لمن الدار كأنضاء الخلل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن الدار كأنضاء الخلل لـ النابغة الجعدي

اقتباس من قصيدة لمن الدار كأنضاء الخلل لـ النابغة الجعدي

لِمَنِ الدارُ كَأَنضاءِ الخِلَل

عَهدُها مِن حِقَبِ العَيشِ الأُوَل

بِمَغامِيدَ فَأعلى أُسُنٍ

فَحُناناتٍ فَأَوقٍ فالجَبَل

فَبِرَعمَينِ فَرَيطاتٍ لَها

وَبِأَعلى حُرَّياتٍ مُتنَقَل

فَذِهابُ الكَورِ أَمسَى أَهلَهُ

كُّلُّ مَوشِيٍّ شَواهُ ذُو رَمَل

دارُ قَومِي قَبلَ أَن يُدرِكَهُم

عَنَتُ الدَهرِ وَعَيشٌ ذُو خَبَل

وَشَمُولٍ قَهوَةٍ باكَرتُها

فِي التَبَاشِيرِ مِنَ الصُّبحِ الأُوَل

باشَرَتهُ جَونَةٌ مَرشومَةٌ

أَو جَدِيدٌ حَدَثُ القارِ جَحَل

وَضَعَ الأُسكُوبُ فِيهِ رُقَعاً

مِثلَ ما يُرقَعُ بالكَيِّ الطَحِل

فَشَرِبنا غَيرَ شُربٍ واغِلٍ

وَعَلَلنا عَلَلاً بَعدَ نَهَل

وَعَناجِيجَ جِيادٍ نُجُبٍ

نَجلِ فَيّاضٍ وَمِن آلِ سَبَل

قُصِرَ الصَنعُ عَلَيها دائِماً

فَإِذَا الصَاهِلُ مِنهُنَّ صَهَل

جاوَبَتهُ حُصُنٌ مُمسَكَةٌ

أَرِناتٌ لَم يُلَوِّحها الهَمَل

مِثلَ عَزفِ الجِنِّ في صَلصَلَةٍ

لَيسَ فِي الأَصواتِ مِنهُنَّ صَحَل

فَجَرى مِن مِنخَرَيهِ زَبَدٌ

مِثلَ ما أَثمَرَ حُمّاضُ الجَبَل

فَعَرَفنا هِزَّةً تأخُذُهُ

فَقَرَّناهُ بِرَضراضٍ رِفَل

أَيَّدِ الكاهِلِ جَلدٍ بازِلٍ

أَخلَفَ البازِلَ عاماً أَو بَزَل

فظَنَنّا أَنَّهُ غالِبُهُ

فَزَجَرناهُ بِيَهياهٍ وَهَل

رُفِعَ السوطُ وَلَم يُضرَب بِه

فَأَرَنَّ الوَقعُ مِنهُ وَاحتَفَل

كَلِياً مِن حِسِّ ما قَد مَسَّهُ

وَأَفانِينِ فُؤادٍ مُحتَمَل

فَاستَوَت لِهزِمَتا خَدّيمِها

وَجَرَى الشَفُّ سَواءً فاعتَدَل

فَتآيا بِطَرِيرٍ مُرهَفٍ

جُفرَةَ المَحزِمِ مِنهُ فَسَعَل

عَسَلانَ الذِئبِ أمسى قارِباً

بَرَدَ اللّيلُ عَلَيه فَنَسَل

خارِطٌ أَحقَبُ فِلُو ضامِرٌ

أَبلَقُ الحَقوَينِ مَشطُوبُ الكَفَل

فَأَدَلَّ العَيرُ حَتّى خِلتَهُ

قَفَصَ الأَمرانِ يَعدُو فِي شَكَل

قالَ صَحبي إِذ رَأَوهُ مُقبِلاً

ما تَراهُ شَأنُهُ قُلتُ أَدَل

لَيتَ قَيساً كُلَّها قَد قَطَعَت

مُسحُلاناً فَحَصِيدا فَتُبَل

فَالأَشافِيَّ فَأَعلى حامِرٍ

فَلِوَى الخُرِّ فَأَطرافَ الرَجَل

جَاعِلِينَ الشّامَ حَمّاً لَهُمُ

وَلَئِن هَمُّوا لَنِعمَ المُنتَقَل

مَوتُهُ أَجرٌ وَمَحياهُ غِنىً

وَإِليِه عَن أَذاةٍ مُعتَزَل

سَأَلتَنِي جارَتي عَن أَمتي

وَإِذا ما عَيَّ ذُو اللُّبَِ سَأَل

سَأَلَتني عَن أُنَاسٍ هَلَكُوا

شَرِبَ الدَهرُ عَليهِم وَأَكَل

بَلَغُوا المُلكَ فَلَمّا بَلَغُوا

بِخِسارٍ وانتَهى ذاكَ الأَجَل

وَضَعَ الدَهرُ عَلَيهِم بَركَةً

فَأُبِيدُوا لم يُغادِر غَيرَ فَل

وَأُراِني طَرِباً في إِثرِهِم

طَرَبَ الواِلهِ أَو كالمُختَبل

أَنشُدُ الناسَ وَلا أُنشِدُهُم

إِنّما يَنشُدُ مَن كانَ أَضَل

لَيتَ شِعرِي إِذ قَضى ما قَد مَضى

وَتَجَلّى الأَمرُ لِلّهِ الأَجَل

ما يُظَنَّنَّ بِناسٍ قَتَلُوا

أَهلَ صِفِّينَ وَأَصحابَ الجَمَل

وَاِبنَ عَفّانَ حَنيفاً مُسلِماً

وَلُحُومَ البُدنِ لَمّا تُنتَقَل

أَيَنامُونَ إِذا ما ظَلَمُوا

أَم يَبِتُونَ بِخَوفٍ وَوَجَل

وَلَهُم سِيما إِذا تُبصِرُهُم

بَيَّنَت رِيبَةَ مَن كانَ سَأَل

فَتَمَطّى زَمخَريٌّ وارِمٌ

مِن ربِيعٍ كُلَّما خَفَّ هَطَل

مَنَعَ الغَدرَ فَلَم أَهُمم بِهِ

وَأَخُو الغَدرِ إِذا هَمَّ فَعَل

خَشيَةُ اللَهِ وَأَنّي رَجُلٌ

إِنَّما ذِكري كَنارٍ بِقَبَل

يَتَواصونَ بِقَتلي بَينَهُم

مُقبِلي نَحويَ أَطرافَ الأَسل

إِن تَري هَمّيَ أَمسى شاغِلي

وَإِذا ما نُوجِيَ الهَمُّ شَغَل

مِثلُ هِيمانِ العَذَارى بَطنُهُ

يَلهَزُ الروضَ بِنُقعاِن النَفَل

لَم يُقَايِظني عَلى كاظِمَةٍ

سَمَكُ البَحرِ وحَولِيُّ الدَقَل

إِذ هُمُ مِن خَيرِ حَيِّ سُوقَةً

وَطِىءَ الأَرضَ بِسَهلٍ أَو جَبَل

لِغَرِيبٍ قَامَ فِيهِم سائِلاً

وَلِجارٍ جُنُبٍ جاءَ فَحَل

يَستَخِفُّونَ إِلى الداعي بِهِم

وَإِلى الضيفِ إِذا الضيفُ نَزَل

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن الدار كأنضاء الخلل

قصيدة لمن الدار كأنضاء الخلل لـ النابغة الجعدي وعدد أبياتها خمسون.

عن النابغة الجعدي

قيس بن عبد الله، بن عُدَس بن ربيعة، الجعدي العامري، أبو ليلى. شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثمَّ نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام. ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأدرك صفّين فشهدها مع علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة فَسَيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كُفَّ بصره وجاوز المائة.[١]

تعريف النابغة الجعدي في ويكيبيديا

أبو ليلى النابغة الجعدي الكعبي (55 ق هـ/568م - 65 هـ/684م): شاعر، صحابي، ومن المعمرين. ولد في الفلج (الأفلاج) جنوبي نجد. اشتهر في الجاهلية، وقيل إنه زار اللخميين بالحيرة. وسمي «النابغة» لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقوم الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الإسلام. جاء عنه في سير أعلام النبلاء: «النابغة الجعدي أبو ليلى، شاعر زمانه، له صحبة، ووفادة، ورواية. وهو من بني عامر بن صعصعة. يقال: عاش مائة وعشرين سنة. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. وامتد عمره، قيل: عاش إلى حدود سنة سبعين».وقدم وهو سيد قومه مع وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 9 هـ / 630م، فأسلم. وشهد فتح فارس، وحارب مع علي بن أبي طالب معركة صفين وهو شيخًا كبير. ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها وقد كف بصره سنة 65 هـ / 684، وجاوز المِئَة واثنا عشر سنة، وقيل مئة وعشرون سنة.والنابغة شاعر متقدم صنفه ابن سلام في رأس الطبقة الثالثة من الجاهليين مع أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار، لبيد بن ربيعة ووصفه بأنه شاعر مُفلْق. نظم النابغة الشعر كبيراً، فمدح، وفخر، ووصف مآثر قومه، وهاجى ليلى الأخيلية، وأوس بن مغراء والأخطل، فتغلبوا عليه، وكان من أوصف الشعراء للخيل، وشعره متفاوت لعدم تهذيبه، جمعت شعره المستشرقة الإيطالية ماريا نلينو في «ديوان» مع ترجمة إلى الإيطالية وتحقيقات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي