لقطات من متحف الشمع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لقطات من متحف الشمع لـ نزار قباني

1
كلامُ يديكِ الحضاريَّتينِ
كلامٌ طويلٌ طويل
فهل تسمحين لعيني
بتسجيل هذا الكلام الجميل؟ . .

2
يداك . . .
حصانان يغتسلان بدمعي
فهل تسمحين لأذني
بشرب دموع الصهيل ؟

3
يداك . . .
تراثُ من الشعر . . .
يمتد عشرين قرنا
فهل تسمحين بتدوين هذا التراث الأصيل؟ . . .

4
يداك . . .
كتابا صلاةٍ أمامي
وشمعٌ . . .
وزيتٌ . . .
وسقفٌ . . .
وبيتٌ . . .
وظلٌّ ظليل

5
يداك اكتشافٌ
ومنذ دخولي
إلى متحفُ الشمعِ , ذات نهار
مشيت الى منبعِ الضوء
دون دليل …

6
… ومنذ رأيت يديكِ الملوكيَّتين
تعدان لي قهوتي في الصباح
تعلمت ..
كيف يكون احترام النخيل …

7
ومنذ سمعت ..
حوار الأساور في معصميك
تحيَّرت بين الحمام
وبين الهديل ..

8
يداك . . .
طريق من الموز . .
والتبغ . .
والزنجبيل . .
ولا زلت ألهثُ بين نهورِ دمشق . .
وبين كروم الجليل . . .

9
أيا امراة . .
ثقَّفَتني يداها
سلامٌ على شجر القطن
عند الأَصيل . .

10
دعيني . .
أبوس مرايا يديك
وآخذ شيئا من الزاد
قبل الرحيل ..

11
دعيني ..
أنام على درجات البيانو
فلم يبق في فسحة العمر
إلا القليل ..
القليل ..

12
أُريد التقاط رسومٍ
لشكل يديكِ
لصوت يديكِ
لصمت يديكِ
فهل تجلسين أمامي قليلاً
لكي أرسم المستحيل ؟؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي