للموت حكم على الانسان من قدم
أبيات قصيدة للموت حكم على الانسان من قدم لـ عبد الله فريج

لِلمَوتِ حُكم عَلى الاِنسانِ مِن قَدم
يَسطو عَلَيهِ بِعَزم غيرِ مُنهَزِمِ
يا مَن يرجي خُلود العَيشِ عَن عَبَث
اقصَر عَناكَ فَما في الخُلد من عشمِ
وَاعمَل لاخراكَ في دُنياكَ مُعتَصِماً
تُحب مَولاكَ قبلَ الشَيبِ وَالهَرَمِ
تَبني قُصوراً فَيأتي الدَهرُ يَهدِمُها
قُم فَابنِ لَحداً فَيَبقى غَيرَ مُنهَدِمِ
فَتِلكَ دارُ البِقا يا صاحِ حَيثُ تَرى
فيها تَساوَت مُلوكُ الاِرضِ بِالخَدَمِ
هُناكَ كِسرى استَوى لا شَكَّ في شَرف
مَع من مَضى مِن رُعاةِ الشاة وَالغَنَمِ
اينَ السَلاطينُ من كانَت لِسَطوَتِها
تَعنو سُجوداً اسودُ الغاب في القِمَمِ
الكُل اضحوا هباءً لا تَميزُهُم
مِنَ الصَعاليكَ ذاكَ الدودُ والرَممِ
يامَوت وَيلَك كَم تَجنى بِلا سَبَبِ
عَلى ذَوي الفَضلِ جَهلاً غَير مُحتَشِمِ
شَلت يَداكَ الَّتي يَومَ القَضا عَبَثَت
بِذلِكَ الشَهمُ رب السَيفِ وَالقَلَمِ
شَريف اصل سَما في شَأنِهِ فِعلا
هامَ المَعالي جَليل القَدرِ وَالهِمَمِ
بَدرٌ هَوى من مقام الشَب مُنحَدِراً
وَمن عَجيب لبدر بات في الرجَمِ
وَيَحيى عَلى من نَراهُ راحَ مُحتَفِيا
وَكانَ اشهُر من نارٍ عَلى علمِ
في الاِمسِ كانَ مُجيباً مَن يُسائِلُهُ
ما بالَهُ اليَومَ لَم يَنطِقُ بِينت فَمِ
فَيا لَهُ كانَ يَوماً صاحَ نادِبهُ
اصبَحتُم يا ذَوي الحاجاتِ في يَتمِ
يومٌ بِهِ قامَت الدُنيا عَلى قَدَمِ
وَصاحَت الناسُ من عَرب وَمن عَجَمِ
فَأَي قَلبٍ عَلَيهِ لَم يَذُب اسفاً
او أي دَمع عَلَيهِ غَيرُ مُنسَجِمِ
هذا الوَزيرُ النَدي ذاعَت مَآثِرُهُ
وَقَد سَرى ذِكرُهُ في سائِرِ الامَمِ
بَل الاِميرُ الَّذي عَمت مَكارِمُهُ
كَأَنَّهُ كانَ مَجبولاً من الكَرَمِ
ما قَد نَحا قاصِدٌ فَيحاءَ ساحَتُهُ
إِلّا وَناداهُ سَل ما شِئتَ وَاحتَكمِ
رَأى سَحاب السَما فيضاً لِراحَتِهِ
فَغيرة مِنهُ سالَت اعيُنُ الديمِ
في صَدرِهِ بَحر عِلم كانَ مُندَفِقاً
كَأَنَّ فيهِ قاموسُ من الحكم
اخو المَعالي فَلَم يُنكر فَضائِلُهُ
الا الَّذي ضَل عَن طرق الهدي وَعمي
لِصَحبِهِ كانَ حِفظ العَهدِ شيمتُهُ
يَصفي الوداد وَيرعى حرمة الذِمَمِ
هَيهات يَوماً نَفي حَق الحداد لَهُ
وَلَو لِبِسنا عَلَيهِ حندس الظُلمِ
وَلَيسَ بَدع إِذا من بَعد فِرقَتِهِ
حُزناً عَلَيهِ بَكينا ادمُعاً بِدَمِ
يا طالَما كانَ يَحي اللَيل في سَهر
وَيجهد الفِكر في الاِعمالِ وَالخَدَمِ
فَاليَوم ما عادَ يَخشى جِفنه ارفا
بَل يُطَمئِن بِنَوم غير مُنصَرِم
قَد جَلَّ قَدراً عَن الدُنيا لِذاكَ سَعي
يَنحو المَعالي دِيارَ الخُلدِ وَالنِعَمِ
مَضى لِمَولاهُ مَبرور عَليه رضىء
بِرَّ السَجايا بِلا أَثم وَلا حَرَمِ
وَاذ سَما في ذَرى الجنات مُرتَقِياً
حياة رِضوانِها عَن ثُغر مُبتَسِمِ
وَقالَ جِبريلُ من رَب يبشرنا
بِصَوت وَحي لَدى تاريخ عَبدِهِم
محمد قَد رَقي كَون العَلي شَرقاً
وَنالَ من فَوزِ جاهي حُسن مُختَتِم
شرح ومعاني كلمات قصيدة للموت حكم على الانسان من قدم
قصيدة للموت حكم على الانسان من قدم لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.
عن عبد الله فريج
عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب