لك البشرى ودمت قرير عين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لك البشرى ودمت قرير عين لـ ابن دراج القسطلي

اقتباس من قصيدة لك البشرى ودمت قرير عين لـ ابن دراج القسطلي

لَكَ البُشْرَى ودُمْتَ قريرَ عَيْنِ

بشأْوَيْ كوكَبَيْكَ النَّاقِبَيْنِ

مليكَيْ حِمْيَرٍ نَشَآ وشَبَّا

بتيجانِ السَّناءِ مُتَوَّجَيْنِ

صَفِيَّي مَا نَمَتْ عُلْيَا مَعَدٍّ

وسِبطَيْ يَعْرُبٍ فِي الذِّرْوَتَيْنِ

وسَيْفَيْ عاتِقَيْكَ الصَّارِمَيْنِ

وطودَيْ مفخَرَيْكَ الشامِخَيْنِ

هُما للدينِ والدنيا مَحَلّاً

سُوَيْدَاوَاهُما فِي المُقْلَتَيْنِ

نَذَرْتَهُما لدينِ اللهِ نَصْراً

فَقَدْ قاما لنَذْرِكَ وَافِيَيْنِ

وَمَا زالا لَدَيْكَ ولَنْ يَزَالا

بأَعباءِ الخلافَةِ ناهِضَيْنِ

شَرَائِعُ كُنْتَ مُبْدِعَها وَكَانَا

عَلَى مسعاكَ فِيهَا دائِبَيْنِ

وقاما فِي سماءِ عُلاكَ نُوراً

وإِشْرَاقاً مقامَ النَّيِّرَيْنِ

فحاطَ الملكَ أَكْلأُ حائِطَيْنِ

وحَلَّ الدينُ أَمنَعَ مَعْقِلَيْنِ

بحاجِبِ شَمْسِ دَوْلَةِ عبدِ شَمْسٍ

وسيفِ اللهِ منها فِي اليَدَيْنِ

وناصِرِها الَّذِي ضَمِنَتْ ظُباهُ

حِمى الثَّغْرَيْنِ منها الأَعْلَيَيْنِ

غَذَوْتَهُما لِبانَ الحربِ حَتَّى

تَرَكْتَهُما إِلَيْها آنِسَيْنِ

وَمَا زالا رَضِيعَيْها عَوَاناً

وبِكْراً ناشئَيْنِ ويافِعَيْنِ

فما كَذَبَتْ ظنونُكَ يومَ جاءا

إِلَى أَمَدِ المكارِمِ سابقَيْنِ

ولا خابَتْ مُناكَ وَقَدْ أَنافا

عَلَى رُتَبِ المعالي سامِيَيْنِ

ولا نُسِيَتْ عهودُ الحارِثَيْنِ

ولا ضَاعَتْ وصايا المُنْذِرَيْنِ

ولا خَزِيَتْ مآثِرُ ذِي كَلاعٍ

ولا أَخْوَتْ كواعِبُ ذِي رُعَيْنِ

ولمَّا اسْتَصرَخَ الإِسلامُ طاعا

إِلَى العاداتِ منكَ مُلَبِّيَيْنِ

كما لَبَّيْتَهُ أَيَّامَ تلقَى

سيوفَ عُداتِهِ بالرَّاحَتَيْنِ

تراثٌ حزتَ مفخَرَهُ نِزاعاً

إِلَى أَبناءِ عَمِّكَ فِي حُنَيْنِ

وقدتَ زمامَهُ حِفْظاً ورَعْياً

إِلَى سِبْطَيْ عُلاكَ الأَوَّلَيْنِ

فيا عِزَّ الهُدى يومَ اسْتَقَلّا

لحزبِ اللهِ غَيْرَ مُوَاكِلَيْنِ

ويا خِزْيَ العدى لما استَتَمَّا

إِلَيْهِمْ بالكتائِبِ قائِدَيْنِ

وَقَدْ نَهَدَا بأَيمَنِ طائِرَيْنِ

وَقَدْ طَلَعَا بأَسْعَدِ طالِعَيْنِ

وَقَدْ جاءَتْ جُنودُ النصرِ زحفاً

تلوذُ بظلِّ أَكرمِ رايتَيْنِ

كتائِبُ مثل جُنحِ الليلِ تَبْأَى

عَلَى بدرِ الظلامِ بِغُرَّتَيْنِ

بكُلِّ مُقَضْقِضِ الأَقرانِ ماضٍ

كَأَنَّ بثوبِهِ ذا لِبْدَتَيْنِ

فتىً وَلَدَتْهُ أَطرافُ العَوَالِي

ومُقْعِصَةُ المنايا تَوْأَمَيْنِ

كَأَنَّ سِنَانَهُ شِيعيُّ بَغْيٍ

تَقَحَّمَ ثائِراً بِدَمِ الحُسَيْنِ

وكُلِّ أَصَمَّ عَرَّاصِ التَّثَنِّي

وذِي شُطَبٍ رقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ

كَأَنَّهُما وليلُ الحربِ داجٍ

سَنا بَرْقَيْنِ فِيهَا خاطِفَيْنِ

أَمَا وسَناهُما يومَ اسْتَنارا

بنورِ الأَبلَجَيْنِ الأَزهرينِ

وراحَا بالمنايا فاسْتَباحا

ديارَ لَمِيقُ غيرَ مُعَرِّدَيْنِ

وَقَدْ جاشَتْ جُيوشُ الموتِ فِيهَا

بأَهْوَلَ من توافي الأَيْهَمَيْنِ

كَأَنَّ مَجَرَّةَ الأَفلاكِ حَفَّتْ

بِهَا محفوفَةً بالشِّعْرَيَيْنِ

وَقَدْ زُمَّتْ رِكابُ الشِّرْكِ منها

إِلَى سَفَرٍ وَكَانَا الحادِيَيْنِ

وناءا بالدماءِ عَلَى رُباها

حَياً للدِّينِ نَوْءَ المِرْزَمَيْنِ

لعزم موفَّقين مسدَّدَيْنِ

وبأس مؤيدين مظفَّرَيْنِ

وَقَدْ خَسَفا كُرُنَّةَ بالعَوَالِي

و بُوغَةَ بادِئَيْنِ وعائِدَيْنِ

لقد زَجَرَ الهُدى يومَ استطارا

إِلَى الأَعداءِ أَيْمَنَ سانِحَيْنِ

وشامَ الكفرُ يومَ تَيَمَّمَاهُ

بجندِ الحَقِّ أَشْأَمَ بارِقَيْنِ

فتلكَ مصانِعُ الأَمنِ اسْتَحالَتْ

مصارِعَ كُلِّ ذي خَتْرٍ ومَيْنِ

لغاوٍ سَلَّ سيفَ النَّكْثُ فِيهَا

كما نَعَبَ الغرابُ بيومِ بَيْنِ

فأَضْحَتْ منه ثانِيَةً لِحَزْوى

ووَلَّى ثالِثاً للقارِظَيْنِ

تنادِيهِ المعاهِدُ لَيْتَ بَيْنِي

وبينَكَ قَبْلُ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ

لئِنْ وَجَدَتْهُ أَشْأَمَ من قُدارٍ

لقد عَدِمَتْهُ أَخْيَبَ من حُنَيْنِ

سَليبَ المُلْكِ مُنْبَتَّ الأَمانِي

وفَقْدُ العِزِّ إِحْدى المِيتَتَيْنِ

طريدَ الرَّوْعِ لَوْ حَسِبَ الزُّبانى

تلاحِظُهُ لَغارَ مع البُطَيْنِ

وكلُّ مُخادِعٍ لَكَ لم يُخَادِعْ

حُسامَكَ منه حَسْمُ الأَخْدَعَيْنِ

هَوَتْ بِهِمُ مَوَاطِئُ كُلِّ غَدْرٍ

إِلَى أَخْزى موارِدِ كُلِّ حَيْنِ

لسيفٍ لا تَقِي حَدَّاهُ نَفْساً

تَرَاءى من وراءِ الصَّفْحَتَيْنِ

فباءَ عِداكَ من خُلفِ الأَمانِي

ومن فَقْدِ الحياةِ بِخَيْبَتَيْنِ

فللإِشراكِ كِلْتا الخِزْيَتَيْنِ

وللإِسلامِ إِحْدى الحُسْنَيَيْنِ

مغانِمُ لا يُحيطُ بِهِنَّ إِلّا

حسابُ الكاتِبَيْنِ الحافِظَيْنِ

كَأَنَّ الأَرضَ جاءَتْنَا تَهادى

بِوَجْرَةَ أَوْ بِشِعْبَيْ رَامَتَيْنِ

بكُلِّ أَغَرَّ سامِي الطَّرْفِ غُلَّتْ

يداهُ للإِسارِ بيارِقَيْنِ

وأَغْيَدَ أَذْهَلَتْ سَيفاكَ عَنهُ

هَرِيتَ الشِّدْقِ عَبْلَ السَّاعِدَيْنِ

فيا سُمْرَ القَنا زَهْواً وفخراً

بَيْنَ الجَحْفَلَيْنِ

ويا قُضُبَ الحديدِ خَلاَكِ ذَمٌّ

بما أَحْرَزْتِ من قَصَبِ اللُّجَيْنِ

بطَعْنِ الأَكرَمَيْنِ الأَجْوَدَيْنِ

وضربِ الأَمجَدَيْنِ الأَنْجَدَيْنِ

فلِلَّهِ المنابِرُ يومَ تَبأَى

بفتحٍ جاءَ يتلُو البُشْرَيَيْنِ

لئِنْ كَانَ اسمُهُ فِي الأَرضِ فَتْحاً

فَكُنْيَتُهُ تمامُ النِّعمتَيْنِ

فتوحٌ عَمَّتِ الدنيا وذَلَّتْ

لَهُنَّ رقابُ أَهلِ الخافِقَيْنِ

وخَرَّ لَهَا الصليبُ بكلِّ أَرضٍ

صريعاً للجبينِ ولِلْيَدَيْنِ

مآثِرُ عامِرِيَّينِ اسْتَبَدَّا

لساحاتِ المكارِمِ عامِرَيْنِ

وهِمَّاتٌ تَنازَعُ سابِقاتٍ

إِلَى ميراثِ مُلْكِ التُّبَّعَيْنِ

هما شمسا مفارِقِ كلِّ فخْرٍ

فَخَلِّ سَناهُما والمَغْرِبَيْنِ

وبحرَا الجودِ ليثا كلِّ غابٍ

فَكِلْ عَدْوَيْهِمَا بالعُدْوَتَيْنِ

ويا قُطْبَ العُلا مُلِّيتَ نُعْمى

تَمَلّاها بقُرْبِ الفَرْقَدَيْنِ

فَقُرَّةُ أَعيُنِ الإِسلامِ أَلّا

تزالَ بمَنْ وَلَدْتَ قَريرَ عَيْنِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لك البشرى ودمت قرير عين

قصيدة لك البشرى ودمت قرير عين لـ ابن دراج القسطلي وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن ابن دراج القسطلي

أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر. شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر، وكاتب الإنشاء في أيامه. قال الثعالبي: كان بالأندلس كالمتنبي بالشام. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.[١]

تعريف ابن دراج القسطلي في ويكيبيديا

ابن درّاج القسطلي (347 هـ/958 م - 421 هـ/1030 م) كاتب وشاعر الحاجب المنصور. ولد أبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درّاج القسطلي في المحرم 347 هـ في قرطبة لأسرة أصولها من بربر صنهاجة كانت تسكن قرية «قسطلة دراج» غرب الأندلس. قال عنه الثعالبي في يتيمة الدهر: «هو بالصقع الأندلسي، كالمتنبي في صقع الشام.» أورد ابن بسام الشنتريني في كتابه «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» نماذجًا من رسائله وشعره، ولابن دراج ديوان شعر مطبوع. توفي ابن دراج القسطلي في 16 جمادى الآخرة 421 هـ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن دراج القسطلي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي