لمن الطلول تراقصت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن الطلول تراقصت لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة لمن الطلول تراقصت لـ مهيار الديلمي

لِمَن الطُلولُ تراقصَتْ

نَجْوَى حشاك قِفارُها

قفرٌ نبا بك ودُّها

وتعلَّقتك ديارُها

إن كنتَ أعيُنَها عدم

تَ فهذه آثارُها

دِمَنٌ كمسحبة الأزم

مَةِ مُسحَلاً إمرارُها

ماتت حقائقُها وخُل

لِدَ زُورها ومُعارُها

وامتدَّ ليلُ السافيا

تِ بجوِّها ونَهارُها

عندي لها إن أجدبتْ

وَكَّافةٌ تمتارُها

أَنِستْ بإسبال الدمو

عِ كأنها أشفارُها

ونعم بكيت فهل تبل

لُكَ سائلاً أخبارُها

واهاً لها من حاجةٍ

لو قُضِّيَتْ أوطارُها

يا دارُ تُرْبُكِ والهجي

رُ وأضلعي وأُوارُها

حفظاً برملةَ إن ألط

طَ بذمّةٍ غدَّارُها

لا ضاع ما بيني وبي

نكِ عهدُها وذِمارُها

خلَتِ الليالي من بدو

رِكِ تمُّها وسِرارُها

حتى كأنّ معيشةً

لم يحلُ فيكِ مُرارُها

ومآرباً برباكِ ما اس

ترختْ لنا أستارُها

إذ كلُّ ذي هَدفين في

ك كِناسُها وصُوارُها

ومسائح الأيام بق

لٌ أخضرٌ وعِذارها

وجهيرة في الحسن تُك

تمُ في الهوى أسرارُها

كثرت ضرائرها وقل

لَ بذلك استضرارُها

بلهاء يَرتبِطُ الحلي

مَ من الرجال إسارُها

خبثت أحاديث الوشا

ةِ بها وطاب إِزارُها

خُلِقَتْ معطَّرةً فَخُي

يِبَ كاسداً عطَّارُها

وتَذَكَّرَتْ ألفاظُها

فثَنَى اللثامَ خِمارُها

يا صاحبي والعينُ تغ

نَمُ أو يُظَنَّ عُرارُها

والليلة الطولى يُخَو

وَضُ بالجفون غمارُها

طرقَتْ زميلةُ تجتلي

ظلمَ اللِّوى أنوارُها

وعلى الرحال مُمَلْمَلو

نَ وسادُهم أكوارُها

في ليلةٍ لم يَنْثُ غي

رَ حديثها سُمّارُها

عجباً لها نُفِضتْ إلي

يَ سحيقةً أقطارُها

بالغوطتين جبالُها

وببطن وجرةَ دارُها

باتت تعاطيني بنح

لةَ نحلةٌ أشتارُها

وتبسَّمت عن بَرقةٍ

عسلُ الرُّضابِ قِطارُها

جمدَ الحيا بَرَداً بها

وجرَتْ يذوبُ عُقارها

لم يألُ ناظمُ عِقدِها

نَصحاً ولا خَمَّارُها

طرقَتْ بسهلٍ والمسا

لكُ صعبةٌ أخطارُها

حَلَبَ البكيَّة ثم جَد

دَ من الصباحِ نِفارُها

فإذا يدي لم تَعتلِقْ

بسوى المنىَ أظفارُها

ولقد رفعتُ طلائحاً

جُرْدُ البطون قِصارُها

ضاقت مباركها وجا

لت فوقَها أستارُها

نجداً تُغَرِّبُ والهوَى

بمحجَّرٍ أمّارُها

وعلى الربيئةِ أشعثٌ

سَدٌّ عليه غُبارُها

ذو شَمْلةٍ سَمَلٍ يُخا

لِطُ جلدَهُ أطمارُها

طابتْ له صحراءُ صا

رةَ أَثلُها وعَرارُها

يرعى قلائصَ تُنتقَى

وحصَى الأُبَيرِقِ دارُها

إن ماطلته بغُزْرِها

نهضت بهِ أعيارُها

نظر الربيعَ بجُهَّدٍ

لبقوله أوتارُها

يا راعيَ البَكَراتَ ما

نجدٌ وما أخبارها

أوقِدْ بذي السَّمُراتِ لي

فقد استغمَّ مُنارُها

ولوَ اَنّها بضلوعِيَ ال

عوجاءِ تُذكي نارُها

إن ينتقِضْ كرُّ الخطو

بِ قُواي واستمرارُها

ويردّني نقدُ العيو

نِ تصادفَتْ أبصارُها

وتقومُ لي بيدَيْ مشي

بِ مَفارِقي أعذارُها

فلربَّ نَضرةِ عيشةٍ

لي صفوُها ونُضارُها

وعَزيبةٍ من لذَّةٍ

راحتْ عليَّ عِشَارُها

وقضيَّةٍ في الحبِّ لم

يُملَلْ عليَّ خِيارُها

وصقيلةِ الأنيابِ تُش

رَبُ حُلوةً أَسآرُها

تقع الأماني دون ما

تَثنِي بهِ أسحارُها

باتت وذِكرِي طيِّباً

دونَ الفراشِ شِعارُها

عرَّجتُ عنها مُعرِضاً

وقد استقام مَزارُها

وسلافةٍ كدمِ الغزا

ل تُخال مِسكاً فارُها

ممّا أعانَ عليه طِي

بةَ بابلٍ أنهارُها

غالَى بها السابونَ واف

تقدَ البُدورَ تِجارُها

في بيتِ نَصرانِيّةٍ

باسم المسيح عِيارُها

وَكَتِ القِرافَ بحِجرِها

ووِكاؤُها زُنَّارها

ماكستُ كفَّ مديرِها

وعلى هوايَ مَدارُها

لما حَلتْ رشَفاتُها

لم تحلُ لي أوزارُها

وسوايَ واثِبُ لذّةٍ

تفنَى ويبقَى عارُها

ما للرجال ترومُ أش

واطِي الطِّوالَ قِصارُها

أحفيتُ رُسغَ جيادها

وتنوءُ بي أعيارُها

سل ناخساً إبلي بأي

يِ تدنُّسٍ عَوّارُها

وحِمى بني عبد الرحي

م يحوطُها وجِوارُها

فإذا ذراهم بُزْلُها

مرحولة وبِكارُها

أَهوِنْ بباغي ضيمها

يوماً وهم أنصارُها

والهضبةُ الملساءُ تَم

نعُ أن يداسَ خَبارُها

والدوحةُ العيناءُ تح

لو للجُناةِ ثِمارُها

ما بات يُفقِرها الندَى

إلا وثَمَّ يَسارُها

لولا تُقَى سُؤَّالها

لاستُهوِنَتْ أعمارُها

حلماء والكلمُ القوا

ذِعُ مُغضِبٌ عوَّارُها

ومغامرون إذا الكما

ةُ تواكلتْ أغمارُها

عُرْبُ الأكفِّ نمتهُمُ

من فارسٍ أحرارُها

سالت أناملهم وشا

لت أنفسٌ ونجارُها

فَجَّاكَ آفاقُ المعا

لي منهُمُ وبحارُها

طاروا بمجدِهمُ وقَص

صَر بالنجوم مَطارُها

ركبَ الصعابَ من ابنهم

ركَّاضُها مِغوارُها

وحَمَى حقيقة مجدهم

سَلِسُ القَناةِ مُمارُها

لا تستباحُ مصونةٌ

وأبو المعالي جارُها

يقظانُ أسهرَه إذا

ذَكَرَ العيوبَ حِذارُها

قَلِقُ العزيمةِ إن حَمَى

صِغَرَ النفوسِ قرارُها

حمَّالُ ألويةِ السيا

دةِ ثَبْتُها صَبَّارُها

سبقَ الكهولَ وسِنُّه

ما استُذْرِعتْ أَشبارُها

وجَرَى فقدَّمه على

أقرانِه إقرارُها

عجِبوا وقد لفَّ الجيا

دَ إلى المدى مِضمارُها

أنّ القوارحَ أُخِّرتْ

وتقدّمتْ أمهارُها

لا تعجبنَّ فإنَّه

أمضى النصولِ طِرارُها

أعلى الكواكبِ في المنا

زلِ والعيونِ صِغارُها

هي دوحةُ المجدِ التي

لا يُخلِفُ استثمارُها

غدت الرياسةُ مِعصماً

فيها وأنتَ سِوارُها

هي خيرُ أهلِ زمانِها

بيتاً وأنتَ خِيارُها

إن السماء إذا سرتْ

معدودةً أنوارُها

كثُرَتْ كواكبها ولي

سَ كثيرةً أقمارُها

بك عمّ وَدْقُ سحابِها

جوداً وتمّ فخارُها

وتشبَّثتْ غَيظاً بأع

ناقِ العداة شفارُها

قادحتَها بمحاسنٍ

ما أصلدتْ أيسارُها

وخلائقٍ مَلَكَ الهوى

لك باقياً سَحَّارُها

شقَّتْ قلوبَ الحاسدي

نَ وما يُشَقُّ غُبارُها

كم من يدٍ لك كالغما

م وكالسحابِ غِزارُها

تُرْوَى بها حالي ويُد

رَكُ من زماني ثارُها

وحصينةٍ من حسن رأ

يك لا يُقَضُّ صِدارُها

تضفُو عليَّ ذيولُها

وتضمُّني أزرارُها

ولطيفةٍ باتت وقد

حفَّى الندى آثارُها

أعيتْ إصابتُها وإنْ

لم يُعيني إِكثارُها

والأعطياتُ جمالُها ال

مشكورُ لا أقدارُها

ففِداك مُعْطٍ يبذُلُ ال

نُعمَى ولا يختارُها

ووقتك ريبَ الدهر أي

دٍ عُرفُها إنكارُها

دينارُ جودكِ أو ودا

دك لي ولا قِنطارُها

واستأنفت لك عُونها

ما أسلفَتْ أبكارُها

تطوي البلاد ولم تَرِمْ

فقطينُها سُفَّارُها

من كلّ طائرةِ الشُّعا

عِ إذا استطار شَرارُها

تصلُ الكبيرَ ولا يخا

ف ملالةً زَوَّارُها

يُروَى لكم بفم التها

ني صفوُها وخيارُها

عذراء يُخلَع في هوا

ك مع العفاف عِذارُها

في أيّ بيتٍ شئتَ من

ها قلتَ ذا سيَّارُها

سعتِ القوافي خلفَها

وعَنَا لها جبَّارُها

لو ما تقدّم عصرُها

وتردَّدتْ أدوارُها

ودَّتْ فحولُ الجاهلي

يةِ أنّها أشعارُها

لو أُنصِفَتْ فوق الطُّرو

سِ لأُذهِبتْ أعشارُها

في كلّ يومِ هديّةٍ

مستحسَنٌ تَكرارُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن الطلول تراقصت

قصيدة لمن الطلول تراقصت لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها مائة و ثمانية و عشرون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي