لك البقا إن صاب الموت مورود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لك البقا إن صاب الموت مورود لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة لك البقا إن صاب الموت مورود لـ جعفر الحلي النجفي

لَكِ البَقا إِن صابَ المَوت مَورود

وَما لِحَيّ سِوى الرَّحمَن تَخليد

وَكُل نَفس إِذا جاءَت مَنيتها

لا تمهلن وَللآجال تَحديد

لَيل الشَباب وَصُبح الشَيب وَعظهما

عَلى الرؤوس تَعيه البيض وَالسُود

المَوت لَم يَبقَ مِن شَيبت مَوالده

وَلا الَّذي طَهرت مِنهُ المَواليد

أَبا عَلي وَقاك اللَه مِن نَكد الد

نيا الَّتي كُلَّها ضر وَتَنكيد

صَبراً وَإِن جَل خَطب قَد مَنيت بِهِ

فَالصَبر قَد سَنَّه آباؤك الصيد

فَذاهب المَوت لَم يَرجعه ذُو جَزَع

وَالصَبر صاحبه بِالأَجر مَوعود

لَكنما الصَبر مرّ وَالشِفاء بِهِ

وَقَد يذم دَواء وَهوَ مَحمود

عَجبت يا شَمس هذا الكَون كَيف دُجى

إِذ قيلَ إِن أَخاكَ النَدب مَفقود

فَفيكما صَح ما خلناه ممتنعاً

الشَمس طالِعَة وَاللَيل مَوجود

إِن يَختَطف أسدَ اللَه الحمامُ فَقَد

يَحتال بِالأَسد الضرغامة السيد

لَطالَما رَدّ عَن مَيت مَنيته

لِذاك قَلب المَنايا مِنهُ مَكمود

لَو كانَ بُقراط حَياً راحَ يَخدمه

فعل التَلامذ إِن وافى الأَساتيد

أَهل دَرى قَبره ما فيهِ مِن حكم

ما فيهِ إِلّا أَرسطاليس مَلحود

بَدر وَلَكنهُ في الترب مَركزه

سَيف وَلَكنهُ في التُرب مَغمود

أَبا علي إِذا لَيل الخُطوب دجى

فَفي جَبينك خَيط الفَجر مَعقود

كَم قَد رَددت عُيون الشُرك خاسئة

وَذا مِن اللَه للإِسلام تَأييد

يا اِبن الإِمامة لَولا أَنتَ ما ذَكَروا

بِأَنَّهُ كانَ إِسلام وَتَوحيد

ألفيت دين رَسول اللَه مُندَرِساً

فَقامَ فيكَ لَه أسٌّ وَتَشييد

حَكمت في الشَرع لَما غابَ صاحبه

عَن اِجتِهاد وَحكم الناس تَقليد

كَأَن قَولك عَن جبريل تأخذه

فَهُوَ الصَواب وَزيغ القَول مَردود

إِليك قَد أَلقت الدُنيا مَقالدها

وَهَل سِواك لَهُ تلقى المَقاليد

وَرب حادثة عمَّت فَبات بِها

لِطَرف فَكرك تَصويب وَتَصعيد

حَتّى جَلَوت بِنُور اللَه ظلمتها

وَالناس لا هَون لا يَدرون مُذ كيدوا

بِظل أَمنك نام الناس في رغد

وَملوء عَينك تَأريق وَتَسهيد

يَظن مَن لَيسَ يَدري أنكَ في دعة

وَما سِواك بِحفظ الشَرع مَكدود

أَبراد فَضلك مِنها ما خلي جسد

وَطوق جُودك مِنهُ ما خَلى جيد

لَم تَسر لِلرَكب في البَيداء راحِلَة

إِلا وَأَنتَ بِذاكَ السَير مَقصود

ما أَكذب الوَفد إِذ حَيوك رائدهم

فَإِن واديك فيهِ يَنبت الجُود

وَلا مَلام عَلى الوفاد إِن وَرَدوا

واديك إِن الرواء العَذب مَورود

أمّوك مِن بَلد أَقصى وَبغيتهم

مَرابع لَكَ فيها يُورق العُود

قَد صاحَبوا الوَحش لَكن مِنكَ يُؤنسهم

بِالقفر شاهد أَنعام وَمَشهود

يَلقون قَوماً عَلَيهِم مِنكَ مَأثرة

فَتنطوي تَحتَهُم مِن شَوقك البيد

فَينزلون حمى رَحبا وَمَرتبعا

خَصباً لِورق المَعالي فيهِ تَغريد

رَضوان بشرك يَدعو وفد جنته

رِدوا النَدى وَلأزهار الهُدى رودوا

إن تَرحَلوا فَبِنَيل القَصد رِحلتكم

وَإِن لحى عودكم محل فلي عودوا

فينثنون وَهُم مَلأى حقائبهم

رغائِباً لَم تَطقها الضمر القود

حداتهم مِن وَراء اليعملات لَهُم

بِشكر نَعماك ألحان وَتَغريد

رِياسة الدين إرث مِن أوائلكم

إِن ماتَ والد استولاه مَولود

أصول دوحتكم تَحتَ الثَرى ثَبتت

وَفرعها بثريا النجم مَعقود

وَكَم فَتَحت بِسَيف الرُشد مُشكلة

وَبابها برتاج الغَي مَسدود

بِكفك الأَسمَر النفاث تَغمزه

كَأَنَّهُ مِن رماح الخَيط أَملود

مثقَّف دُون قاب الشبر قامته

وَفيهِ كَم روّع الصَيد الصَناديد

قَد لازم الخَمس حَتّى ما يفارقها

كَأَنَّهُ سادس للخمس مَعدود

لَهُ عَلى الطُرس إِذ يَمشي مساورة

كَما تَساور في الرَمل العَرابيد

يَلقى سَواداً قَد ابيضَّ الزَمان بِهِ

نعم وَفيهِ لِوَجه الشُرك تَسويد

هُوَ اليراع يراع الظالِمين بِهِ

إِن جاءهم مِنهُ تَوعيد وَتَهديد

لَو تمسك الغانيات الغيد أَسطره

لنظمتها عَلى أَعناقها الغيد

جلت مَزاياك عَن عَد يَحيط بِها

وَهَل يُطاق لِنجم الأُفق تَمديد

إِيامك الناصِعات البيض قَد زَهرت

كَأَنَّها بِخُدود الدَهر تَوريد

للناس عيدا سُرور لَيسَ غَيرَهُما

وَفي وُجودك عامي كُله عيد

ألنت قَلب زَماني مُذ عليَ قَسى

فَهُوَ الحَديد وَلَكن أَنتَ داود

آيات فَضلك في الإِسلام محكمة

لِلناس فيهن تَرتيل وَتَجويد

نَفِّس عليَّ فَإِن خاطبته بثنا

فَإِنَّهُ في بَديع الشعر تَجريد

بحر مِن العلم لا تَأجن مَوارده

في لجة الجَوهَر القُدسي مَنضود

وَلَم يَزَل بِالعَطايا البيض مفتتنا

كَعاشق فتنته الأَعيُن السُود

كَأَن عَطاياه تَبليغ لذي صَمم

ففيهِ يَكثر تَكرير وَتَأكيد

إِذا تَوعَد قَوماً حانَ حينَهُم

وَإِن يَعدهم فَوَعد الحُر مَنقود

لَكنما العَفو قَد يَلغي تَوعده

وَمِنهُ بِالخَلف لا تُلغى المَواعيد

لِلناس علّ وَنهل في مَواهبه

ما صدهم عَنهُ وَابن العَم مَصدود

إِن كانَ عَيبي إِني قَد فَضلتهم

فَما وَربك عَيب الفَضل مَجحود

كَم مدّعي الشعر أَخزته مَطيته

لَما جرت سَبقاً مني الأَناشيد

كانَت وَكانَ بستر ثُم أَطلقها

فَكشفت عَن حمار فيهِ تَقييد

شَكى النَفار مِن الرود الكِعاب بها

وَكَيفَ مِن شَكله لَم تنفر الرود

وَلو تَأملنه أَبصرن صُورته

كَأَنَّهُ بيت شعر فيهِ تَعقيد

إِذا جرين المَساعي فَهوَ قَعددها

وَإِن هَدرن القَوافي فَهوَ جَلمود

إِن يَحسدوني فَإني لا ألومهم

لا غرو إن شريف القَدر مَحسود

سلمتم ما حَدا في الرَكب مرتجز

وَما شَدا مِن حمام الأَيك غريد

شرح ومعاني كلمات قصيدة لك البقا إن صاب الموت مورود

قصيدة لك البقا إن صاب الموت مورود لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها ثمانية و ستون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي