لمن طل بلوى عاقل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن طل بلوى عاقل لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة لمن طل بلوى عاقل لـ مهيار الديلمي

لمن طلٌ بلِوَى عاقِلِ

عفا غير منتصبٍ ماثِلِ

تشرَّفَ يُصغِي لأمر الرياح

وإمّا إلى واقفٍ سائلِ

تنكّرت العينُ ما لا تزا

ل تعرفُ من ربعه الآهِلِ

بدائدُ من قاطني الوحش فيه

بدائلُ من أنسه الراحلِ

وقفتُ به ناحلاً أجتدى

شفاءَ سقامِيَ من ناحلِ

مشوقَيْن لكنَّه لا يلام

ولا يُرتَجَى الجودُ من باخلِ

وأدري ولم يدر ما نابه

وتنجو الغباوة بالجاهلِ

أكنتَ مع الركب طاوين عنه

مَطا كلِّ مطّردٍ جائلِ

له من ثرى الأرض ما لا يمسُّ

سوى مسحةِ الغالط الغافلِ

كأنّ يديه تبوعان شَوْطَا

ظليمٍ أهَبتَ به جافلِ

ترى البدرَ راكبَه قاطعاً

به فلكَ العقربِ الشائلِ

وفي الحيّ مختلفاتُ الغصو

ن من مستوٍ لك أو مائلِ

ومن جائرٍ ليتَ ما قبله

تعلّم من قدّه العادلِ

تنابلن بالحدق الفاتنات

وفي كبدي غرضُ النابلِ

أأصحو على النظرِ البابلي

يِ والخمرُ والسحرُ في بابلِ

تعجَّلتُ يوم اللوى نظرةً

ولم أتلفَّتْ إلى الآجلِ

فكنتُ القنيصَ لها لا الغزالُ

بعينيَّ لا كفّةِ الحابلِ

فياربّ قلّد دمي مقلتي

بما نظرتْ واعفُ عن قاتلي

هنيئاً لحبِّكِ ذات الوشاح

دمٌ طُلَّ فيه بلا عاقلِ

وشكواي منك إلى مُعْرِض

وضنُّكِ منّي على باذلِ

وحبّي لذكركِ حتى لثم

تُ مسلَكه من فم العاذلِ

وليل يطالِبُ عند الصبا

ح دَينَ الغريم على الماطلِ

رددتُ أداهمَ ساعاتِهِ

أشاهبَ من دمعِيَ السائلِ

وما عند صبري على طوله

ولا فيضِ جفنِيَ من طائلِ

أرى صِبغة العيش عند الحسا

ن حالت مع الشعَر الحائلِ

وأَشمسَ شيْبي فهل فَيْئة

تعود بظلّ الصِّبا الزائلِ

عزفتُ سوى عَلَقٍ بالوفا

ء لم يك عنه النهى شاغلي

وقمتُ على سرف الأربعي

ن آخذُ للحقّ من باطلي

يعيب عليَّ الرضا بالكَفافِ

سريعٌ إلى رزقه الفاضلِ

وهان على عزّتي ذلُّهُ

هوانَ الفصيل على البازلِ

ويحسُدني وهو بي جاهلٌ

ومن لك بالحاسد العاقلِ

نصحتُك خالفْ فإن الخلافَ

دليلٌ ينوِّه بالخاملِ

وما لم تكن ذا يدٍ بالعدوّ

فحالفْ عدوَّك أو خاتلِ

فإما كفى العامُ أو نم له

وراقبْ به غَدرة القابلِ

وإياك وابنَ العلاء الجديدِ

ونعمةَ مستحدثٍ ناقلِ

إذا أبصر العقل في قسمةٍ

تعجّب من غلَط الكائلِ

حريص على الزاد حرصَ الذئاب

فياخبَث الطُّعمِ والآكلِ

رأى نزقةً وادّعى طَرْبَةً

فلم يحتشم ذلَّةَ الواغلِ

يروم ابنَ عبد الرحيم الرجالُ

ولا يلحَقُ الرِّدفُ بالكاهلِ

ويرجون ما ناله والكعو

بُ منحدراتٌ عن العاملِ

ولما وُزِنتَ بأحسابهم

وأحلامهم زِنةَ العادلِ

رجحتَ وشالت موازينُهم

فثاقلْ بمجدك أو طاولِ

رأيت السماحةَ وهي الخلو

دُ للذكر والعزَّ في العاجلِ

فقلتَ لمالك لا مرحباً

بمَيسرةٍ في يدَيْ باخلِ

ولولا سموُّ الندى ما علت

يدُ المستماحِ يدَ السائلِ

فمن كان يوماً له مالُه

فأنت ومالُك للآملِ

ورثتَ الفخار فأعليتَ فيه

وجاءوه من جانبٍ نازلِ

وأنّ مماشيك في المكرمات

لَحافٍ يجعجع بالناعلِ

وكنتَ متى خار عرضٌ فخا

فَ من قائلٍ فيه أو قابلِ

نجوتَ بعرضٍ عن المخزيا

تِ أملَسَ من عارها ناصلِ

وربَّ مغرِّرةٍ بالألدِّ

لجوجٍ على فِقرة القائلِ

فَلجتَ بها قاطعاً للخصوم

وقد فُضَّ عنها فمُ الفاصلِ

ويومٍ تُرَدُّ الحكوماتُ فيه

إلى طاعة المِخذمِ القاصلِ

وأزرقَ ظمآن لا يستشير

إذا عرضَت فرصةُ الناهلِ

يغادر نجلاءَ مفروجةً

كَمنفجَةِ الفرسِ البائلِ

إذا لم يجارِ السنانَ اللسانُ

فما شرفُ المرء بالكاملِ

وما ابنك في المجد إلا أبوه

إذا نُسبَ الشِّبلُ للباسلِ

شبيهك حمّلتَه المكرماتِ

فلم يك عنهنّ بالناكلِ

وأبصرت فيه وليداً مناك

وقد يصدق الظنُّ بالخائل

وقام بأمرك في الوافدين

قيامَ وفيٍّ بهم كافلِ

ولا تنجب الشمسُ ما طرَّقت

بأنجب من قمرٍ كاملِ

فبورك نسلا وأترابه

بنوك وبوركتَ من ناسلِ

وخافتك فيهم عيونُ الزما

ن من قاصد السهم أو جائلِ

وشرّ التحاسد فهو الذي

أدبَّ الضغائنَ في وائل

وما دام يبقَى أبو سعدهم

فما نجم سعدك بالآفلِ

حملتم مُنايَ على ثِقلها

وليس الكريمُ سوى الحاملِ

بأقوالكم وبأفعالكم

وما كلّ من قال بالفاعلِ

ولَلْوُدّ يخلطني بالنفو

س أحظى لديَّ من النائلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن طل بلوى عاقل

قصيدة لمن طل بلوى عاقل لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثمانية و ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي