لها كل يوم نشطة وعقال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لها كل يوم نشطة وعقال لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة لها كل يوم نشطة وعقال لـ مهيار الديلمي

لها كلَّ يومٍ نَشطةٌ وعِقالُ

وفي كلّ دار حلّةٌ وزِيالُ

فلا شوقَ إلا بالزيارة يُشتفَى

ولا بُعدَ إلا باللقاء يُزالُ

إذا العيسُ حنّت للمعاطن لم يصِحْ

بأعناقها إلفٌ عليه يُمالُ

سفا البيدِ مرعاها الجميمُ ووردُها ال

زلالُ سرابٌ بالفلاة وآلُ

فمَن حاكمٌ بين الدؤُوبِ وبينها

إذا ما تقاضت أظهرٌ ورحالُ

ومنصف أيديها إذا ما تقاصرت

خطاها وبوع الليل بعد طوالُ

يُرامي بها الأخطارَ كلُّ ممرَّنٍ

بحَمل خطوب الدهر وهي ثِقالُ

بصيرٌ بكيد الليل لا يَعتشِي به

ظلامٌ وأبصارُ النجوم ذُبالُ

أخو قفرةٍ لا يؤنسُ الذئبَ ريحُها

فماهي إلا خابطٌ وضلالُ

وأسهمَ ذاوي الشخص خافٍ كأنه

مع الصبح في خدِ السَّماوةِ خالُ

يرى الوطنَ المحبوبَ حيث تفيّأتْ

عليه العلا لا قُلَّةٌ وظلالُ

ويُبدِنُهُ عَرْقُ الهواجرِ لحمَهُ

وأسمنُ مجدٍ ما اقتناه هزالُ

جُبِ الأرضَ ما دامت عليها نشيطةٌ

وفيها لسارٍ مسرحٌ ومجالُ

فإما ذرَى أفقٍ مسحتَ هلالَه

وإما ثرى أرض عليك يُهالُ

يخوِّفني فيما أطوِّف بالردى

كأنيَ إن قايلتُ منه أقالُ

وهل يئل الإنسانُ مما وراءَهُ

وقدّامهُ مُفْضىً له ومآلُ

ولَلْموتُ خيرٌ من حياةٍ مَضيْمةٍ

ومن عيشةٍ أُعلَى بها وأُطالُ

ورزقُ يد المسئول مفتاحُ بابه

وشرُّ نوالٍ ما جناه سؤالُ

دعيني أعادي الدهر إن صديقَهُ

يكاد ينادَى ودُّه ويُغالُ

وأنضو قناعَ السلْم بيني وبينه

كفاحاً وسلمُ الغادرين قتالُ

فلو كان حرّاً نفسُه ووفاؤه

لما كان حرُّ العِرض منه يذالُ

ولو كرُمت أخلاقُه الهُجْنُ لم تَحلْ

لديه لأبناء المكارم حالُ

وعَزَّ بنو عبد الرحيم ونالهم

فما كان بالأيدي القصارِ يَنالُ

ولم يتغوّر كوكبٌ من سمائهم

ولم يتخّمر بالسَّرار هلالُ

ومن مُوقِهِ لم يدَّرئْهم بصَرفه

وهم جُنَنٌ من صَرفه ونِصالُ

ولن تتشظَّى شقّةٌ من عصاهُمُ

لها قوّةٌ من كفِّه وصِيالُ

بمَن وتعرَّت دولةٌ من جَمالهم

يكون عليها شارةٌ وجمالُ

ومَن ظلّ تستأسِي الملوكُ برأيه

ويحسِم داءَ الملك وهو عُضُالُ

تهاوت سلوكُ العقدِ فهي بدائدٌ

وأُرخِيَت الأمراسُ فهي سِحالُ

فكيف يبين الخَرتُ والعينُ عورةٌ

ويُبرمُ أمرٌ واليمين شمالُ

يريدون أن تستنهضوا بوُسوقها

مطايا خُطاها بالحمول ثقالُ

وقد عقلوا البزلَ القرومَ وقُرِّنت

بِكارٌ تَضاغَى تحتها وفِصالُ

فأوشك سارٍ أن يقيِّده الونى

وأوثقَ أقتادَ المطيِّ كَلالُ

سيُقصَمُ ظهرٌ بالحويّة نافرٌ

وتسقُطُ حتى أنسعٌ وجِلالُ

قضاءٌ سقيمٌ ثم يُعقبُ صحةً

وإن طال من داء السَّقام مطالُ

وسُقيا قليبٍ ما صفت وتكدَّرت

تداولُها بين الرجال سِجالُ

وكم زحَمتكم قبلَها من مُلِمَّةٍ

فطاحت رُفاتاً والجبالُ جبالُ

وجادلكم في حقكم متكبّرٌ

ببطاله ثمَّ المجالُ مجالُ

ينوِّر قَدحاً من زُنَيدٍ ورَى له

من الظن لا مرخٌ ولا هو ضالُ

تِلاعاً شُفوفاً للعيون ومالها

إذا احتُلبت فوق التراب بِلالُ

وستةُ أيام الدوامِ بهائمٌ

منصَّفةٌ إلقاحُهن حِيالُ

على الله فاحملها وثق بعوائد

لها في عداكم عثْرةٌ ونَكالُ

فإن ولَغتْ في نعمةٍ بعد نكبة

فقد تيبَس الغدرانُ ثم تُسالُ

وللشرّ أيامٌ تمرّ وتنقضي

كما لمسرات النعيم زوالُ

إذا سلِمت أعيانُكم وأصولُكم

فكل الذي فوق التراب جُفالُ

كأنك بالإقبال قد قام عنكُمُ

يُرامِي وأبراجُ السعود نبالُ

وقد خفقت تهفو برايات نصركم

رياحُ العلا منها صَباً وشَمالُ

فما عزلُكم إلا خديعةُ ليلةٍ

وما سَرّ منه الشامتين خيالُ

فلا يفرح الباغي عليكم بسعيه

فما كلّ عثْراتِ السُّعاةِ تقالُ

فإن كان بعض الصلح أغراه مرّةً

فسوف بما قد كال بعدُ يُكالُ

وما مبتغٍ نقل الوزارة عنكُمُ

سوى سائلٍ بالطَّود كيف يُشالُ

يُدِرّون منها غيرَ جارٍ وإنها

رحىً بيتُكم قطبٌ لها وثِفالُ

لها بينهم ذلّ الغريب وأنتُمُ

قَبيلٌ لها دون الأنام وآلُ

إذا فارقتكم لم تكن عن خيانةٍ

نواها ولا جرّ الفراق مَلالُ

فيعطفها شوق إليكم وصبوةٌ

ويصرِفها عنكم صِباً ودلالُ

وأنت الذي لا الخوف يسطو بصبره

ولا بتهاويل الزمان يُهالُ

تجرّبك الأحداث لا السيف يلتوي

هزيماً ولا الهَضبُ الأشمُّ يُزالُ

سموت فما يسمو سموَّك شارقٌ

كأنك عَلْوٌ والنجوم سَفالُ

وأَعطيتَ في المعروف مالَك كلَّه

فمالَك في دفع النوائب مالُ

وصدَّقتَ وصف المادحينِ فإن غلَوا

فلا قولَ إلا وهو منك فعالُ

خُلقتَ كما سرَّ العلا وشجا العدا

فأنت صلاحٌ مرّةً ووبالُ

قسائمُ ماءُ المنع منها محرّمٌ

وكفٌّ نباتُ الرزق منه حلالُ

فلا تُفجَع الدنيا بمجدك إنه

لمجدِ بنيها قِبلةٌ ومِثالُ

ولا برِحت تشقى وتندَم دولةٌ

لها عِوضٌ من غيركم وبِدالُ

لقد عكَسوا ألقابَهم وسماتها

إلى أن وهَى ركنٌ وذَلَّ جَلالُ

وليدةُ ناديكم وغرسُ أكفّكم

تُرَبُّ بتدبيراتكم وتُعالُ

فعادت بكم أيامُكم مثلما بدت

وسعدكُمُ عالٍ فليس يُطالُ

يُراضِعكم كأسَ المودّة شَربُها

رضاعَ دوامٍ ليس عنه فصالُ

ولاح لعين الملك وجهُ صباحِهِ

فإن السُّرى تحت الظلام ضلالُ

لقد نزعتْه من أخيك إذا انتدى

ومنك مَقامٌ في العلا ومقالُ

فهل في تميم نهضةٌ بمُفاخرٍ

إذا بُزَّ منها صاحبٌ وعِقالُ

وزادتك حفظاً للعهود خرائدٌ

لها الفمُ حالٍ والفؤادُ حِجالُ

تعوذُ بمهديها وبالله أن تُرَى

أواصرُ منها قُطِّعت وحبالُ

وأن تتبع الأقلام في مدح غيركم

وذلك عار عندها وخبال

بقاؤك يغنيها وودُّك مهرُها

متى فاتها رفدٌ لكم ونوالُ

لها منك كفؤ لا تقَرُّ لغيره

إذا كان مما تشتهيه بِعالُ

يسومِّ فيها المهرجانُ طريرةً

لها يومَ هجر العاشقين وصالُ

تعودُ بها بُشرى بعودِ زمانكم

له عائفٌ جربتموه وفالُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لها كل يوم نشطة وعقال

قصيدة لها كل يوم نشطة وعقال لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثمانية و سبعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي