لولا سنى ربة الخدر بدا
أبيات قصيدة لولا سنى ربة الخدر بدا لـ المكزون السنجاري
لَولا سَنىً رَبَّةِ الخَدرِ بَدا
لَم يَدرِ حادي المُدلَجَينَ الرَشَدا
وَلا اِهتَدى إِلى حِماها حائِرٌ
بِكَشفِها في سَترِها لَولا النَدا
دَعَت فَلَبّاها السَميعُ وَاِنثَنى
عَنها الأَصَمُّ مُستَجيباً لِلصَدى
وَأَوهَمَ الناسَ هُدىً في قَصدِها
حَتّى أَضَلَّ قَومَهُ وَما هَدى
تِلكَ الَّتي صَيَّرَني الوَجدُ بِها
وَقَفاً عَلى أَيدي الأَسى مُؤَبَّدا
لا أَملِكُ السُلوانَ عَنها لا وَلا
أَلقى عَلى طولِ جَفاها مُسعِدا
قَد غادَرَت نارَ فُؤادي مُصطَلىً
لِرَكبِها وَماءَ عَيني مَورِدا
عَلَت فَأَدناها كَمالُ لُطفِها
مِن صَبِّها حَتّى بَدَت كَما بَدا
تَحَيَّرَ العالَمُ في جَمالِها
وَأَصبَحَ العُشّاقُ فيها قِدَدا
فَواقِفٌ عِندَ مِثالِ ظِلِّها
وَتائِهٌ أَضحى لِسَلمى مُلحِدا
وَعارِفٌ يُبِتُ مِن ذواتِها
بِمَحوِهِ ما لِلعَيانِ أُشهِدا
واحِدَةَ الحُسنِ الَّتي أَمسَيتُ مِن
وَجدي بِها بَينَ البَرايا أَوحَدا
وَصِرتُ فيها أُمَّةً يَأتَمُّ بي
كُلُّ مُحِبٍّ راحَ فيها وَغَدا
صَبا إِلَيَّ الصابِئونَ إِذ رَأَوا
طِرفي لِنَجمِ الحُسنِ فيها رَصَدا
وَاِتَّخَذَ المَجوسُ قَلبي قِبلَةً
لِما رَأَوا لِلنارِ فيهِ مَوقِدا
وَلَم أَزَل مُتَسِّعاً مُسَبِّعاً
مُخَمِّساً مُثَلِّثاً مُوَحِّدا
وَبي اِقتَدى في الحُبِّ مِن ثَنِيَّ وَمَن
ثَلَّثَ أَو أَسلَمَ أَو تَهَوَّدا
وَشيعَةُ الحَقِّ اِرتَضوا بِسُنَّتي
وَاِتَّخذوني في الغَرامِ مَشهَدا
وَالحُنَفاءُ تابَعوني إِذ رَأَو
ني في اِتِّباعِ رِسلِها مُجتَهِدا
وَالمُلحِدونَ حَمَدوا طَريقَتي
حينَ رَأَوني لِهَواها مُلحِدا
وَالحُكَماءُ العارِفونَ صَبّوا
رَأَيي بِرَفعِ الوَصفِ عَنها وَالبَدا
وَظَنّي مُجَسِّداً في نَعتِها
بِصورَةٍ غِرٌّ غَدا مُجَسِّدا
وَما دَرى بِأَنَّني لِذاتِها
أَمسَيتُ عَن صِفاتِها مُجَرَّدا
وَفي سُجودي لِمِثالِ حُسنِها
قَد غادَرَت لي في الضَميرِ مَسجِدا
فَلا أَرى في الكَونِ شَخصاً واحِداً
يَهوى هَوى إِلّا وَبي فيهِ اِقتَدى
كَلّا وَلا أُمَّ حِمىً مُجَدَّداً
إِلّا أَراهُ في حِمايَ مَعهَدا
لِأَنَّ داري لَم تَزَل دائِرَةً
تَجمَعُ مَن ضَلَّ السَبيلَ وَاِهتَدى
وَكُلُّ شَيءٍ خارِجٌ عَنها إِذا اِع
تَبَرتَهُ وَجدَتَهُ مِنها بَدا
ما وَرَدَ الصادي زُلالَ مَورِدي
مِن عَينَيهِ إِلّا اِنتَفى عَنهُ الصَدى
وَلا اِقتَدى بي في هَواها حائِرٌ
إِلّا وَأَضحى هادِياً إِلى الهُدى
وَإِن أَكُن عَبدَ هَواها فيهِ
رُحتُ لِأَربابِ الغَرامِ سَيِّدا
شرح ومعاني كلمات قصيدة لولا سنى ربة الخدر بدا
قصيدة لولا سنى ربة الخدر بدا لـ المكزون السنجاري وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.
عن المكزون السنجاري
حسن بن يوسف مكزون بن خضر الأزدي. أمير يعده العلويون والنصيرية في سورية من كبار رجالهم، كان مقامه في سنجار، أميراً عليها. واستنجد به علويوا اللاذقية ليدفع عنهم شرور الإسماعيلية سنة 617هـ فأقبل بخمس وعشرين ألف مقاتل، فصده الإسماعيليون فعاد إلى سنجار، ثم زحف سنة 620هـ بخمسين ألفاً. وأزال نفوذ الإسماعيليين، وقاتل من ناصرهم من الأكراد. ونظم أمور العلويين ثم تصوف وانصرف إلى العبادة. ومات في قرية كفر سوسة بقرب دمشق وقبره معروف فيها. وله (ديوان شعر -خ) في دمشق وفي شعره جودة.[١]
تعريف المكزون السنجاري في ويكيبيديا
المكزون السِّنجاري (583 - 638 هـ / 1187 - 1240 م) هو أمير علويّ، كما كان شاعرا وفقيهًا. هو الأمير عز الدين أبو محمد الحسن ابن يوسف بن مكزون بن خضر بن عبد الله بن محمد السنجاري. يعدّه العلويون في سوريا من كبار رجالهم. له رسالة في العقائد النصيرية عنوانها: «تزكية النفس في معرفة بواطن العبادات الخمس» في أصول الفقه.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ المكزون السنجاري - ويكيبيديا