ، و (ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.[١]

تعريف أحمد فارس الشدياق في ويكيبيديا

أحمد فارس الشدياق (1804-1887)، هو أحمد فارس بن يوسف بن يعقوب بن منصوربن جعفر شقيق بطرس الملقب بالشدياق بن المقدم رعد بن المقدم خاطر الحصروني الماروني من أوائل الأفذاذ الذين اضطلعوا برسالة التثقيف والتوجيه والتنوير والإصلاح في القرن التاسع عشر غير أن معظم الدراسات التي تناولته عنيت بالجانب اللغوي والأدبي وأهملت الجانب الإصلاحي ولم ينل ما ناله معاصروه من الاهتمام من أمثال ناصيف اليازجي (1800-1871) ورفاعة الطهطاوي (1801-1873) وعبد القادر الجزائري (1807-1883). بالرغم من كونه واحدا من أبرز المساهمين في مسار الأدب العربي ومن أسبقهم. ماروني بالولادة، وتحول أكثر من مرة في أكثر من طائفة في المسيحية إلى أن استقر على الإسلام. عاش في إنجلترا ومالطا ورحل أيضا إلى فرنسا. يعد أحمد فارس الشدياق أحد أهم الإصلاحيين العرب في عهد محمد على وله منهجه الإصلاحي الخفي الذي يبدو فيه أنه فضل التورية والترميز على التصريح والإشهار وذلك لما كان يحويه منهجه من انتقادات لاذعة للقيادات الرجعية ولخوفه من أن يدان من قبلها أو تحرق أعماله ويظهر هذا في كتابه (الساق على الساق فيما هو الفارياق) والذي يعد بمثابة الرواية العربية الأولى على الإطلاق. صحفي لبناني كان يصدر صحيفة الجوائب (1881 م - 1884) في إسطنبول. من ألمع الرحالة العرب الذين سافروا إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر. كان الكاتب والصحفي واللغوي والمترجم الذي أصدر أول صحيفة عربية مستقلة بعنوان الجوائب مثقفاً لامعاً وعقلاً صدامياً مناوشاً أيضاً.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي