لمن نصبوا الاعلام في الشرفات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لمن نصبوا الاعلام في الشرفات لـ مصطفى الغلاييني

اقتباس من قصيدة لمن نصبوا الاعلام في الشرفات لـ مصطفى الغلاييني

لِمَنْ نَصَبُوا الاعْلامَ في الشُّرُفاتِ

وحَضُّوا عَلى الزِّيناتِ في الشَّرَفاتِ

أَرَى في وُجُوهِ القَوْمِ آثارَ بَهْجَةٍ

فَلَمْ ادْرِ مَعْنَى هذهِ البَهَجاتِ

ألاَ فَسِّرُوا لي يا بَني الصِّينِ مُعْجَماً

تَخُطُّونَهُ في هذِهِ الصَّفَحاتِ

قَرَأْتُ فَلَمْ أَفْهَمْ سِوَى حَرَكاتهِ

وَقَدْ يُفْهَمُ المَعْنَى مِنَ الحَرَكاتِ

اراكُمْ نَصِبْتُمْ في شَعاارِ زِينَةٍ

تُقِيمُونَها في هذِه الثُّكُناتِ

أَعيدٌ لَكُمْ يَقْضِي بهِ الدِّينُ عِنْدَكُمْ

أَقَمْتُمْ لَهُ الأَذْكارَ والصَّلَواتِ

ونَشَّرْتُمُ الراياتِ ذِكْرَى قُدُومِهِ

وَزَيَّنْتُمُ الساحاتِ والحُجُراتِ

وقُمْتُمْ إلى أَسْفارِهِ تَقْرَؤُونَها

كما تُقْرا الاياتُ بالنَّغَماتِ

امِ الصِّينُ نالَتْ حَقَّها فَتَحَرَّرَتْ

مِنَ الرِّقِّ في ايْدٍ تَجُورُ طُغاةِ

فاظْهَرْتُمُ الافْراحَ والبِشْرَ والصَّفا

ونَصَّبْتُمُ الاعْلامَ مُخْتَفِقاتِ

وسِرْتُمْ وفي الايْدِي المَسارِجُ زُيِّنَتْ

بِزينَتِها تَمْحُو دُجا الظُّلُماتِ

وطَوَّقْتُمُ تَشْدُونَ في غَسَقِ الدُّجا

اناشيدَ مجدٍ عاشَ بَعْدَ مَماتِ

ألاَ خَبِّرُوني أَيُّها الجُنْدُ واشْرَحُوا

لِمُعْتَقَلِ العَلْياءِ ذي الفَرحاتِ

أفي مِثْلِ هذا اليومِ أَجْلَى عَدُوُّكُمْ

عَنِ الصِّينِ بالوَيْلاَتِ والعَثَراتِ

هَلِ العِيدُ لاِسْتِقْلاَلِ أَرْضٍ غُلِبْتُمُ

عليها بِسَيْفِ الجَوْرِ والنَّكَباتِ

ألاَ أَنْبِؤُوني رَوَّحَ الله عنكُم

وايْقظَكمْ مِنْ هذهِ الهَجَعاتِ

ونَبَّهَ فيكمْ نَخْوَةَ المجدِ والعُلاَ

وفَرَّجَ عنكمْ هذهِ الغَمَراتِ

وَرَدَّ عِداكم كَيْدُها في نُحُورِها

تَعَثَّرُ في داجٍ منَ الكُرُباتِ

فَقالوا ولَمْ يَدْرُوا مَقالي ولم يَعُوا

خِطابي وَلَمْ يَسْتَفْهِمُوا كَلِماتي

أَلَمْ تَدْرِ يا سُورِيُّ يا ابْنَ أَماجدٍ

منَ العُرْبِ عَمُّوا الأَرْضَ بالحَسَناتِ

الم تَدْرِ تَمُّوزا ورابِعَ عَشْرِهِ

وما اسْتُلَّ فيهِ مِنْ شَباً وقَناةِ

وما طاحَ منْ هامٍ وما سالَ مِنْ دَمٍ

وما ذَلَّ منْ مَلْكٍ ومِنْ سَرَواتِ

فَنالَتْ بهِ الايامُ اقْصَى مُرادِها

وعادَتْ وُجُوهُ الدَّهْرِ مُبْتسِماتِ

فَلِلَّهِ يَومٌ لَمْ تَرَ العَيْنُ مثلُهُ

أَعادَ إلى الإِفْرِنْجِ خَيْرَ حَياةِ

أَعادَ إليهمْ مَوْرِدَ العَيْشِ صافياً

وخلَّصهمْ من قَبْضَةِ اللَّزَباتِ

وخَطَّ لَهُم نَهْجَ السَّعادةِ واضحاً

فكانوا لِباغِي الرُّشْدِ خَيْرَ هُداةِ

فقلتُ لهم قد كنتُ أَحْسَبُ أَنَّكُمْ

حَفَلْتُمْ لِعيدِ الصِّينِ تِي الحَفَلاتِ

وما كنتُ أَدْرِي هذهِ الفَرَحاتِ

تكونُ لعيدِ السِّينِ طُولَ حَياتِي

أَيَفْرَحُ عانٍ في يَدِ الهُونِ والأَذَى

بِعِيدِ غُزاةٍ عَبَّدُوهُ عُتاةِ

ويَنْشُرُ أَعْلاَمَ المَسَرَّةِ فَوْقَهُ

تُداعِبُها الافْراحُ بالنَّسَماتِ

فَرحْتُمْ بِحُسْنَى منْ يَسُوءُ بِلادَكُمْ

ويَرْمِيكُمْ في شاسِعِ البَلَداتِ

وَيَحلِبُ خَيْراتِ الدِّيارِ لِنَفْسهِ

وانْ يَسْقِكُمْ منها فَفَضْلَ سُقاةِ

فأَنْتُمْ خُضُوعٌ يا بَني الصِّينِ لِلأُلَى

يَسُومُونَكُمْ خَسْفاً وسُوءَ أَذاةِ

سُرِرْتُمْ كما سُرَّ العَبِيدُ بِسَيِّدٍ

تُزَفُّ إليهِ بَضَّةُ الفَتَياتِ

فقالوا تَمَهَّلْ يا فتى العُرْبِ لا تَجُرْ

علينا بعَذْلٍ صادِقِ الحَمَلاتِ

تُكَلِّمُنا القَوْلِ تَكْلِيمَ مُرْهَفٍ

خَذُومٍ احَدَّتْهُ اكَفُّ كُماةِ

وتَنْسى بَنِي اعْمامِكَ العَرَب الالَى

عَنَوا لِخُطُوبِ الدَّهْرِ غَيْرَ شُكاةِ

إذا كُنْتَ تَبْكي أَنْ تَرَى الصِّينَ ذُلِّلَتْ

كما ذَلَّلَتْ شاءً عِصِيُّ رُعاةِ

فَقُمْ وابْكِ مجدَ العُرْبِ وارْثِ رِجالَهُمْ

وابِّنْ عُلاهمْ واسْفَحِ العَبَراتِ

الا قُمْتَ يا ابْنَ الضادِ تُوقِظُ امَّةً

لَها في المَعالي اكْرَمُ الصَّفَحاتِ

تُرادُ عَلَى كاسِ الاذَى وهي مُرَّةٌ

فَتَشْرَبُها صِرْفا بِغَيْرِ شَكاةِ

عَنَتْ لِرِجالِ الْغَرْبِ خُضْعا رِقابُها

اسارَى كما تَعْنُو قَطا لِبَزاةِ

الَسْتُمْ لَدَيْهِمْ رَهْنَ اصْفادِ مَحْبِسٍ

لَدَى قَلْعَةٍ مَعْصُومَةِ الجَنَباتِ

تُسامُونَ فيها الضُّرَّ والضَّيْمَ والشَّجا

وتُسْقَوْنَ أَكْوابَ الأَذَى زِعقات

وَلَمْ نَرَ مَنْ الظُّبَى في دِيارِكُمْ

وقامَ الى الاعْداءِ بالشَّبَواتِ

وأَنْتُمْ عَدِيدُ الرَّمْلِ في كلِّ بُقْعَةٍ

فايْنَ رِجالُ الحَرْبِ والنَّجَداتِ

وايْنَ اباةُ الضِّيْمِ والعَرَبُ الالَى

عَهِدْناهُمُ لِلْمَجْدِ خَيْرَ كَفاةِ

أَلَيْسَ لَدَيْكُمْ غَيْرُ قَوْلٍ مُنَمَّقٍ

تَطِيرُ بهِ الارْواحُ مُصْطَفِقاتِ

فأَنْتُمْ عَلَى إِخوانِكُمْ أُسُدُ الشَّرَى

تَحُدَّونَ للشَّحْناءِ كلِّ شباةِ

وانْتُمْ عَلَى الاعْداءِ انْ حَقَّتِ الوَغَى

ظِباءٌ دَنا مِنْها صَلِيلُ ظُباتِ

وَما زِلْتُمُ اسْرَى خِلافٍ يُذِلُّكُمْ

ويَشْغَلُكُمْ بالجَهْلِ والغَزَواتِ

فَدَعْ عنكَ لَوْمَ الصِّينِ فالشَّرْقُ كُلُّهُ

بَنُوهُ اسارَى في يَدِ الغَفَلاتِ

اقامُوا عَلَى خَسْفٍ ونامُوا عَلَى اذىً

وقَرُّوا عَلَى ضَيْمٍ وقَرْعِ صَفاةِ

وما نَبَّهَتْهُمْ عِبْرَةُ بعدَ عِبْرَةٍ

ولا عِظَةٌ قد عُزِّزَتْ بِعِظاتِ

فَقُلْتُ وفي نَفْسي لَواعجُ حَسْرَةٍ

عَلَى الشَّرْقِ اذْكَتْها لَظَى الحَسَراتِ

صَدَقْتُمْ فإِنَّ الشَّرْقَ يَمشي مُقَيَّداً

باغْلالِهِ جَهلا الى الحُفُراتِ

يُساقُ الى هُونٍ وضَيْمٍ وذُلَّةٍ

فيمشي كشاةٍ سُقْتَها بأَداةِ

الا عُصَبُ الشَّرْقِ تَنْهَضُ لِلْقَنا

فَتَغْسِلَ عَنْها هذِه اللَّطَخاتِ

وتَسْتَلُّ محدُودَ الظُّبَى تَسبِقُ الظِّبا

كَلَيْثِ الشَّرَى رَوَّعْتَهُ بِحَصاةِ

وتَمْشي إلى العَلْياءِ بالعِلْمِ والنُّهَى

وافادَةٍ فَياضَةِ الزَّفَراتِ

إلى أَنْ يَعُودَ الحقُّ مُرْتَفعَ الذُّرا

وَيَرْحَلَ غُزَّى الشَّرِقِ بالجَمَراتِ

بَني الشَّرْقِ طالَ النَّوْمُ فيكمْ فأَيْقِظُوا

رُقُودا نَشاوَى غَفْلَةٍ وسُباتِ

يُجارُ عليها ثمَّ تامَرُ بالرِّضا

فَتَرْضَ بِحُكْمٍ واسعِ الطَعَناتِ

لقدْ طالَ هذا اللَّيلُ يا شَرْقُ فاسْتَفِقْ

وَهُبَّ الى ايامهِ النَّحساتِ

وَجَرِّدْ ظُباتِ العَزْمِ وامْشِ الى المُنَى

بِقَلبٍ يُخيفُ الاسْدَ في الاجَماتِ

وحَزْمٍ يَرُدُّ الدَّهْرَ رَهْبانَ واجِماً

ويَرْمِي العِدَى في غَمْرَةٍ وشَتاتِ

بَني الغَرْبِ رِفقاً بالضَّعِيفِ فَقَدْ كَفَى

بَني الشَّرْقِ ما يَلْقَوْن منْ ضَرَباتِ

مَلَكْتُمْ فَضَيَّقْتُمْ عَلَى الناسِ سُبْلَهُمْ

فَلَيْسَ لَهُمْ في الامْرِ مِنْ خِيَراتِ

ارَى ان اهْلَ الشَّرِقْ قد ضاقَ ذَرْعُهُمْ

بِكُمْ فاحْذَرُوا مِنْ داهِمِ الوَثَباتِ

أَثَرْتمْ دَفينَ البُغْضِ في الشَّرْقِ كُلِّهِ

أَلاَ فارقُبُوا منْ أُسْدِهِ الهَجَماتِ

دَعُوا الشَّرْقَ يَحْيا وَحْدَهُ في اعْتِزالهِ

فما يَبْتَغِي منكمْ لُهىً وَهِباتِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لمن نصبوا الاعلام في الشرفات

قصيدة لمن نصبوا الاعلام في الشرفات لـ مصطفى الغلاييني وعدد أبياتها واحد و سبعون.

عن مصطفى الغلاييني

مصطفى بن محمد سليم الغلاييني. شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320هـ‍. ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة. وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن. فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي. من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و (عظة الناشئين -ط) ، و (لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط) ، و (الدروس العربية -ط) ، و (ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.[١]

تعريف مصطفى الغلاييني في ويكيبيديا

مصطفى بن محمد بن سليم بن محي الدين بن مصطفى الغلاييني (ولد في بيروت سنة 1885 الموافق 1302 هـ) هو صحافي وأستاذ للعربية وقاضٍ ورئيس سابق للمجلس الإسلامي في بيروت. تعلم في بيروت والقاهرة، بدءاً من نشاطه العملي كأستاذ للغة العربية ومبادئ الفقه الشرعي بالكلية الإسلامية في بيروت، وكانت له حلقات علم في المسجد العمري الكبير بوسط المدينة. انضم سنة 1910م لجمعية الاتحاد والترقي وأصدر مجلته الشهرية النبراس والتحق بجمعية الإصلاح البيروتية، وأخيراً تطوع بالجيش العثماني وشارك بحرب الترعة ضد الجيش الإنجليزي، حيث أخفق الجيش العثماني باجتياز قناة السويس البحرية الاستراتيجية، وبعد ظهور راية الملك فيصل الأول العربية على مشارف بلاد الشام انضم الغلاييني إليه، فاختاره الأمير عبد الله بن الحسين ليدرس أبنائه اللغة العربية والعلوم الشرعية. عاد مصطفى الغلايييني وبعد سنتين من هذا المنصب التشريفي إلى مدينته بيروت ليواجه تهمة مقتل مدير الداخلية في حكومة دولة لبنان الكبير، حيث نقل إلى جزيرة أرواد واعتقل في سجنها المركزي سبعة أشهر، ثم أُطْلِقَ سراحه بحكم مشروط هو عدم العودة إلى بيروت، وأُبعد إلى فلسطين وما إن وصلت السفينة إلى يافا حتى خرج منها متوجهاً إلى بيروت ، فقررت المفوضية العليا الفرنسية اعتقاله بحبس انفرادي ثم أبعدته مرة أخرى إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية ، فتوجه طوعاً إلى حيفا عند رئيس بلديتها (وهو صديق قديم له) إلى أن خفت وطئة فرنسا في الشرق، بسبب بوادر الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا النازية، فعاد إلى بيروت للمرة الرابعة والاخيرة وتولى انتخابياً رئاسة المجلس الإسلامي ومستشاراً للمحكمة الشرعية العليا وقاضياً فيها، إلى أن وافته المنية في بيروت سنة 1944م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مصطفى الغلاييني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي