لما هوى في الهوى وطاحا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لما هوى في الهوى وطاحا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لما هوى في الهوى وطاحا لـ جميل صدقي الزهاوي

لمّا هَوى في الهَوى وَطاحا

وَقص منه النوى جناحا

وَخافَ من أَرضه البراحا

بكى عَلى نفسه وَناحا

صبٌّ براه الهوى مصابُ

بكى عَلى غصنه الشبابُ

حَياته كلها اضطرابُ

لَو أنه ماتَ لاستراحا

قد ظنه أَولاً يَسيرا

ثم رآه صعباً عَسيرا

جد لعمري الهَوى أخيرا

وكانَ في بدئه مزاحا

أنهكه السلُّ وَالسهادُ

فودَّ لَو أنه جمادُ

حل بأحشائه فسادُ

عصى فَلا يقبل الصلاحا

لِدائِه في حشاه نحتُ

غدا بأعضاده يفتُّ

له إذا ساءلوه صمتُ

يطارح الألسن الفصاحا

نهاره لا يَكون لَيلا

إلا دعا كالثكول ويلا

لَم يبد لا لِلنَسيم ميلا

ولا إلى برده ارتياحا

آه من الحب ثم آهِ

فإنه مصدر الدواهي

لَو غمسوا الصب في المَلاهي

ما وجدت نفسه اِنشراحا

أَحبابه حمّلوه ذَنبا

لأجله ما حبوه قربا

وَذَنبه كونه محبّا

قد كتم الحب ثم باحا

رأى جمالاً سبى فَقاسى

دون وصول إليه ياسا

بنظرة كانَت اِختلاسا

أحبها كاعباً رداحا

ما زالَ صباً بها أسيراً

يحمل من حبها ثبيرا

سعى إلى قربها كثيراً

لكنه لم يجد نجاحا

تخالفا عند ما تقوَّى

هوى به يرفض السلوّا

فإنه يبتغي دُنوّا

وإنها تبتغي انتزاحا

قَد برّح الحب أَي برحِ

به وأدماه بعد قرحِ

هَذا جَزاء امرئٍ ملحِّ

غدا عَلى غيِّه وراحا

إن الصبابات أعلنتْهُ

وَعذَّبته وأَوهنتْهُ

والأعين النجل أَثخنته

بسيف أَلحاظها جراحا

يا أمَّهُ ويكِ يا أباهُ

قوما إليه وودِّعاه

فإنه لا تفارقاه

يموت في اللَيل أَو صباحا

ما الحبُّ من لبِّ ذي تروِّ

أبعد من قلب ذي عُتوِّ

وليس في الحب من سمو

ما لم يكن خالصاً صُراحا

يَقول وَالعَين ذات سكبِ

هَل أَنا وَحدي رَهين كربِ

أم هذه حال كل صبِّ

قد هَوِيَ الغيد وَالملاحا

غرامها فيَّ قد تمكن

حتى براني كذا وأوهن

إنيَ تاللَه خائف أن

يجتاحني حبها اجتياحا

وَيلاه جار الهَوى عليّا

واِنتزع البين من يديّا

من لَو عَلى البعد منه حيّا

أزال ما فيّ أَو أَراحا

قد آن سيري إلى اللحودِ

حيث بها يَمَّحي وجودي

إنِّيَ يا أعيني فَجودي

لا أَبتَغي رفقة شحاحا

يا ريح مرِّي عَلى خيامِ

فشا بمن حلها غرامي

وبلغي أَهلها سَلامي

تعطُّفاً منك أَو سماحا

من كانَ منها له جوارُ

طابَ له اللَيل وَالنَهارُ

لَها بشط الفرات دارُ

لا سمح اللَه أن تباحا

حالت عهود الحمى حُؤولا

وما تظنيت أن تحولا

فما تُلول الحمى تلولا

ولا يطاح الحمى بِطاحا

يا أم لم فارق الطَبيبُ

دمعك يا أم لي يريبُ

هَل أَنا لا تَكتمي قَريبُ

من أَجَلٍ كانَ لي متاحا

يا ملك الموت لا تعدني

إليك عني إليك عني

حتى يجيء الجواب إني

أَرسلت صبحاً لها الرياحا

نَفسي يا موت فاِمتحنها

عَزيزة أَنتَ لا تهنها

فقبل عود الرَسول عنها

لا أَبتَغي من هنا براحا

شرح ومعاني كلمات قصيدة لما هوى في الهوى وطاحا

قصيدة لما هوى في الهوى وطاحا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي