لمن الخيام على الكثيب الأعفر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن الخيام على الكثيب الأعفر لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة لمن الخيام على الكثيب الأعفر لـ شرف الدين الحلي

لمن الخيام على الكثيب الأعفر

تُحْمَى جآذرها بكل غضنفر

عزت رباربها لعزة قومها

إذ كل خدر في حماية مخدر

لله ما ضمت وما حجبت بها

بيض الظبا من كل ظبي أحور

تلك القباب البيض كم تلقى بها

من أغلب يرنو بطرف أخزر

ليست تُشَبُّ أمامها نار القرى

إلا بفضلات القنا المتكسر

واهاً لقلب يستطار إذا الصَّبَا

هَبَّتْ مُضَمَّخة بنشر العَرْعَر

ولمقلة سفحت محاجرها دمي

لدُمىً تَضَمَنهُنَّ سفح مُحَجَّر

هيهات حالت دونهن كتيبة

غلباء قحطانية من حمير

حيّ يمانٍ دونه من طيِّئٍ

شم زكت أحسابهم في حمير

ألفوا مضاجعة السيوف وربما

ركزوا الرماح إلى ظلال الضمر

يممتهم والليل في دهش بما

أخفاه من سرِّ الصباح المسفر

حيث الدجى حول الخيام كأنه

في عين طارقها مثار العثير

وعيون سمر الخط غير هواجع

فيها وقد نامت عيون السُّمَّر

أَخْطُو البيوت مخاطراً بحشاشة

يقتادها داعي الهوى وتذكري

ومواقد النيران قد خمدت بها

والنجم مثل الواقف المُتَحَيَّر

أرتاد بيتاً دلني فعرفته

نشر الكِباء به وعرف العنبر

فهتكت عن شمس الظهيرة حجبها

والليل غرة صبحه لم تسفر

حتى ظفرت بزورة نزهتها

مع ما بقلبي أن تشاب بمنكر

لكنني بِرُضَابِها بَرَّدتُ ما

بالقلب من حرِّ الجوى المتسعِّر

حتى إذا ما لليل كرَّ وراءه

صبح كناصية الحصان الأشقر

أَذْرت على الخدِّ الدموع فخلتها

برداً تساقط فوق ورد أحمر

فلثمتها وجعلت أقتحم الردى

ما بين ملتف الوشيج الأسمر

أخطو الكماة وكم نيام حولها

في محكمات سوابغ وسنوَّر

حتى حسبت بأنَّ قلبي كامن

في سِرِّهِ عزم المبارز سَنَقْر

خَوَّاض أطراف الأسنة في الوغى

والخيل تسبح في العجاج الأكدر

والبائع النفس النفيسة طائعاً

للَّه في ضنك المقام الأخطر

تسمو علاه عن تَتَبُّعِ تُبَّعٍ

ويطول أقْصَرُها مساعي قيصر

لو كان في الزمن القديم لما سمت

عَبْسٌ ولا فخرت بسطوة عنتر

تغنيه عن سلِّ الظُّبا عزماته

وتقوم هيبته مقام العسكر

خلط النعيم ببؤسه لما سخا

وسطا فأنسى سيرة ابن المنذر

رُدْ روض أنعمه ورِدْ حوض الندى

منه وحدث بالربيع وجعفر

يقظان لا يَثْنِيه عن روض العلا

نيل السماح ولا كؤوس المسكر

أضحت به حلب العواصم جنة

فيها موارد جوده من كوثر

لما رأى الغازي الغياث معولاً

منه على طلق الأسرة أزهر

رضي القناعة في هواه ولم يضع

حفظ الذمام ولا كريم العنصر

فاسأل به عدناً غداة سما لها

فرداً وغير حسامه لم يُشْهرِ

أو لم يعد وكماتها بسيوفه

ما بين مُنْجَدِلٍ وبين مُعَفَّر

وإذا شككت بما له من وقفة

في وقعة أو كنت ممن يَمْتَرِي

سل غير وَانٍ عنه وَانَ وخيله

تحت السوابغ داميات الأنسر

من كان فارسها هناك ومن سرت

عن بأسه أنباء كل مُخَبِّر

قسماً لقد خاض المنايا معِدماً

من ليس يعبأ بالعديد الأكثر

أمبارز الدين الذي اعتلقت يدي

منه بأوكد ذمة لم تخفر

للَّه أنت إذا السيوف بكت دماً

يوم الهياج وفوق كل مشمر

بهرت صفاتُك واستطار حديثُها

في الخافقين فما لها من مُنْكر

فإذا تلا آياتِ مجدك مادحٌ

أغنى عن المسك الذكي الأذفر

قد كنت بالأخبار عنك مصدقاً

شيم العلا فتأكدت بالمخبر

فاستجلها كالروض حدثت الصبا

عن نشره غِبَّ السحاب الممطر

عجب الأنام لها وقالوا شاعر

أهدى إلى بحرٍ عقودَ الجوهر

طابت وطالت رفعة وتنزهت

آياتها عن ذم كل مقصر

وإذا الفحول عَنَتْ لما أنا قائل

هانت عليَّ مقالة المُتَلَعْفِر

والشعر كالأغصان يُغْرِق ناضر

ما بين ذوائها وبين المثمر

فاسلم كما تهوى حَليف سعادة

تبقى نضارتها بقاء الأعصر

ما افترّ برق أو ترنَّمَ بالضحى

وُرْقٌ على عَذَبات دَوْحٍ أخضر

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن الخيام على الكثيب الأعفر

قصيدة لمن الخيام على الكثيب الأعفر لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي