لمن ظعن بين الغميم وحاجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن ظعن بين الغميم وحاجر لـ ابن أبي الحديد

اقتباس من قصيدة لمن ظعن بين الغميم وحاجر لـ ابن أبي الحديد

لِمن ظعنٌ بَينَ الغَميم وَحَاجر

بَزَغنَ شُموساً في ظلام الديَّاجِر

شبيهات بيضات النعام يقلُّها

من العيس أشباه النعام النوافِر

ومن دونِ ذاكَ الخدرِ ظَبيةُ قايضِ

تُريق دِماء المشبلات الخوادِر

تَنوءُ بأعباءِ الحليِّ وإِنّها

لتَضعف عَن لَمحِ العُيونِ النَّواظِر

إذا اعتَجَرت قاني الشُّفوفِ فَيا لَها

تبارِيحُ وَجدٍ في قُلوبِ المغافِرِ

تَميلُ كَما مَالَ النَّزِيفُ وتَنثني

تَثنيَ مَنصورِ الكتيبَةِ ظافِر

لها مَحضُ وُدّي في الهوى وَتَحنُّني

وخالصُ إضماري وصفوُ سَرائِري

فَيا رَبِّ بَغِّضها إلى كل عَاشِقٍ

سوَايَ وقبِّحها إلى كل نَاظِرِ

وبَغِّض إليها النَّاسَ غَيري كَما أرى

قَبيحاً سواها كلَّ بَادٍ وَحاضر

فيا جَنَّة فِيها العَذابُ وَلم أخَف

حُلُولَ عذابٍ في الجنانِ النَّواضِر

يعاقَبُ في حُسبانِها غَيرُ مُشركٍ

ويُحرمُ من نعمائِها غَيرُ كافِر

علمتك لا قرب الدِّيار بنافعي

لديكَ ولا بُعدُ الديارِ بِضائِري

ومَا قُربُ أوطانٍ بها مُتَباعِدُ ال

مَوَدَّةِ إلا مثلُ قُربِ المقابِرِ

حلَفت بربِّ القعضبيَّة والقنا

المثقَّفِ والبيضِ الرّقاقِ البواتِر

وبالسَّابحَاتِ السَّابِقات كأنها

من النَّاشراتِ الفارِقاتِ الأَعاصِر

وعُوجٍ مُرنَّاتٍ وصفرٍ صوائب

وفُلكٍ بآذيِّ العُبابِ مَواخِر

لَقد فَازَ عَبدٌ للوَصيِّ ولاؤه

وَلو شَابَه بِالموبقاتِ الكَبائِر

وَخابَ مُعادِيه ولَو حَلَّقت بِه

قَوادِمُ فَتخاءِ الجناحَينِ كاسِر

هُوَ النَّبأ المكنونُ والجوهَر الذي

تَجسَّدَ مِن نُورٍ مِنَ القدس زاهِر

وذُو المعجزَاتِ الواضِحاتِ أقلُّها

الظهورُ على مُستودعات السَّرائِر

ووَارِثُ علمِ المُصطفى وشَقيقُه

أخاً ونَظيراً في العلي والأواصِر

ألا إنَّما الإسلامُ لَولا حُسَامهُ

كعفطةِ عَنزٍ أو قلامةِ حَافِر

ألا إنَّما التَوحيدُ لولا عُلومُه

كعُرضةِ ضِلّيلٍ وَنهبة كافِر

ألا إنَّما الأَقدارُ طوع يَمينِهِ

فَبوركَ من وترٍ مُطاع وقادِر

فَلو ركَضَ الصُّمّ الجلامِدَ واطِئاً

لفجَّرَها بالمترَعاتِ الزَّواخِر

ولَو رَامَ كَسفَ الشَّمسِ كوّرَ نورَها

وعَطَّلَ مِن أفلاكها كلَّ دَائِر

هُوَ الآيةُ العُظمى ومُستنبِطُ الهدى

وَحيرةُ أربابِ النُّهى والبَصَائِر

رَمى اللَّه منهُ يوم بَدرٍ خُصومَه

بِذي فُذذٍ في آلِ بدرٍ مُبادِر

وَقد جاشَتِ الأرضُ العريضةُ بالقَنا

فَلم يُلفَ إلا ضامرٌ فوقَ ضَامِر

فَلو نَتَجَت أمُّ السَّماء صَواعِقاً

لما شَجَّ منها سارِحٌ رأسَ حاسِر

فَكانَ وكَانُوا كالقُطاميّ نَاهَضَ ال

بُغَاثَ فَصرَّى شِلوَهُ في الأَظافِر

سرى نَحوهم رِسلاً فسَارَت قُلوبُهم

مِنَ الخَوفِ وخداً نحوَه في الحناجِر

كانَّ ضُبَاتِ المشرَفيَّة من كرى

فَما يَبتَغي إلا مَقرَّ المَحاجِر

فَلا تَحسَبَنَّ الرَّعدَ رِجس غَمامَةٍ

ولكنَّه مِن بَعض تِلكَ الزماجِر

ولا تحسبنَّ البَرقَ نَاراً فإنه

وَمِيضٌ أتى مِن ذِي الفِقار بفاقِر

وَلا تَحسبنَّ المزنَ تَهمي فإنَّها

أنامِلهُ تَهمي بأوطفَ هامِر

تَعالَيتَ عَن مَدحٍ فأبلَغُ خاطب

بِمدحِكَ بَينَ الناسِ أَقصرُ قاصِر

صِفاتُكَ أسماءٌ وَذاتُكَ جَوهَرٌ

بَريء المَعالِي مِن صِفاتِ الجَواهِر

يجلُّ عَنِ الأعراضِ والأينِ والمتى

ويَكبرُ عَن تَشبيههِ بالعَنَاصِر

إذا طَافَ قَومٌ في المَشاعِرِ والصَّفا

فَقبرُكَ رُكني طَائِفاً وَمشاعِري

وإن ذَخِرَ الأقوامُ نُسكَ عِبادة

فحبُّكَ أَوفى عُدَّتي وذَخائِري

وإن صَامَ ناسٌ في الهواجِرِ حِسبَةً

فَمدحُكَ أَسنى مِن صِيامِ الهَواجِر

وأعلَمُ أنَّي إِن أطَعتُ غِوايَتي

فحبُّكَ أُنسي في بُطُونِ الحَفائِر

وإن أكُ فيما جِئتهُ شرَّ مذنبٍ

فَربُّكَ يا خَيرَ الوَرى خَيرُ غافِر

فَواللَّه لا أقلَعتُ عن لهو صَبوَتي

ولا سمعَ اللاحُونَ يَوماً معاذِري

إِذا كُنت للنِّيرانِ في الحَشر قاسماً

أطعت الهَوى والغيَّ غيرَ مُحاذِر

نَصَرتكَ في الدُّنيا بِما أَستَطيعه

فَكُن شَافِعي يَومَ المعادِ ونَاصِري

فَلَيتَ تُراباً حال دُونَكَ لم يَحل

وَساتِرَ وَجهٍ مِنكَ لَيسَ بِساتِر

لتنظرَ ما لاقى الحسينُ وَما جَنَت

عَلَيه العِدَى مِن مُفظِعاتِ الجَرائِر

مِنِ ابنِ زيادٍ وابنِ هندٍ وإمرة اب

نِ سعدٍ وأبناء الإماءِ العَواهِر

رَمَوهُ بِيَحمُومٍ أديمٍ غُطامطٍ

تُعيدُ الحَصى رَفغاً بِوقع الحَوافِر

لهامٌ فلا فَرع النُّجومِ بِمسبَلٍ

عَلَيهِ ولا وَجهُ الصَّباحِ بِسافِر

فَيا لَكَ مَقتولاً تَهدَّمت العلى

وثلَّت بِهِ أركانُ عرشِ المَفاخِر

ويا حَسرَتا إذ لَم أكُن في أوائِل

منَ النَّاسِ يتلى فضلُهُم في الأواخِر

فَأنصرَ قَوماً إن يكن فاتَ نَصرُهم

لَدى الرَّوع خطَّاري فَما فَاتَ خَاطِري

عَجِبتُ لأطوَادِ الأخاشِيبِ لَم تمد

ولا أَصبَحتَ غوراً مِياهُ الكوَافِر

وَلِلشَّمس لم تُكسَف وللبَدرِ لم يَحل

وللشُّهبِ لم تَقذف بأشأمِ طائِر

أما كانَ في رزء ابن فاطم مقتض

هُبوط رواسٍ أو كُسوف زواهِر

ولكنما غَدرُ النُّفوس سَجيَّةٌ

لَها وَعزيزٌ صَاحبٌ غير غادِر

بني الوحي هل أَبقى الكتابُ لناظِمٍ

مَقالَةَ مَدحٍ فيكمُ أو لناثِر

إذا كانَ مَولى الشَّاعِرين وَرَبُّهم

لَكم بانياً مَجداً فَما قَدرُ شاعِر

فَأُقسِمُ لَولا أنَّكُم سُبلُ الهُدى

لضلَّ الوَرى عَن لاحبِ النَّهجِ ظاهِر

ولَو لَم تَكُونوا في البَسيطَةِ زلزلت

وأُخربَ من أرجائِها كل عامِر

سأمنَحُكُم مني مَودة وامقٍ

يَغضُّ قلى عن غيركم طَرف هاجِر

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن ظعن بين الغميم وحاجر

قصيدة لمن ظعن بين الغميم وحاجر لـ ابن أبي الحديد وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن ابن أبي الحديد

عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبوحامد، عز الدين. عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة، له شعر جيد واطلاع واسع على التاريخ. ولد في الدواوين السلطانية، وبرع في الإنشاء، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي. توفي ببغداد.[١]

تعريف ابن أبي الحديد في ويكيبيديا

عز الدين عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد هو أحد أبرز علماء وكتاب المعتزلة في عصره. من كتبه كتاب شرح نهج البلاغة. توفي في 656 هجرية الموافق لـ 1258 ميلادية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي الحديد - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي