لك الحمد والنعماء والملك ربنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لك الحمد والنعماء والملك ربنا لـ أمية بن أبي الصلت

اقتباس من قصيدة لك الحمد والنعماء والملك ربنا لـ أمية بن أبي الصلت

لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا

فَلا شَيءَ أَعلى مِنكَ مَجداً وَأَمجَدُ

مَليكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهيمِنٌ

لِعِزَّتِهِ تَعنو الوجوهُ وَتَسجُدُ

عَلَيهِ حِجابُ النورِ وَالنورُ حَولَهُ

وأَنهارُ نورٍ حولَهُ تَتَوَقَّدُ

فَلا بَصَرٌ يَسمو إِلَيهِ بِطَرفِهِ

وَدونَ حِجابِ النورِ خَلقٌ مُؤَيَّدُ

مَلائِكَةٌ أَقدامُهُم تَحتَ عَرشِهِ

بِكَفِيهِ لَولا اللَهُ كَلّوا وَأَبلَدوا

قيامٌ عَلى الأَقدامِ عانينَ تَحتَهُ

فَرائِضُهُم مِن شِدَّةِ الخوفِ تُرعَدُ

وَسِبطٌ صُفوفٌ يَنظُرونَ قَضاءَهُ

يُصيخونَ بِالإِسماعِ لِلوَحيِ رُكَّدُ

أَمينٌ لِوَحيِ القُدسِ جِبريلُ فيهِم

وَميكالُ ذو الروحِ القَوِيُّ المُسَدَّدُ

وَحُرّاسُ أَبوابِ السَمَواتِ دونَهُم

قيامٌ عَليهِم بِالمَقاليدِ رُصَّدُ

فَنِعمَ العِبادُ المُصطَفَونَ لِأَمرِهِ

وَمِن دوُنِهِم حُندٌ كَثيفٌ مُجَنَّدُ

مَلائِكَةٌ لا يَفتَرونَ عِبادَةً

كَروبِيَّةٌ مِنهُم رُكوعٌ وَسُجَّدُ

فَساجِدُهُم لا يَرفَعُ الدَهرَ رَأسَهُ

يُعَظِّمُ رَبّاً فَوقَهُ وَيُمَجِّدُ

وَراكِعُهُم يَعنو لَهُ الدَهرَ خاشِعاً

يُرَدِّدُ آلاءَ الآِلَهِ وَيَحمَدُ

وَمِنهُم مُلِفٌّ في الجَناحينِ رَأسَهُ

يَكادُ لِذِكرى رَبِّهِ يَتَفَصَّدُ

مِنَ الخَوفِ لا ذو سأمَةٍ بِعِبادَةٍ

وَلا هوَ مِن طولِ التَعَبُّدِ يَجهَدُ

وَدونَ كَثيفِ الماءِ في غامِضِ الهَوا

ملائِكَةٌ تَنحَطُّ فيهِ وَتَصعَدُ

وَبَينَ طِباقِ الأَرضِ تَحتَ بُطونِها

مَلائِكَةٌ بِالأَمرِ فيها تَرَدَّدُ

فَسُبحانَ مَن لا يَعرِفُ الخَلقُ قَدرَهُ

وَمَن هوَ فوقَ العَرشِ فَردٌ مُوَحَّدُ

وَمَن لَم تُنازِعهُ الخَلائِقُ مُلكَهُ

وَإِن لَم تُفرِّدهُ العِبادُ فَمُفرَدُ

مَليكُ السَمَواتِ الشِدادِ وَأَرضِها

وَلَيسَ بِشَيءٍ عَن قَضاهُ تَأَوُّدُ

هواللَهُ باري الخَلقِ وَالخَلقُ كُلُّهُم

إِماءٌ لَهُ طَوعاً جَميعاً وَأَعبُدُ

وَأنَّى يَكونُ الخَلقُ كَالخالِقِ الَذي

يَدومُ وَيَبقى وَالخَليقَةُ تَنفَدُ

وَلَيسَ لِمَخلوقٍ مِنَ الدَهرِ جِدَّةٌ

وَمَن ذا عَلى مَرِّ الحَوادِثِ يَخلُدُ

وَتَفنى وَلا يَبقى سِوى الواحِدُ الَذي

يُميتُ وَيحيِي دائِباً لَيسَ يُهمَدُ

تُسَبِّحُهُ الطَيرُ الجَوانِحُ في الخَفى

وإِذ هِيَ في جَوِّ السَماءِ تُصَعِّدُ

وَمِن خَوفِ رَبّي سَبَّحَ الرَعدُ فَوقَنا

وَسَبَّحَهُ الأَشجارُ وَالوَحشُ أُبَّدُ

وَسَبَّحَهُ النَينانُ وَالبَحرُ زاخِراً

وَما طَمَّ مِن شَيءٍ وَما هُوَ مُقَلِدُ

أَلا أَيُّها القَلبُ المُقيمُ عَلى الهَوى

إِلى أَيِّ حينٍ مِنكَ هَذا التَصَدُّدُ

عَنِ الحَقِّ كَالأَعمى المُميطِ عَنِ الهُدى

وَلَيسَ يَرُدُّ الحَقَّ إِلاّ مُفَنِّدُ

وَحالاتِ دُنيا لا تَدومُ لِأَهلِها

فَبَينا الفَتى فيها مَهيبٌ مُسَوَّدُ

إِذا إِنقَلَبَت عَنهُ وَزالَ نَعيمُها

وَأَصبَحَ مِن تَربِ القُبورِ يوَسَّدُ

وَفارَقَ روحاً كانَ بَينَ جَنانِهِ

وَجاوَرَ مَوتى ما لَهُم مُتَرَدَّدُ

فأَي فَتىً قَبلي رأَيتَ مُخَلَّداً

لَهُ في قَديمِ الدَهرِ ما يَتَوَدَّدُ

وَمَن يَبتَليهِ الدَهرُ مِنهُ بِعَثرَةٍ

سَيَكبو لَها وَالنائِباتِ تَرَدَّدُ

فَلَم تَسلَم الدُنيا وَإِن ظَنَّ أَهلُها

بِصِحَّتِها وَالدَهرُ قَد يَتَجَرَّدُ

أَلَستَ تَرى في ما مَضى لَك عِبرَةً

فَمَه لا تَكُن يا قَلبُ أَعمى يُلَدَّدُ

فَكُن خائِفاً لِلمَوتِ وَالبَعثِ بَعدَهُ

وَلا تَكُ مِمَّن غَرَّهُ اليَومُ أَو غَدُ

فإِنَّكَ في دُنيا غُرورٍ لِأَهلِها

وَفيها عَدوٌّ كاشِحُ الصَدرِ يُوقِدُ

وساكِنُ أَقطارِ الرَقيعِ عَلى الهَوا

وَمِن دونِ عِلمِ الغَيبِ كُلٌّ مُسَهَّدُ

وَلولا وِثاقُ اللَهِ ضَلَّ ضَلالُنا

وَقَد سَرَّنا أَنّا نُتَلُّ فَنوأَدُ

تَرى فيهِ أَخبارَ القُرونِ الَتي مَضَت

وَأَخبارَ غَيبٍ في القيامَةِ تَنجُدُ

وَلَيسَ بِها إِلا الرَقيمُ مُجاوراً

وَصيدَهُمُ وَالقومُ في الكَهفَ هُمَّدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لك الحمد والنعماء والملك ربنا

قصيدة لك الحمد والنعماء والملك ربنا لـ أمية بن أبي الصلت وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن أمية بن أبي الصلت

أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي. شاعر جاهلي، حكيم، من أهل الطائف. قدم دمشق قبل الإسلام وكان مطلعاً على الكتب القديمة، يلبس المسوح تعبداً وهو ممن حرموا على أنفسهم الخمر ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية، ورحل إلى البحرين فأقام ثماني سنين ظهر في أثنائها الإسلام. وعاد إلى الطائف فسأل عن خبر محمد صلى الله عليه وسلم، وقدم مكة وسمع منه آيات من القرآن وسألته قريش رأيه فقال: أشهد أنه على الحق. قالوا: فهل تتبعه؟ فقال: حتى أنظر في أمره. ثم خرج إلى الشام وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة وحدثت وقعة بدر وعاد أمية يريد الإسلام فعلم بمقتل أهل بدر وفيهم ابنا خالٍ له فامتنع وأقام في الطائف إلى أن مات. أخباره كثيرة وشعره من الطبقة الأولى، إلا أن علماء اللغة لا يحتجون به لورود ألفاظ فيه لا تعرفها العرب. وهو أول من جعل في مطالع الكتب باسمك اللهّم، فكتبتها قريش.[١]

تعريف أمية بن أبي الصلت في ويكيبيديا

أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي، ويقال له «أبو الحكم»، شاعر جاهلي ومن رؤساء ثقيف، اشتُهر بالحنيفية والتوحيد وكان من الدعاة إلى نبذ الأصنام وتوحيد الإله. كما أنه أحد شعراء ثقيف وشرفائها كما كان أبوه من قبله أحد زعماء ثقيف بالطائف.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أمية بن أبي الصلت - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي