لم يشف طيفك لما زارني ألما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لم يشف طيفك لما زارني ألما لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة لم يشف طيفك لما زارني ألما لـ ابن قلاقس

لَمْ يَشْفِ طيفُكَ لما زارني أَلَمَا

وإِنما زادَني إِلْمَامُهُ لمَمَا

سَرَى إِلَيَّ وطَرْفُ الليلِ مَرْكَبُهُ

والبَدْرُ إِنْ رَكِبَ الظلماءَ ما ظَلَما

ولم يزل يَدَّعي زُوراً زيارَتَه

حتى تَمَلَّكَ مِنِّي الحِلْمَ والحُلُما

نادَمْتُه فَسَقَاني كأْسَ مُرْتشَفٍ

يُفنِي النديمُ عليها كَفَّهُ نَدَما

حتى إِذا شابَ فَوْدُ الليلِ وانْعَطَفتْ

قناتُه وتدانَى خَطْوُهُ هَرَما

وقمتُ أَعثُرُ والأَشواقُ تَنْهَضُ بِي

فما تقدَّمْتُ من سُكْرِي به قُدُما

قال السلامُ على مَنْ لو مَرَرْتُ به

أَهْدَي السَّلاَم له يَقْظَانَ ما سَلِمَا

واهْتَزَّ كالغُصُنِ المنآدِ فانْتَثَرَتْ

مدامِعِي حَوْلَهُ العُنَّابَ والعَنَمَا

ورُحْتُ أَعبدُ منه دُمْيَةً فَرَضَتْ

تقريبَ قَلْبِي في دِينِ الغرامَ دَمَا

وَجْدُ طَلَبْتُ له كَتْماً فأَردَفَنِي

شَيْباً ثَنَانِيَ أَيضاً أَطلُبُ الكَتمَا

ولِمَّةٌ مُذْ هَفَتْ منها مُلِمَّتُهُ

عادَتْ رماداً وكانِتْ قَبْلَهُ فَحَما

وقد تَلَفَّتُ أَثناءَ الشبابِ فَمَا

رأَيتُ إِلا هموماً حُوِّلَتْ هِمَمَا

فَالسَّيْرَ حتى تَقُولَ العِيسُ من خمر

صِرْنَا رُسُوماً وكُنَّا أَيْنُقاً رُسُما

من كُلِّ منهومَةِ ما غَرثَتْ

إِلاَّ الْتَقَمْتَ عليها المَهْيَعَ اللَّقَما

في عُصْبَةٍ كلَّما شامَتْ صوارمَهُمُ

يَدُ الحفيظةِ في جِنْحِ الدُّجَى انْصَرَما

عاطَيْتُهُمْ غَيْرَ بنتِ الكَرْمِ من سَمَرٍ

على تعاطيهِ رحنا نذكر الكَرَما

فكلما قِيلَ نجمُ الدينِ قَد وَضَحَتْ

أَنوارُه فَمَحَوْنَ الظُّلْمَ والظُّلَما

قلنا وعاد إِلى شَرْخ الشبابِ به

جودٌ مضى هَرِمٌ عنه وقد هَرِما

مَلْكٌ تَحرَّمت الدنيا بسطوتِهِ

فردَّها وهي حِلٌّ والنَّدَى حَرَما

هو الغَمامُ الذي ما حَلَّ في بَلَدٍ

إِلاَّ أَفاضَ دماءً منه أو دِيَمَا

وَهْوَ الحسامُ الذي قالت مضارِبُه

خيرُ الحسامَيْنِ في الأدواءِ مَنْ حَسَما

يطيع سامٌ وحامٌ ما يشير له

ولم يطع قَطُّ إِلاَّ من سَمَا وحَمَى

ذو الحَزْمِ شَدَّ على عِطءفَيْهِ لأْمَتَهُ

في سَلْمِهِ وعلى أفراسِهِ الحُزُما

وذو الرّياحِ التي إِن أَعْصَفَتْ قَصَفَتْ

عيدانَ نَجْدٍ وجدَّت بعدها الرَّتَما

كأَنما الدَّهْرُ أَفْشَيْنٌ نَخِرُّ لَهُ

وقد أَقامَ عليه سَيْفَهُ صَنَمَا

إِنْ قال آل مَصَالٍ منه من يَمَنٍ

قال الأَغالِبُ من مُرٍّ ولا سِيَما

أَمْلَى على العُرْبِ من تدبيرِهِ سِيَراً

في مِضْرَ هزَّتْ على فُسْطَاطِها الْعَجَمَا

فالآنَ أَضْبَحَتِ الآباءُ واحِدَةً

والشَّمْلُ مجتمعاً والشَّعْبُ مُلْتَئِما

رَأْيٌ له بَذَلَ الإِقْليمُ طاعَتَه

فلو يشاءُ كفاه السَّيْفَ والقلما

حَسْبُ البُحَيْرَةِ أَنَّ اللَّه صَيَّرها

بحراً به زاخِرَ الأَمواجِ ملتطما

كم خاضَ ضَحْضَاحَها من غارقٍ فَنَجَا

حتى أَفاضَ عليها سَيْبَهُ العَرما

بالخيلِ يحملُ من فرسانِها أَسداً

والأُسْدِ يحملُ من أَرماحِها أَجَمَا

لِلسَّيْفُ في كفِّهِ نارٌ على عَلَمٍ

إِن كنتَ يوماً سَمِعْتَ النارَ والعلما

يَجْلُو البهيمَ ويحمي البَهْمَ سارِحةً

ويستجيش لكَشْفِ المُبْهَمِ البُهَما

والأَرْضُ ما مَرَّ مجتازُ النسيمِ بها

إِلاَّ تغالَتْ فكادَتْ تُنْبِتُ النَّسَما

فالحمدُ للِّه سدَّ السيفُ ثُلْمَتَها

وعاوَدَ الغِمْدَ محموداً وما انْثَلمَا

فَلْيَبْتَسمْ بكَ ثغرٌ قد جعلْتَ له

ثغراً عن الحسن والإِحسان مبتسما

يجري النَّهارُ على أَنيابِه شنَباً

ويصبِغُ الليلُ منه في الشِّفاهِ لَمَى

حتى نقولَ وكُنَّا قبلَ معرفةٍ

سُبْحانَ عَدْلِكَ أَضحى يَنْقُلُ الشِّيَما

شرح ومعاني كلمات قصيدة لم يشف طيفك لما زارني ألما

قصيدة لم يشف طيفك لما زارني ألما لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي