لقد نعتك على بعد لي الصحف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقد نعتك على بعد لي الصحف لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لقد نعتك على بعد لي الصحف لـ جميل صدقي الزهاوي

لَقَد نعتك عَلى بعد لي الصحفُ

فَبت من شدة الأشجان أرتجفُ

لَم يبد حينئذ مني عَلى جلدي

إلا وجوم وإلا أَدمعٌ تكف

لَقَد أَصابَت وليَّ الدين كارثة

أَودت به وَكَذاك الشمس تنكسف

أَرى الدواوين بعد اليوم ناقصة

تعوزها كلمات منك تقتطف

كَم من وجوه تَرى في مصر شاحبة

لرزئها وَقُلوب للأسى تجف

قالوا وَلي يُراعي الوقت ملتزماً

وَالحزم ذلك يأَتيه الألى حصفوا

هب ذاكَ عيباً تشين الحرَّ قالتُهُ

فأي شمس أَضاءَت ما بها كلف

أتعبت نفسك في الإصلاح مجتهداً

بما كتبت وأنت الناحل الدنف

حتى مرضت فبت اللَيل مشتكياً

من طول إظلامه وَاللَيل منتصف

وإن داءك من بعد اِستحالته

أعيا الأطباء في مصر كَما اِعترَفوا

واِشتد من غير إنذارٍ فمت به

كَذَلِكَ الغصن بالنكباء ينقصف

وَرب داء عياء لا دواء له

يأَتي المَريض عَلى أَعقابه التلف

ما كانَ أعدله لَو كانَ يمهله

لكنما الموت في الأحكام معتسف

كانَ الجَدير به إبقاء جذوته

إذ لَيسَ في نشر أنوار الهدى سرف

ما كُنتُ أَجهَل مذ شق الهدى بصرى

أنَّ الَّذي هُوَ ماش للونى يقف

وَللحياة نواميس ملازمة

وَيل لِمَن هُوَ عنها كانَ ينحرف

كل امرئٍ واقف منها عَلى جرف

وَسَوفَ ينهار في يوم به الجرف

يسوؤني أن داراً أَنتَ نازلها

ما إن لها فسحة تَكفي وَلا غرف

ما أكبر الحزن في قلب امرئٍ كلف

شطت بمن هُوَ يَهواهم نوى قذف

ما جاءَ وصف وَليٍّ في مصاحبة

إلا وَفضل وليٍّ فوق ما وصفوا

قابلته في فروق لَيلَةً وَلَقَد

رأَيت فيه أديباً كله طرف

أَبقَت مُقابلتي إياه حينئذٍ

ذِكرى له في فؤادي لَيسَ تنصرف

وَلست أنسى انتصارات له صدقت

في محنَتي بل أنا بالفضل معترف

أسفت إذ قيل لي أن الوليّ قضى

وَهَل يفيد عَلى من قد قَضى الأسف

قَد كانَ زينة مصر في كتابته

كأنما هُوَ في آذانها شنف

يَقول من كانَ يلقى نظرة صدقت

عليه ما هُوَ إلا روضة أُنُف

أَخشى وَقَد سارَ سير المصلحين بهم

أَن لا يَسير عَلى آثاره الخلف

كانَ الوليّ لعمري في كتابته

من الألى لصروح الوهم قد نسفوا

ما إِن هنالك تَقليد فينقصه

وَلا جمود عَلى ما خطه السلف

يا كَوكباً قَد تَوارى بعد مطلعه

بمن تخفف عنا بعدك السدف

يا مصر إنك أنت اليوم آسية

عَلى الوليّ وَما بغداد تختلف

إن الوَلي قضى بالرَغم عَن أَملي

وَما قَضى منه ذاك المجد وَالشَرف

في الروض نَور كَثير لا عداد له

لكنما الزهرة الحَسناء تقتطف

منها أَتى وَإليها عاد منطفئاً

ما إن عَن الأرض للإِنسان منصرف

وَما رأَيتَ بما قد عشت من عمر

كالمَوت سيلاً لمن لاقاه يجترف

لَقَد يسوؤك يا من ضمه جدث

أن القبور بيوت ما لها شرف

ما أَعجب الأرض أُمَّاً غير مشفقة

من بعد أَن تلد الأبناء تلتقف

كَم من أناس لأصحاب لهم دفنوا

وَمن دموع عَلى أَجداثهم ذرَفوا

وَكم أناس ذَوي جاه وَمنزلة

بَكى عليهم أناس بعد ما هَتَفوا

كل امرئٍ سوف تأَتيه منيته

وَعلَّ في الروح سراً سوفَ ينكشف

الدهر أَنحى عَلى الإنسان يقتله

فَمَن ترى منه للإِنسان ينتصف

ما زالَ يَرمي سهام الموت عَن كثب

وَكل ذي مهجة يوماً له هدف

وَهَل تسر حَياة قَلب صاحبها

وَفي أكف الردى من حبلها الطرف

شرح ومعاني كلمات قصيدة لقد نعتك على بعد لي الصحف

قصيدة لقد نعتك على بعد لي الصحف لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي