لم لا تسيل لك العيون دماءها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لم لا تسيل لك العيون دماءها لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة لم لا تسيل لك العيون دماءها لـ جعفر الحلي النجفي

لم لا تسيل لَكَ العُيون دِماءها

أَو لَيسَ وَجهك نُورها وَضياءها

وَعَلى م يا كَهف الأَرامل لَم تذب

مِنا القُلوب ألم تَكُن سوداءها

يا غادياً بِحفاظ ملة أَحمَد

مهلا فَلا تَشمت بِها أَعداءها

شَيخ العراقين الَّذي اِجتَمعت بِهِ

أَعداد فَضل لَم نطق احصاءها

نَفس لَهُ طابَت فودَّت أَنفس الد

دُنيا جَميعاً أَن تَكُون فِداءها

وَصَفت سَريرته فَلَو فَتشتها

أَنكرت مِن بِنت الكُروم صَفاءها

حَملت جَنازته رِقاب مَعاشر

مِن راحَتيهِ تَطوقت نَعماءها

نَعم كَأطواق الحَمام تلامعت

بطلا الكِرام فَلم تَطق إخفاءها

وَبِهِ مرَرَنا في جَداول قَد جَرَت

دَفعاً وَكانَ مسبّباً إجراءها

أَرض الغريّ وَقبل كانَت مَيتة

فَاِنصاع وَهُوَ مبادر إحياءها

أَلقى بِواديها الشَريف عَصاً لَهُ

كَعَصا الكَليم فَفجرّت صمّاءها

أَحيا بِهِ البيدا فَتلك طُيورَها

مَهما اِحتَسَت أَهدَت إِلَيهِ دُعاءَها

لَو أَن ناراً تَشتَكي عَطَشاً لَهُ

لَأَبلّ وَهِيَ صَحيحة أَحشاءها

لاقَت مَجاري الماء جثةَ ناسِكٍ

أَفنى بِطاعَة رَبّهِ أَعضاءَها

ما طَهَّرته بِمائها مِن ريبة

بل إنَّهُ وَاللَه طَهَّر ماءَها

ضَجّ الوَرى مُذ غَسَّلوه كَأَنَّما

أَيدي المغسل قَلَّبت أَحشاءَها

أَسَفاً لَقَد عقدوا الرِداءَ عَلى أَمري

عَقدت عَلَيهِ المكرمات رداءها

وَمَشَت مَلائِكة السَما زمراً إِلى

جَنبيهِ لَو كشف الإِلَه غَطاءَها

وَبَكَت بُكاء الثاكلات وَلَم أَخل

إِلّا عَلى الدين الحَنيف بكاءها

لا غروَ أَن مَطرت عَلَيهِ سَحائب

تَركت كلجة زاخر بِطحاءها

وَدّت مَلائكة السَماء لَو أَنَّها

قَد غَسَّلته فَأَسبلت أَنواءها

فَهُناك نادوا لِلصَلاة وَإِنَّهُ

مِمَن يُجيب إِلى الصَلاة نِداءها

وَعَلَيهِ كَبَّرت الأَكفّ وَقبل ذا

كَم أَكثروا في شُكره إِيماءها

وَأَروه وَالعَليا مَعاً بِقَرارة

يَستاف كُل موحد حَصباءها

هُوَ نعمة للعالمين فَإِن مَضى

كَرهت نُفوس العارِفين بقاءَها

تَتَناوح العلما بحافة قَبره

كُل تَراه بَصخرها حنساءها

ملك قَد اتخذ العَطاء فَريضة

فَبهمه أَن يَعجلن أَداءها

أَن تَبكه حُزناً شَريعة أَحمَد

فَلَقَد بَكَت رَجلاً يشيد بِناءها

وَيَحوط بيضتها وَيَحمي ثَغرَها

وَيَذود عَنها مرغما اعداءها

وَبعبئها قَد قامَ مضطلعاً وَقَد

عَجز الوَرى أَن يَحملوا أَعباءَها

صَفّى وَهَذب بِالرِياضة نَفسه

وَلِوَجه خالقه أَطالَ عَناءَها

وَلَعَلها ما اتعبته لِأَنَّها

قَدسية لَم تَتَبع أَهواءَها

ما رَأيه إِلا شبا صمصامةٍ

صَقلت فَهاب الكافِرون مضاءَها

وَتَراه يقدم في الخطوب مبادراً

إِذ لا يُبالي ما يَكُون وَراءَهخا

وَلربما دَهَت البِلاد ملمة قَد

أَذهَلت مِن أَهلِها آراءها

فحمى كَما يَحمي السموأل بَلدة

شَكَت العَدو لَهُ فَحاطَ فَناءَها

يا ديمة الوادي الَّذي يَغني الوَرى

إِن أَردفت شهب السِنين غلاءها

يا منهل الصادي الَّذي ما أَعطشت

مِن مُهجة الأَوكان رواءها

يا لَيثنا العادي عَلى القَوم الأَولى

قَد أَضمرت بَل أَظهرت بغضاءها

فَلأَبكينك ما شدت قَمرية

فَوق الأَراك وَجاوَبت وَرقاءها

وَعَليك إِسماعيل بِالصَبر الَّذي

قَد أَوصَت الحكما بِهِ أَبناءَها

فز بالعلى يا ابن العلى وَأَخا العلى

إِن العُلى عقدت عَليك لِواءها

وَحكيت بِالعَليا أَباك وَإِنَّما

شَرف البَنين إِذا حَكَت آباءها

يمناك قَد خَلقت لَنا مَبسوطة

كَيمين حاتم لا تمل عَطاءَها

مِن قاس فيكَ سِواكَ فَهُوَ مجادل

إِذ قاسَ بِالطُود الأَشم هباءها

فَسَقَت ضَريح أَبيك ديمة رَحمة

حلَّت عَلَيهِ يَد الإِلَه وَكاءها

وَتَوكلت فيهِ مَلائكة السَما

زُمراً تَطُوف صباحها وَمَساءَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة لم لا تسيل لك العيون دماءها

قصيدة لم لا تسيل لك العيون دماءها لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي