لما أدار من اللواحظ مسكرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لما أدار من اللواحظ مسكرا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة لما أدار من اللواحظ مسكرا لـ شرف الدين الحلي

لما أَدار من اللواحظ مسكراً

مالت بِوُطْف جفونه سِنَةُ الكرى

ثمل القوام يكاد ماء شبابه

في الخد قبل عتابه أن يقطرا

لما انثنى مرخي الذوائب سافراً

عاينت فوق الغصن ليلاً مقمرا

ما صدت غير جوى تغلغل في الحشا

مكنونه لما تلفّت جؤذرا

وجنيت لما هزّ غصن قوامه

سكر الدلال صيانة وتذكرا

يرضيه تسهيدي ونوم جفونه

عني وأرضى أن ينام وأسهرا

لما دجت أصداغه وتضرجت

وجناته لبس الجمال مشهرا

فكأن ماء الحسن مَاجَ بخدِّه

فلذاك ألبس ساحليه العنبرا

وأبي الهوى ما كنت لولا فاقتي

وغناه لو منح الغنيُّ المعسرا

كلفاً بتفاح الخدود مُعَضّضاً

وبضم رمان النهود مكسرا

ودجنة طالت إلى أن أنكرت

في الأفق زهر نجومها طرق السرى

عاطيته فيها المُدَامة راجياً

تسهيل لم يزل متوعرا

فارتاح لما قبلته وزادها

أرجاً فبات نسيمها متعطرا

حتى إذا كأس الحميّا آنست

من خلقه ما كان منه منفرا

قبلت وردة وجنة في جنة

وورت من ذاك المقبل كوثرا

في روضة لم يطوعنا نشرها

إلا ومن بها النسيم فنشرا

قدحت زناد النور كفّ نسيمها

فتأرجت عبقاً وأذكت مَجْمَرَا

فشككت هل دارين فضت عطرها

فيها أو الخضر النبيّ تديَّرا

أو قمت أتلو في الغياث مدائحي

بين الرياض فَضُعْنَ مسكاً أَذْفَرَا

وهممت هل لاح الصباح وقد جلا

في الأفق بعد شقيقه لينوفرا

أو هز قلب الليل ما نظمته

فيه فحال دجاه صبحاً مسفرا

سيف الخلائف وابن خير سيوفها

ومزيل روعتها إذا خطبٌ عرا

الظاهر بن الناصر الملك الذي

أخفى على كسرى وأنسى قيصرا

ذو عَزْمَةٍ لو مرّ أبرد مائها

بعد الخمود على النسيم تسعرا

ومهابة لو صافحت بترفق

رَضْوى لَدُكْدِكَ أو لظلَّ على الثرى

إِنْ صال كان غضنفراً لا تتقى

فتكاته أو صاب كان كَنَهْوَرَا

بحر إذا اشتمل المفاضة خلته

متوشحاً في الحرب نهراً أخضرا

وترى القَتِير على حبائك سردها

كالزهر فاعجب للغدير منوّرا

تتعاثر الأفواه فوق بساطه

فكأنه ثغر لأحوى أحورا

ما زال يُغْرِب في معالي جوده

فيريك مخترع السماح مكرَّرا

وإذا تهلل واستهل سماحة

فانظر خلال الشمس نوءاً ممطرا

يا ابن الأولى ملأوا البسيطة أنعماً

وسطا وبيض ظُبىً وجرداً ضُمَّرَا

كم موقف أذكيت من شهب القنا

في ليل عثيره سناً وسنوّرا

ومواطن وطنت نفسك عندها

لما وردت الموت أن لا تصدرا

فتكشفت ظلماتها عن ناصر

للدين عود أن يعان وينصرا

أغنتك عن جرِّ العساكر هيبة

أضحت تجرُّ بكل أرض عسكرا

وزرعت في حب القلوب محبة

يأبى لنا الإخلاص أن تتكدرا

فافخر لهمتك التي من حقِّها

إن لم يرعها مجدها أن تفخرا

يا أيها الملك الذي اعتصمت يدي

منه بحبل غير منفصم العرا

مدحتك قبل مديحنا لك همة

أغنتك شهرة فضلها أن تشهرا

نشرت حميد الذكر عنك طوية

أمرت عليك العدل أن تتأمرا

فلأشكرن إليك ليل وفادتي

فلقد حمدت عقيبها صبح السرى

أوردت آمالي العطاش فصادفت

ينبوع جودك للندى متفجِّرا

نوهت بي بعد الخمول وطولت

نعماك من باعي وكان مقصّرا

وغدوت أهزأ بالزمان وصرفه

في ظلِّ ذي الملك العقيم كما ترى

فعلام قد أضحى الشتاء مهددي

بلقائه وأعدّ ريحاً صرصرا

أيظن أنا في فنائك نغتدي

متجردين من العمائم والفرا

فوحقِّ أنعمك التي في روضها

غصن المنى ما زال غضّاً مثمرا

لأزلزلن إذا أمرت رياحه

وأميس عند هبوبها متبخترا

فاسمح غرائب خاطر لو لم يغص

في بحر جودك لم يقل ذا جوهرا

حِلِّيَّة سخرت من الكُوفِيِّ في

بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا

نشأت ببابل وهي في أوصافكم

تتلى فليس بمنكر أن تَسْحَرَا

فاسلم غياث الدين عمر مدائح

أمسى لهنّ الفكر فيك مُحَبِّرَا

لا زال هذا الظلّ مفزع لاجئ

خاف الخطوب فأنه مستنصرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لما أدار من اللواحظ مسكرا

قصيدة لما أدار من اللواحظ مسكرا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي