لولا تفاقم شر ليس يحتمل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لولا تفاقم شر ليس يحتمل لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة لولا تفاقم شر ليس يحتمل لـ جميل صدقي الزهاوي

لَولا تفاقمُ شرٍّ ليس يحتملُ

ما كنت عن وطني بغداد أَرتحلُ

اليأس بالأمس من بغداد أخرجني

واليوم جاء إلى بيروت بي الأمل

عجلت في السير عن بغداد خشية أن

تنسد من ريبة في وجهيَ السبل

وكنت أَرضى لقاء الموت منتحراً

لَو كانَ لي من حَياتي هذه بدل

اعوجّ من حقدهم ناسُ عليّ بها

وَهَكَذا الناس معوجٌّ ومعتدل

فما رآني جذلاناً بها أَحدٌ

وهل لمثليَ في أَوطانه جذل

يممت بيروت أستشفي بطيبته

وَقلت علّ جروحي فيه تندمل

بيروت عز بلاد الضادِ قاطبةً

بنهضة القوم فيه يضرب المثل

هناك شعب بصير بالحياة فما

تراه يوماً بغير العلم يحتفل

لا ترفع المرء أَقوال يفوه بها

بل يرفع المرء سعي المرء والعمل

وقد يصيب جليلاً حادث جللٌ

فَلا يغل يديه الحادث الجلل

وَللنساء لدى أَهليه منزلة

كما يَليق بشعب هب يعتدل

إن الرجال لهم نقص بمفردهم

وإنما بالنساء النقص يكتمل

هل يستطيع كما قد ينبغي عملاً

جسم أَصاب لداءٍ نصفَه الشلل

إنا نريد حياة لا يضر بها

تعصب ولأمّ الناقد الهبل

ما ضرنا الجهل لا نصغي لقالته

فكل أَرض على الجهال تشتمل

لكن شعباً يكون القائدون له

من الألى عرفوا بالشر ينخذل

من استطاع دفاعاً عن حقيقته

فإنه وحده في قومه البطل

إن القوي جسور في تكلمه

ومن علامات ضعف القائل الوجل

والرأي إن كان عن حب بصاحبه

فَلَيسَ ينفع في تمحيصه الجدل

إذا التكاليف لم تقسم بمعدلة

فَقَد ينوء بظهر الحامل الثقل

ما زالَ يَرجو شفاء كل ذي مرض

حتى إذا مات في أَصحابه الأمل

تأخر القوم في بغداد من كسل

وكَم تأخر قوم عندهم كسل

الناس بالقصف في بغداد لاهبة

كل امرئٍ فله عن غيره شغل

وأيّ قصد يرجي المرء في بلد

به تساوى سداد الرأي والخطل

تشابهت فيه مرضاة وموجدة

كَما تَشابَهَت العضاتُ والقبل

نصحتهم أَن يثوبوا من جهالتهم

وأَن يَكون لهم بالعلم مشتغل

نصحتهم أَن يكونوا عاجلين له

فإنما الوقت مطلوب له العجل

لكنما القوم كل القوم ما سمعوا

نصحي الَّذي كنت أَبديه ولا قبلوا

راموا وصولاً إلى ما فيه منفعة

لهم وفي الوقت لم يسعوا فَلَم يصلوا

إلا شباباً من الأحرار نزعتهم

إلى التقدم لا يثنيهم الملل

بالعلم تتحد الآراء صائبة

والرأي يفعل مالا يفعل الأسل

كَم قد تصدت إلى الأعمال من فئة

فكان فيها نصيب الجاهل الفشل

العلم عدة ناس ما لهم عدد

والعلم حيلة من أَعيتهم الحيل

أَقول للشعب أَنت اليوم ذو ظمأ

إلى العلوم فلا علّ ولا نهل

إن فاتك الغمر من ماء تريد به

بلّ الأوام فما إن فاتك الوشل

هَل يزهر العلم في أَرضٍ أَماثلُها

عليه بالمال في حاجاته بخلوا

لا ينبت الروض أَزهاراً ولا عشباً

حتى يجود عليه العارض الهطل

ورب غرّ أَتاه ما نطقت به

ذبّاً عن امرأة قد ضامها رجل

فغاظه الأمر حتى جاءَني حنقاً

كأَنَّه وهو يعدو مزبداً جمل

أَنحى يسب وَلَم يستَحي من أَدَبي

ولا من الشيب في فوديّ يشتعل

قد كفروني لأني في مجالسهم

على الحقيقة إِمّا قلت أتّكل

وجادَلونيَ عن جهل وعن سفه

فما أَضر برأيي منهم الجدل

الحق يندبني فيها فأنصره

وَالعقل يأَمرني فيها فأَمتثل

وَلَيسَ يعظم بعد اللَه في نظري

إلا الأثير الَّذي بالكون يتصل

فكل شيءٍ من الأشياء منه أَتى

وكل شيءٍ إليه سوف ينتقل

وإنه هادم فيه ومنهدم

وإنه فاعل فيه ومنفعل

لكل شيء نظام في تكونه

وإنما يعتريه بعده الخلل

هُو القوى وهو أجسام قد اِتصلت

بغيرها وهو الأجسام تنفصل

وإنه هو نفس الشمس طالعة

وإنه بُكَرُ الأيام والأُصَلُ

وإنه هو معلولات قدرته

قديمة ولمعلولاته العلل

ما الكون إلا فضاء لا حدود له

والزُهر إلا شموس فيه تشتعل

إذا تصور ما للكون من سعة

عقل الحكيم بحق فهو ينذهل

فيه الوجود ترقى من تنازعه

والأرض والشمس والإنسان والدول

تدور فيه نجوم لا انحصار لها

وكل شمس لها في دورها أجل

شرح ومعاني كلمات قصيدة لولا تفاقم شر ليس يحتمل

قصيدة لولا تفاقم شر ليس يحتمل لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي