للبدر أم لك في الدجى البلج
أبيات قصيدة للبدر أم لك في الدجى البلج لـ محمد سعيد الحبوبي

للبدر أم لك في الدجى البلج
والمسك يأرج أم لك الأرجُ
وَعِقاصُكَ السودُ الَّتي اِنتَشَرَت
أَم غَيهَبٌ لَم تَجلُهُ السُرُجُ
وَالأُقحُوانُ الطَلُّ فَلَجَّهُ
أَم لِلثَنايا الغَرُّ ذا الفَلَجُ
ما شَقَّ ثَغرُكَ لِلظَلامِ رَدّاً
إِلّا اِغتَدى بِالشِعرِ يَنتَسِجُ
يا اِسمُ لا أَسمو لِغَيرِ هَوىً
إِلّا وَمِنكَ الهَمُّ مُعتَلِجُ
قَمَري قَوامَكَ أَن يَرنَحُهُ
مَرُّ الصِبا وَيُقيمُهُ الغَنجُ
مَن لي بَخَودٍ في تَلفَتِها
حَذَرُ الغَزالِ غَداةِ يَنزَعِجُ
هَيفاءَ إِن نَهَجَت وَإِن قَعَدَت
كادَت مِن الإِدلالِ تَندَمِجُ
خُمصانَةِ عَبلٍ مُخَلخَلِها
يَنزو الوِشاحُ وَحَجلُها حَرَجُ
يَرتَجُّ دِعصٌ في ومَآزِرِها
فُيوؤِدُ قامَتَها فَتَنعَوِجُ
سَفَكتُ مِياهَ الحُسنِ وَجنتُها
فَغَدَت عَلَيها تَسفِكُ المُهجُ
رَقَّت مَحاسِنُها فَلَو بَلَغَت
روحاً لَراحَت فيهِ تَمتَزِجُ
وَإِذا أَجالَ بَها اِمرُءُ نَظَراً
كادَت بَمَرأى اللَحظُ تَختَلِجُ
ما في مَلابِسَها في كَفٍّ لامَسَها
جِسمٌ وَلَكِن مِلؤُها غَنجُ
تَرمي اللَحاظُ بِقوسٍ مِن حَواجِبِها
نَبلاً أَراشَ لِحاظَها الدَعجُ
لَكِنَّها ما صُرِّجَت بَدَمٍ
مَرمى وَفي وَجناتِها الضَرَجُ
وَبِكَفِّها صهباء صافية
كالثغر زان حبابها الفلج
فشربت دون الراح ريقتها
والريق أبرد والهوى وهج
ولثمت خمرا من مراشفها
فغدت بصرف اللب تمتزج
قالت تحرج قلت لا حرج
ما في الغرام على امرء حرج
دع ذكرها واذكر علا حسنٍ
أضحت به الأيام تبتهج
فلئن خلا هزج النسيب به
فبمدحه يحلو لي الهزج
لو كان أحلى من مدائحه
في الدهر لم يك لي بها لهج
عدم النظير فلا نظير له
عقمت لتولد مثله الحجج
وترى قران السعد زوجه
وكذا قران السعد مزدوج
يا سابق العلياء جزت مدى
لسواك سدت دونه الفرج
قد عدك السبق الجليل له
فجزيت وقصرت السذج
وأبان فيك العلم غامضه
فأضأت أنت وأظلم الهمج
فاشأ بفضلك سمكوا قبابهم
فوق الكواكب عندما درجوا
سن الكمال أبوهم لهم
وهم على منواله نسجوا
تركوا طريق المجد واضحة
بيضاء لا أمت ولا عوج
فلتفخر الدنيا بفضلهم
فهم مناهج فضلها نهجوا
لا يقطع الإقلال نائلهم
إلا إذا قطع الشبا الودج
منهم على من علا شرفا
واجتاز بالجواز له درج
يا ايها المولى الذي سطعت
فوق السماء لفضله الحجج
أدمت خيولك في حوافرها
خدي سهيل فهو منضرج
ولطمن هام الأفق أرجلها
فالشهب في جبهاتها شجج
ما طاف مكروب بكربته
إلا وأنت لكربه الفرج
أعيت أياديك الورى عددا
كالشهب إلا أنها لحج
وإذا ترنمت الحداة بها
صدع الظلام كأنها سرج
فكفى بها للمدلجين هدى
حيث الحداة أضلها الدلج
ما أرتجوا باباً لمنزله
للوفد والأضياف كي يلجوا
فلو أن من عمرو العلاء له
تخذ البنا لم يعرف الرتج
فاسلم وبيتك للورى حرمٌ
حجوا له ما دامت الحجج
وإليكموها في مقالدها
درر ولكن ما بها سبج
بمودة وشجت أرومتها
بالقلب أو لقرابة تشج
شرح ومعاني كلمات قصيدة للبدر أم لك في الدجى البلج
قصيدة للبدر أم لك في الدجى البلج لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ستة و أربعون.
عن محمد سعيد الحبوبي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]
تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا
السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ محمد سعيد الحبوبي - ويكيبيديا