لولا حيائي من عيون النرجس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة لولا حيائي من عيون النرجس لـ ابن خاتمة الأندلسي

اقتباس من قصيدة لولا حيائي من عيون النرجس لـ ابن خاتمة الأندلسي

لَولا حَيائي من عُيونِ النَّرجِس

للَثمْتُ خَدَّ الوَرْدِ بين السُّندُسِ

وَرَشَفْتُ من ثَغْر الأَقاحةِ ريقَها

وضَمَمْتُ أعْطافَ الغُصونِ المُيَّسِ

وهَتكتُ أستارَ الوَقار ولَمْ أُبَل

للباقِلا تَلْحظ بطرفٍ أَشْوسِ

مالي وصَهباء الدِّنان مُطارحاً

سجعَ القِيان مُكاشِفاً وَجْهَ المُسِي

شَتَّانَ بين مُظاهر ومُخاتلٍ

ثَوْبَ الحجا ومطهِّرٍ ومدَنِّسِ

ومُجَمْجِمٍ بالعَذْل باكرني بهِ

والطير أفصحُ مُسعدٍ بتَأنُّسِ

نَزَّهتُ سمعي عن سَفاهةِ نُطْقه

وأعَرْتُه صَوْتاً رَخيمَ المَلْمَسِ

سُفِّهتُ في العُشَّاق يوماً إن أكن

ذاكَ الذي يَدَعُ الفَصيحَ لأَخْرَسِ

أَعَذولَ وَجْدي لَيْسَ عُشّكِ فادْرُجي

ونَصيحَ رُشْدي بان نصحكَ فاجْلِسِ

هل تُبصر الأشجارُ والأطيارُ وال

أزهارُ تِلْكَ الخافِضاتِ الأرؤسِ

تاللهِ وهوَ أَلِيَّتي وكَفَى بهِ

قَسَماً يُفَدَّى بَرُّه بالأنْفُسِ

ما ذاكَ من سُكرٍ ولا لِخَلاعَةٍ

لكنْ سجودُ مُسَبِّحٍ ومُقَدِّسِ

شُكراً لمن بَرأ الوجودَ بُجوده

فثَنى اليه الكلُّ وجهَ المُفْلِسِ

رفع السَّما سَقْفاً يَروقُ رُواؤُه

ودَحا بسيطَ الأرض أوْثَر مَجْلسِ

ووَشى بأنواع المحاسِنِ هذهِ

وأنارَ هذي بالجَواري الكُنَّسِ

وأدَرَّ أخْلاف العَطاءِ تَطوُّلاً

وأنالَ فَضْلاً مَنْ يُطيعُ ومن يُسِي

حتَّى إذا انتظمَ الوُجود بنسْبَةٍ

وكسَاهُ ثَوْبَيْ نُورهِ والحِنْدِسِ

واستكملتْ كلُّ النفوس كمالَها

شَفعَ العطايا بالعَطاء الأنْفَسِ

بأجلِّ هادٍ للخلائِقِ مُرْشدٍ

وأتمِّ نورٍ للْخَلائقِ مُقْبسِ

بالمُصطفي المُهدي إلينا رَحْمَةً

مَرْمَى الرجاءِ ومسْكَة المُتَيَئِّسِ

نِعَمٌ يضيقُ الوَصْفُ عن إحْصائِها

فَلَّ الخطيبُ بها لِسانَ الأوْجَسِ

إيهٍ فحدثني حَديثَ هَواهُمُ

ما أبْعَدَ السُّلوان عن قَلْبِ الأسي

إن كنتُ قد أحْسَنْتُ نعتَ جَمالِهِم

فَلَقَدْ سَها عَنِّي العَذُولُ وقد نسي

ما إن دَعَوْكَ بِبُلبلٍ إِلّا لِما

قَدْ هِجْتَ من بَلْبالِ هذي الأنْفُسِ

سُبْحانَ من صَدَع الجميعُ بِحَمْدِهِ

وبِشُكره من ناطقٍ أو أخْرسِ

وامتدَّتِ الأطلالُ ساجدَةً له

بجِبالِها من قائِمٍ أوْ أقْعَسِ

فإذا تَراجَعَتِ الطيورُ وزايلتْ

أَغْصانَها بانَ المُطيعُ من المُسي

فيقولُ ذا سَكِرتْ لنغمةِ مُنْشِدٍ

ويَقولُ ذا سَجَدت لِذِكْرِ مُقَدِّسِ

كُلٌّ يفُوهُ بِذَوْقِهِ والحَقُّ لا

يَخْفى عَلى نَظرِ اللَّبيبِ الأكْيَسِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة لولا حيائي من عيون النرجس

قصيدة لولا حيائي من عيون النرجس لـ ابن خاتمة الأندلسي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن ابن خاتمة الأندلسي

أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء، من أهل المرية بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم وزار غرناطة مرات. قال لسان الدين بن الخطيب: وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان سنة 770هـ‍. وقال ابن الجزري توفي وله نيف وسبعون سنة وقد ظهر في تلك السنة وباء في المرية انتشر في كثير من البلدان سماه الإفرنج الطاعون الأسود. من كتبه (مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية) في تاريخها، (ورائق التحلية في فائق التورية) أدب. و (إلحاق العقل بالحس في الفرق بن اسم الجنس وعلم الجنس) (وأبراد اللآل من إنشاء الضوال -خ) معجم صغير لمفردات من اللغة وأسماء البلدان وغيرها، في خزانة الرباط 1248 جلاوي والنسخة الحديثة حبذا لو يوجد أصلها. و (ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح -خ) وهو ديوان شعره. في خزانة الرباط المجموع 269 كتاني، (وتحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد -خ) وصفه 747هـ‍.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي