لنا برق ابتسامك قد ترائى
أبيات قصيدة لنا برق ابتسامك قد ترائى لـ جعفر الحلي النجفي

لَنا بَرق ابتسامك قَد تَرائى
أَعيذك أَن تَجنبنا الرواءا
فَإِنا غَير ريك ما اِنتَجعنا
وَلا شمنا سِواه سناً أَضاءا
تَضمَّن بَرق خَدك وَالثَنايا
لِمران الحَشا عَسلا وَماءا
وَردن عُيوننا مِنهُ وَلَكن
صَدَرنَ قُلوبنا عَنهُ ظِماءا
بِنَفسي مِن أَعدُّ الفَضل مِنهُ
عَليَّ إِذا اِرتَضى نَفسي فِداءا
أَبيت بِحُبه إِلّا ولوعا
وَإِن هُوَ قَد أَبى إلا جفاءا
جَميل وَالجَمال لَهُ يُغطّي
عَلى بَصري كَأَن بِهِ غِشاءا
أَيحسن مَرة وَيُسيء ألفا
وَعِندي أَنَّهُ بي ما أَساءا
وَإِني لا أَذمُّ لَهُ عُهوداً
عَلى الحالين واصل أَم تَناءا
وَلَيسَ يُعدُّ في العشاق مَن لا
يَرى حالي مُعذبه سواءا
رَشاً عَقد الجَمال عَلَيهِ تاجاً
وَنَشّر مِن ضَفائره لِواءا
أَشار بِراحَتيهِ فَبايعته
قُلوب الناس طَوعاً أَو إِباءا
وَقَد أَمر الهِلال بِأَن يُوافي
فأَقبلَ بِالنُجوم لَهُ وَجاءا
فَأَطلعه بِمفرق وَفرتيه
وَأَخلى مِن مَطالعه السَماءا
أَقامَ مَقام قرطيهِ الثريا
وَأَطلَع مِن مَباسمه ذكاءا
وَفَوقَ الصَدر ركَّد حاجزيه
دِفاعاً لِلمُعانق وَاِتِقاءا
فَيا عَجَباً لَأَنجمه اللَواتي
تَلوح لَنا صَباحاً أَو مَساءا
يَهز الرُمح مِعطفه اِعتِدالاً
وَيَطوي القَوس حاجِبه اِنحناءا
وَتَحتَ لِثامه وَرد جَني
وَلَكن لا أَطيق لَهُ اِجتِناءا
يجرد مِن لَواحظه سُيوفاً
تعيد السَرد مُنتَثِراً هباءا
وَلَو في قَلبه القاسي اِتقينا
لَأَمكَن أَن يَكُون لَنا وقاءا
اَمقتنصي الظبا رِيمي دَعوه
وَدُونَكُم الجآذر وَالظِباءا
أتيلع قَد رَعى مقلي وَقَلبي
وَجَنَّبَ ماء وجرة وَالكلاءا
إِذا فَتح الجُفون كَسَرنَ قَلبي
وَاِنصَب حِينَ يَكسرها حَياءا
وَيَعثر بِالذَوائب حينَ يَخطو
كَما قَد قَيَّد الشرك الطلاءا
إِذا عاتبته خطر اِختيالا
وَأعرض بِالعَوارض كبرياءا
فَيبدي الدر مبسمه وَعَيني
فذا ضحكاً عليَّ وَذي بُكاءا
يَعيب جَماله اللاحي فأصغي
وَاعلم أَنَّهُ قالَ اِفتِراءا
أَينصب لِلهَوى شبك احتيال
وَمَن يَصطاد بِالشبك الهَواءا
يَقول ألا تعالج بالتسلي
غَراماً مِنهُ قَد كابدت داءا
نَعم يَدري بِأَن الحُب دائي
وَلا وَاللَه ما عَرف الدَواءا
فَعندي مِن خَفايا الغَيب سر
لِدائي لَو أَرَدت بِهِ شِفاءا
أَقول لَنارِ وَجدي حينَ شَبَت
وَفي كَبدي وَجَدت لَها سَناءا
أَيا نار الجَوى كُوني سَلاماً
فَإِبراهيم قَد بَلغ الرَجاءا
بَني بعقيلة مِن أَيّ بَيت
آله العَرش شرفه بِناءا
وَزفّت مِن عُمومته إِلَيهِ
فَتاةٌ ما رَأَت إِلا الخِباءا
كَأَنَّهُم عشية هيأوها
لِبَدر التَم قَد أَهدوا ذكاءا
فَتى أَكرومة وَفَتاة خِدر
بِبَيت المَجد قَد نَشآ أَسواءا
فَذا ساد الرِجال عُلا وَفَخرا
وَذي سادت بَعفتها النِساءا
إِلَيكَ أَبا التقي صَعدت فِيها
تَهاني لا تَطيق لَكَ اِرتِقاءا
أَبين النَجم تَطلبك القَوافي
فَتسمعك التَهاني وَالثَناءا
نَعم أَومي لِوَجه الأُفق فيها
كَما رَتلت ذِكراً اَو دُعاءا
كَأَنك واحد الأعداد مَهما
نُرد عَددا تقدّمت اِبتِداءا
فَيا أَلف الحُروف وَلو توفي
حُقوق ثَناك ما كانَت هِجاءا
تكلمنا بِها حاء وَقافاً
فَتكسبنا بِها عَيناً وَزاءا
إِلى الحَق اليَقين نَظرت حَتّى
كَأَن سَنا الصَباح لَكَ اِستَضاءا
وَلا تَزداد بِالباري يَقيناً
وَلَو كَشف الإِلَه لَكَ الغِطاءا
دَرى العلماء أنَّهُم اِستَراحوا
بِسَعيك يا أَشدّهم عناءا
لَظلك يَلجأون بِكُل ضيق
وَيَتبعون رَأَيك حَيث شاءا
أَمامك إِذ تَقول لَهُم أِماماً
وَخَلفك إِذ تَقول لَهُم وَراءا
لِأَنك أَنتَ أَبسطهم يَميناً
وَأَكبَرَهُم وَأَكَثَرَهُم عطاءا
وَأَقدرهم عَلى الجلى اِحتِمالاً
وَأَطيبهم وَأرحبهم فناءا
وَأَبذلهم وَأَمنعهم جِواراً
وَأَوصَلَهُم وَأَفصلهم قَضاءا
جَبينك وَهُوَ مَشكاة البَرايا
بِهِ نُور الأَمامة قَد أَضاءا
وَما لِلدَهر مِثلك مِن إِمام
بِهِ يَستَدفع الدَهر البلاءا
تَمت نَهاره بِالصَوم صَيفا
وَتحيي اللَيل منتفلا شِتاءا
ذوو التيجان تَرجف مِنكَ خَوفاً
إِذا لَهُم كِتاب مِنكَ جاءا
يَكاد بِأَن يَفر التاج مِنهُم
لِرَأسك لَو رَأى مِنكَ اِعتِناءا
يَزول إِذا أَرَدت بِهِ زَوالاً
وَيَبقى إن أَرَدت بِهِ بَقاءا
فَإِن جلي الصَدا مِنهُم وَإِلا
كَتبت عَلى رَئيسهم الجَلاءا
إِمام المُسلِمين بِكَ اِهتَدَينا
كَمَن يَستَرشد النجم اِهتِداءا
تَجيء لَكَ الوَرى مِن كُل فَج
بِهم ريح الرَجا تَجري رخاءا
أَتَت بِهُم رِقاب العيس تَهوي
فَلا نَصباً تَحس وَلا حفاءا
وَأموا مِنكَ في الإِسلام لَيثاً
وَخلُّوا خَلفَهُم بقرا وَشاءا
وَهُم شَتى المَطالب ذا نوالا
يؤمل مِن يَديك وَذا علاءا
فَللجهلاء تَمنحهم عُلوماً
وَللفقراء تَمنحهم غِناءا
أَبا الأَشياء جزت المَدح حَتّى
عَدَدت مَديحك السامي هجاءا
لَكَ البُشرى بِأَبناء كِرام
مِن الآباء قَد وَرثو الإباءا
هُمُ أتقى بَني الدُنيا جَميعاً
وَأَنقاهم وَأَطهرهم رِداءا
فَلا كَتقيهم أَبَداً كَمالاً
وَلا كَمحمد أَبَداً سَخاءا
هُمُ أَهل الوَفاء بِعصر سوء
بِهِ أَهلوه ما عَرفوا الوَفاءا
وَلَو أن السموأل كانَ فينا
لَرد عَن الوَفا طَبعاً وَفاءا
رَعوا ذِمَم الإِخاء وَلَيسَ حرا
لِعمر أَبيك من نسي الإِخاءا
وَكُل مَحاسن الصلحاء فيهُم
وَمِن عَيب الهَوى كانوا براءا
لَو أَنَّهُم بِعصر لَيسَ فيهِ اِن
قِطاع الوَحي كانوا أَنبياءا
سَلمتم ما تَلألأت الدراري
وَجنّ اللَيل وَالإِصباح ضاءا
وَدُمتُم في هَنا عيدٍ وَعُرسٍ
مَدى الأَيام بدءً وَاِنتِهاءا
شرح ومعاني كلمات قصيدة لنا برق ابتسامك قد ترائى
قصيدة لنا برق ابتسامك قد ترائى لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها سبعة و سبعون.