لله ساع بلغته قدمه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لله ساع بلغته قدمه لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة لله ساع بلغته قدمه لـ مهيار الديلمي

لله ساعٍ بلَّغتْهُ قدَمُهُ

حيث تعدَّت عالياتٍ هممُهْ

طوَى السُّرى يبغِي العلا حتى انطوى

إخوتُه تحت الظلام أنجمُهْ

حَكَّمَ أخطارَ الفلا في نفسه

يُوغلُ أو تمَّ له تحكُّمُهْ

تحُصُّه الأيّام وهو طائرٌ

يزاحم الحظَّ به تهجُّمُهْ

وقاعدٌ مع العفاف قانعٌ

ببُلغةِ الزاد حشاه وفَمُهْ

لم تُنتقَص طلاوةٌ في وجهه

ورقّةً ذلُّ السؤال يصِمُهْ

يَأْلَمُ كلَّ قطرةٍ سائلةٍ

من مائه كأنما سال دمُهْ

تلونت خلائق الدهر به

فحنَّكَتْه شُهْبُه ودُهُمُهْ

واختبر الناسَ فلو ساومتَه

قُربَ أخيه خلتَه يحتشِمُهْ

إن كان لا يُرزَق إلا سائلا

فرزقُه المشكورُ مما يُحرَمُهْ

والله ما عفتُكِ يا دنيا قِلىً

وإنَّ فيك لمتاعا أعلمُهْ

لكنَّ أبناءكِ مَن لا صنعتي

صنعتُه ولا وفائي شِيَمُهْ

أُخرِجُ من مكمنهِ الصِّلَّ وما

فيهم بسِحري من يصِحُّ سَقَمُهْ

عندهُمُ شكري وما أموالُهم

عندي فهل عندكِ ذا من يقسِمُهْ

كم باسمٍ لي من وراءِ شَرِّه

والليثُ لا يغُرُّني تبسُّمُهْ

لو لم يقِ اللهُ وحزمٌ ثابتٌ

ما نَصَلَتْ عندي سدادا أسهمُهْ

وواسعٍ ملكا وصيتا واجدٍ

ما شاء لم يُسمع بشيء يَعْدَمُهْ

أمطرَ صَيْفيّاً فظنّ أنّه

قد عمّت الأرضَ جميعا دِيَمُهْ

أسهرني في المدح لا يَلزَمُني

عُجْباً به ونام عمّا يَلزَمُهْ

ما ضَاق في قبوله ورأيه

في الجود لكن ضاق عنّي فَهَمُهْ

في وجهه بِشرٌ وفيه كرَمٌ

فبشرُه لي ولغيري كرَمُهْ

رحِمتُ حظّي أمسِ فيما فاتني

من ماله واليومَ منه أرحَمُهْ

وخاطبٍ على اتحادي صحبتي

والبدرُ مولودٌ يعِزُّ توأمُهْ

أرادني مستجلَباً فؤادُه

وردّني مستعلياتٍ قِيَمُهْ

فكَّرَ فاستكثرَ لي دينارَهُ

محاسباً ولم يسعْني درهمُهْ

فإن يكن وصلٌ فمنِّي أو يكن

حبلُ وِفاقٍ جُدَّ فهو يَصْرِمُهْ

ليت الحسينَ الحاملي من بينهم

على طريقٍ واضح لي لَقَمُهْ

تُخلِدُه الدنيا وتستبقيه لي

وغيرُه تُبقيه أو تخترِمُهْ

أو ليته يمنعني مخفّفاً

فإنها قد أثقلتني نِعمُهْ

سَيبٌ على سَيب كما تقطَّعتْ

أوكية المزن وحُلَّت عُصُمُهْ

كأنّ ما نغنَم من أمواله

حطٌّ يَخاف فوتَه يَغتَنمُهْ

أعيا على الوفرِ فبينا فضلُهُ

يبنيه إذ عنّ سؤالٌ يهدمُهْ

كأنه أقسم لا نال الغنى

فهو بما يُعطى يَحِلُّ قَسمُهْ

عاقدني الودَّ فلا قارضةٌ

تنشره ولا حسودٌ يفصِمُهْ

مجتهدُ البِرِّ ولو قاطعتُه

في صِلتي كأنَّ ودّي رحِمُهْ

ملَّكه السوددَ أصلٌ فارعٌ

فيها ورأيٌ بارعٌ يُتمِّمُهْ

يجمعُ بين كلِّ ضدين له

حتى تصافَى سيفُه وقلمُهْ

ما خلَبتْ مَن اصطفاك برقةٌ

فيك ولا أخلفه توسُّمُهْ

لمّا قضَى قاضي القياس عنده

مَن هائبُ الأمرِ ومَن مقتَحِمُهْ

ومَن أخو الفخر إذا ما أَشكلتْ

مذاهبُ الفخر وخيفتْ ظُلَمُهْ

شمَّ الذليلُ التربَ رغما ووُقِي

أنفُ الحميِّ أن يُضامَ شممُهْ

ما للحسود فرصةٌ يعيبها

منك ولا ذنبٌ عليك يَنقِمُهْ

بلى خلالٌ قد شجاه غيظُها

ينفُثُه طورا وطورا يكظِمُهْ

يكتمها والله يبدي فضلها

كالشيب صاح باسمه من يكتمه

إسمعْ لها كما احتبتْ بنَوْرها

غنَّاءُ يُوشِي بُردَها ويُعلِمُهْ

دَرَّ لها نوءُ السِّماك وخَبا

من وهَج القيظِ عليها مِرزَمُهْ

تزاحمتْ مصطخبا نباتُها

بحيث هبهابُ الرياح زَمزَمُهْ

عِرضك منها عبَقاً مُعَرَّفٌ

عَرْفَ اليلَنجوج ذكيّا فحمُهْ

شاهدة لمفصح فاه بها

أن الكلام الحر عبد يخدُمُهْ

إذا رآك الناسُ في وشاحِها

تحمله مقلَّدا أو تُفْغِمُهْ

تعجّبوا من شكلها في حمله

وصفَك منظوماً ومنه أنظِمُهْ

كلُّ كريم منطقٍ شاعرُهُ

وأنتَ من فَرْط السماح تُفحِمُهْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لله ساع بلغته قدمه

قصيدة لله ساع بلغته قدمه لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي