لك الخير من طيف على النأي طارق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لك الخير من طيف على النأي طارق لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة لك الخير من طيف على النأي طارق لـ بديع الزمان الهمذاني

لك الخير من طيف على النأي طارقِ

ثَوَى ريْثَما ولّى ولا لمع بارِق

سبى ما جنى من وصله بصدوده

رجاء ووصلاً من تلافي مفارق

ألمّ بنا والليل في درع ثاكل

لِواحدِها والنجم في لون عاشق

فثرنا إلى الأكوار والعيس نوَم

تؤُمَ بنا أقصى بلاد المشارق

نهاجر دار العامرية والحمى

إلى أرض غزلان الظُّبى والمناطق

أبادية الأعراب أهلَكِ إنني

ببادية الأتراك نيطت علائقي

وأرضَك يا نجل العيون فإنني

فتنت بذاك الفاتر المتضايق

خليلَي واهاً لليالي وصرفها

لقسد ثقَّفَتْ إلا كعوب خلائقي

ألم ترني بعد النُّهى وبلوغها

رجعت لأوطار الشباب الغرانق

إذا سجع القُمريّ راسلت لحنه

بإيقاع دمع للغناء موافق

حياء لأحلامي لِصِيتي لهمتي

لعزمي لتحريدي لهدي المفارق

ألم يك في خمس وعشرين حجة

تسنَّمتها هاد لمُثلى الطرائق

وليل كذكراه كمعناه كاسمه

كدِين ابن عبَّاد كادبار فائق

شققنا بأيدي العيس برد فلاته

وبتنا على وعد من الصبح صادق

تزجّ بن الأسفار في كل شاهق

أنا كُرة في ظهره غير لائق

كأن مطايانا شفار كأنما

تمد إليهن الفلا كف سارق

كأن الفلا في خندق من ظلامه

دجى والدجى من أُفقه في سرادق

كأن نجوم الليل نظارة لنا

تعجب من آمالنا والعوائق

كأن نسيم الصبح فرصة آيس

كأن سراب القيظ خجلة وامق

كأن هدير الرعد ضجة ناشز

شكت من وميض البرق ضربة فالق

كأن سماء الدّجن لولا انقشاعها

يَدَا خلَفٍ عند الندا والصواعق

لعمري لئن منّ الوزير فإنما

يمن على عبد بنعماه ناطق

إذا اقتضت منه خراسان لفظة

أماطت نساء العرب در المخانق

يلح على شوس القوافي وصيدها

فيلبسها ماء المعاني الدقائق

أبعد وزير المشرقين أزفها

على مِلك رُدّت إذنْ في حمالقي

شرح ومعاني كلمات قصيدة لك الخير من طيف على النأي طارق

قصيدة لك الخير من طيف على النأي طارق لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي