لمن رسوم الديار باللبب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن رسوم الديار باللبب لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة لمن رسوم الديار باللبب لـ ابن قلاقس

لمنْ رسومُ الديار باللّبَبِ

قد درسَتْ من تعاقُبِ الحِقَبِ

لم تُبْقِ من رسمِها الرياحُ سوى

نُؤيٍ فمُستوقَدٍ بمُحتَطَبِ

الى ديارٍ بين الصِّفاحِ فذا

تِ الخالِ فالرقمتَيْنِ فالكتُبِ

بدتْ لعينيك وهي مزمنة

آثارُها كالسطورِ في الكتُبِ

وأقبلَ الدوحُ في جوانبِها

يضحكُ من فيضِ مدمَعِ السُحُبِ

فالأرضُ تبدو لعينِ ناظرها

مختالةً في ثيابها القُشُبِ

يا حاديَ العيس قفْ بها سحَراً

فحيِّ رسمَ الكثيبِ من كثَبِ

فالجِزْع فالمُنحنَى فبُرقة تَيْ

ماءَ فَوادي الأراكِ فاللّبَبِ

فالمَربدَينِ اللذَيْنِ جادَهُما

مُلُِّ وَدْقٍ بواكفٍ سربِ

ديارُ ميَّ التي تقرُّبُها

سُؤلي وإنجازُ وعدِها أرَبي

لمياءُ تبدو في رقّةِ الحضَرِ ال

لِّطافِ حيناً وفطنةِ العرَبِ

تحسَبُها حولَها صواحبُها

بدرَ تمامٍ قد حُفّ بالشُهُبِ

برّاقةُ الجيدِ واللّثاتِ شفا

ءُ الصبِّ سلسالُ ثغرِها الشّنِبِ

عجزاءُ ممكورةُ الوشاحِ لها

صفحةُ وجهٍ ما عيبَ بالنّدَبِ

حسناءُ زينُ الثيابِ ما سُلِبَتْ

إلا وزينَتْ بذلك السّلَبِ

وصاحبٍ صادقِ الودادِ كَتو

مِ السّرِّ في حالتَيْهِ ذي أدَبِ

عاطَيْتُه والصباحُ منبلجٌ

مُدامةً من سُلافةِ العنبِ

ترى بَنان المُديرِ مختضِباً

من لونِها وهْو غيرُ مختَضِبِ

ومَقعدٍ محرقٍ تنفّسُه

كالعاشقِ المستهامِ ذي الوصَبِ

فيه وفي شأنِ فعله أبداً

إذا تأملْتَ أعجَبُ العجَبِ

إذا همُ قلّدوه من سبج

قلائِداً ردّها من الذّهبِ

ومهمَهٍ تُصبِحُ المطيّ به

ما بين إرقالِها الى الخبَبِ

باكرتُه والنجوم آفلةٌ

والصبحُ قد لاح أبيضَ العذَبِ

بناقةٍ لا تكلُّ من أضم الس

ير ولا تشتكي من الدّأبِ

ما غير عانات جلهى انتصبت

والصُبحُ بالليلِ غيرُ مُحتجبِ

ينظرُ نشّ المياهِ منثغِباً

وكان من قبلُ غيرَ منثغِبِ

عينُ مياهٍ غدَتْ مطحلَبةً

جفّتْ لفيضِ المياهِ بالعُشُبِ

أُتيحَ للعين شخصُ مقتَنِصٍ

لها حفيّ بالعشب متّرِبِ

سعى بمُلسِ المتونِ طائرةً

بالرّيشِ طولَ الزمان والعُقُبِ

وشقّةٍ لا يخافُ مالكُها

منها فُطوراً كسائِرِ الخشبِ

حتى إذا ما أتَتْ لموردِها

رمى أتانا منها فلم يُصِب

فانصَعْنَ عنه الى التلال الى

السّفحِ فأرضِ القيصومِ فالغَرَبِ

لا الأجْدَلُ الوحْوَحُ الكميُّ إذا

ما انفضّ من لهبِه على خَرَبِ

يُشبِهُها إن جرَتْ وإن رفلَتْ

في صُعُد تارةً وفي صبَبِ

أقول يا ناقَ وهي قد طفِقَتْ

في النّسْعِ كالنّسعِ صلبةَ العصَبِ

مثلُكِ لا يشتكي الكَلال ولا

يئنّ أنّ المتيّمِ الوصِبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن رسوم الديار باللبب

قصيدة لمن رسوم الديار باللبب لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي