لنا من الدهر خصم لا نغالبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لنا من الدهر خصم لا نغالبه لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة لنا من الدهر خصم لا نغالبه لـ السري الرفاء

لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه

فما على الدهرِ إنْ ولَّتْ نوائبُه

يرتدُّ عنه جريحاً من يُسَالِمُه

فكيفَ يَسْلَمُ منه من يُحارِبُه

ولو أمِنْتُ الذي تَجني أراقمُه

عليَّ هانَ الذي تَجني عقاربُه

تَظلَّم الشِّعرُ من ليْثٍ يُساوِرُه

إذا تبرَّجَ أو صِلٍّ يُواثبُه

وحُجِّبَت دون رائيها بدائِعُه

وقُيِّدَت دونَ مَسراها غرائبهُ

وكيفَ لا يتحامى سَفْرُها سَنناً

أمسى به أَسَدٌ ضارِ نوائبُه

يا غَيْبَةَ الكَرَمِ المفقودِ غائبُه

وخيْبةَ الأدَبِ المجفوِّ صاحبُه

أَتُستباحُ على قَسْرٍ مَحارِمُه

وتُستَرقُّ على صُغْرٍ كواعبُه

أَبَعْدَ ما انْهَدَّ عُمري في محاسِنه

حتى وَهَى بحُلولِ الشَّيْبِ جائبُه

ورَقرقَ الطْبعُ فيه ماءَ رَوْنَقِهِ

فجاء كالوَشْيِ مصقولاً سَبائبُه

وكانَ كالثَّمَرِ استقصَيْتُ غايَته

خُبْراً فما يبدي إلا أطايبُه

ضَرْبٌ من السِّحْرِ أجْلوه على نَفَرٍ

سِيَّانِ قائلُه فيهم وجالبُه

تُضيءُ مثلَ سطورِ البرْقِ أسطُرُه

كأنما ذَهَبُ القُرطاسِ كاتبُه

تدنَّسَتْ بيدَيْ غَيري مَطارِفُه

وسُوّدَتْ بسوِى قَوْمي مَناسُبه

وَشْيٌ إذا نَمَنمَتْ منه خواطِرُنا

بُرْداً فلا بُدَّ من كفٍّ تُجاذِبُه

نَهْبٌ فلو حضَرَتْه النارُ مُضْرَمةً

جرى إليه يخوضُ النارَ ناهبُه

بل لو تعلَّقَ بالجَوزاءِ هاربُه

ما فاتَ خَطْفَ أبي عثمانَ هاربُه

سَبَى وأبقَتْ بَوادي سَبْيَهِ لُمَحاً

معشوقةً إن عفَتْ عنها عَواقبٌه

إذا الكميُّ تَحامَى بعضَ ما مَلكَتْ

رِماحُه من خطيرٍ فهو واهبُه

له على سَرْجِ شِعْري غارةٌ أبداً

يرتاعُ معقولُه منها وساربُه

فلا السِّنانُ لها دامٍ وقد برقَتْ

فتْكاً ولا السَّيفُ مخضوباً مضاربُه

إذا تخطَّفَ من أولادِنا ولداً

قامتْ بمِثْلِ قوافيه نوادبُه

إليكُمُ عن شِهابٍ طارَ طائِرُهُ

قِدْماً يُعَرِّي أديمَ الجوِّ ثاقبُه

فنضكبُوا عن طريقِ السَّيْلِ تمتنعُوا

من قبلِ أن تَتَهاداكُم غَوارِبُه

فلسْتُ أُهدي إلى قومٍ سَمائِحَه

من بعدِ ما قُسِّمَت فيهم جنائبُه

ولا تَمُدُّوا إلى العيُّوقِ أيديَكم

جَهْلاً فلم يُدرِكَ العيُّوقَ طالبُه

هل للغَنِيَّيْنِ عُذْرٌ في اغتصابِهِما

حَلْياً يَبوء بأَوفْى اللَّعنِ غاصِبُه

قلْ للوزير تحرَّجْ إنْه سَلَبٌ

غَشْماً تعدَّى على المسلوبِ سالبُه

لا يُبعدِ اللهُ دُرّاً حلَّياكَ به

فكَمْ فتىً عُطِّلَتْ منه تَرائِبُه

ومرْكَباً يتحرَّى الصِّدقَ مادِحُه

حُسْناً كما يتحرَّى إلافْكَ عائبُه

مُدَفَّعاً بأكفِّ الظُّلمِ رائضُهُ

مُنكَّباً برماحِ الجُودِ راكبُه

أضحى ابنُ فهْدٍ حَريباً من مَحاسِنه

من بعدِ ما بُذِلَتْ فيها حَرائبُه

وأنتَ لا شكَّ من أفوافِ يُمنَتِه

عارٍ كما عُرِّيَت منها مناكبُه

وكيفَ تسحَبُ وَشْياً قد تداولَه

قومٌ سِواك فقد رَثَّت مساحبُه

تبرَّجَتْ فيهمُ قِدْماً عرايسُه

وأشرقَت فيهمُ دهراً كواكبُه

لا يُعجِبَنَّكَ دينارُ المديحِ ولم

يَضْرِبْهُ باسمِكَ دونَ الناسِ ضارِبُه

فخيرُ صَيدِكَ ما حلَّت مَصايِدُه

وخيرُ مالِكَ ما طابَتْ مَكاسِبُه

وإن أَصَخْتَ لتَغريدِ المديحِ فقد

وافَى مُغَرِّدُهُ وانحطَّ ناعبُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة لنا من الدهر خصم لا نغالبه

قصيدة لنا من الدهر خصم لا نغالبه لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي