لمعت بروقهم على الدهناء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمعت بروقهم على الدهناء لـ كاظم الأزري

اقتباس من قصيدة لمعت بروقهم على الدهناء لـ كاظم الأزري

لمعت بروقهم على الدهناء

فانحل عقد الدمعة الحمراء

عرب متى انتشق العليل عرارهم

كانت رياحهم رياح شفاء

من كل مكحول اللحاظ باثمد

يجلو غشاء الطخية العمياء

يستل من جفنيه أرهف صارم

فخرت به الموتى على الأحياء

وإذا ذكرت حديث ربرب ضارج

لا تنس ذكر أهلة الزوراء

بلد يفور الحسن من جنباته

فوران غيث من عيون سماء

هي بلدة أم جنة أم وجنة

شرقت بماء الدمية الادماء

لم أنس ذكر الغيد إذ صارمنني

وعلمن أن بقاءهن بقائي

أيام كانت للملاح موردا

تنشق عنه مصادر الاهواء

أيام ما كانت تفيق من الهوى

حتى استدارت دورة الاسواء

أترى الزمان درى بما أوعى لنا

إن الزمان وعاء كل بلاء

ونفائس الدنيا لأهل زمانها

كالماء خانته فروج إناء

للَه قوم كلما غلت النوى

رخصت نفوسهم على الأهواء

وجدوا بمفنية الغرام بقاءهم

فمشوا إليها مشية الغرماء

فهموا إشارات الهوى قبل الهوى

ما أقنع الأكياس بالإيماء

اشقيتموني بعد إسعادي بكم

والمرء بين سعادة وشقاء

نبهتموني للغليل وإن أكن

عن لذة الإغفاء في إغفاء

لي فيكم قلب يقلبه الجوى

في بردتين مودة ووفاء

ومحاجر نجل الجراح كأنها

شرقت بوخز الطعنة النجلاء

يا أهل ودي هل يضيء زماننا

فيعود فيء الدوحة الخضراء

حي اللويلات التي سلفت لنا

ما بين سالفتي سنى وسناء

حيث الصبا حالي الأديم كأنما

تلوى عليه ضفيرة الجوزاء

لا تنكروا دمع المحب فإنه

كرة تدفق من كرات الماء

ودعوا حجاب البين فيما بيننا

يا شمس لا تتبرقعي بسماء

يا صاحبي ترفقا بي إنني

كالريح قد علقت بذيل هباء

لا تطلبا مني الهدواء فإنني

أعددته هديا ليوم لقائي

ومتى دعا داعي الصلاح فإن لي

أذنا إليه شديدة الاصفاء

ضمئت لبارقة الفراق مفارقي

فليهنهن اليوم ري بكائي

تسقى بأدمعي الديار كأنها

غلل تبل بديمة وطفاء

يا بينهم كن كيف شئت فإنما

برحائي الأولى بهم برحائي

هيهات توقفني على سلوانهم

سارت مطايا الحب في الأعضاء

يا بعد أن غطى حجابك عنهم

فالشوق يهتك ستر كل غطاء

أنا من علمت رضعت ثدي وصالهم

وعلى الولاء طبعت والإيفاء

إن عيل صبري من أذاك فإنما

ذاك الزناد كبا عن الإيراء

كنا نشاوى اللهو قبل وداعهم

واليوم طارت نشوة الصهباء

أتروم مني اللهو صوح عوده

هيهات أدلي في المحال دلائي

يا محدرا بالبيض دون مزاره

سيل البطاح بأنفس الأمراء

لم أطو كشحا عن هواك وإنما

علق الفراق بأذيل الرفقاء

كم بت أرعى السائرات كأنني

منها أراقب أعين الرقباء

خانت بذمتي الخطوب وهل لها

إلا الكريم بقية الكرماء

المدرك الأمد البعيد بسابق

من دون خطوته بلوغ ذكاء

الخارق النوب الشداد برأيه

خرق الصباح غلالة الظلماء

شغف الصبا منه بأبلج واضح

سالت عليه غدائر العلياء

يحيي براحته السخاء وربما

تؤذي شحيح الطبع ريح سخاء

القاتل الآلاف يوم كريهة

والواهب الآلاف يوم عطاء

والطاعن البهم الكماة بنافذ

يمضي مضاء النار في الحلفاء

قناص حرب يعتري آسادها

فيصيدها بالصعدة السمراء

وأخو السجايا المفدقات كأنها

أخلاق كل ملثة وطفاء

ريحانة الأدباء بل ياقوتة

الأمراء بل اقليدس الحكماء

ذو راحتين يد على العادي ردى

ويد جدى وندى على الفقراء

وأغر في مرآة جوهر علمه

لاحت وجوه غوامض الأشياء

ينبوع روحانية الحكم التي

تنهل بالأنوار والأنواء

قيسي رأي لا ترى آراءه

إلا ملوك رعية الآراء

عبل الجلاد رقيق حاشية الندى

للمجد فيه مجامع الأهواء

لم تنكر الأيام حدة عزمه

فأتته ماشية على استحياء

يا ابن الذين إذا تعطلت الوغى

كانوا حلي عواطل الهيجاء

والمرتقين إلى ثنيات المنى

بسراة كل طمرة جرداء

والسائقين إلى الملوك سحائبا

لا تستهل بغير ماء دماء

إن شف وصفك عن ملاحظة النهى

فالماء لا يبدو لعين الرائي

وإذا اتخذت لك النوال تميمة

فالمكرمات تمائم الكرماء

خفيت معانيك الحسان عن الورى

والكيمياء أحق بالإخفاء

فاسلم ودم في عيشة شرفية

تنحط عنها همة الشرفاء

للسعد في كلتا يديك أزمة

ولحادثات الدهر طوع أماء

فأنا ابن ودكم الطبيعي الذي

كانت مودته من القدماء

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمعت بروقهم على الدهناء

قصيدة لمعت بروقهم على الدهناء لـ كاظم الأزري وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن كاظم الأزري

كاظم بن محمد بن مهدي بن مراد الوائلي البغدادي الشهير بالأزري. شاعر فحل، من أهل بغداد، يقال له شاعر أهل البيت. أشهر شعره قصيدة مطلعها: لمن الشمس في قباب قبابها، تزيد على ألف بيت. وله ديوان -ط مرتب على الحروف أكثره مدائح في أهل البيت، وقصيدة من المدائح النبوية خمّسها جابر بن عبد الحسين الربعي الكاظمي، وسماها قرآن الشعر الأكبر - ط.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي